لم يقنع التيار الذي أخذ الرقم ثلاثة كثيرا من الناس. حتى حركة عدم الانحياز، وهي تيار ثالث بين التيارين الرأسمالي الأمريكي و"الرأسمالي" الشيوعي، كانت حركة خنثى! التيار الثالث السوري يثير رغبة كبيرة لدى القسم الأكبر من السوريين في اختبار فن الشتائم، غالبا هو تيار احتياط اخترعه النظام، لكي يكون مظلة أمان. التيار الثالث العربي الذي ينتقد الانقلاب قليلا وأردوغان كثيرا، هو تيار عسكري مع الطغاة انقلابي، قلّاب. التيار الثالث السياسي يذكرني بالتثليث في العقيدة المسيحية، الذي جاء لمراضاة الإمبراطور قسطنطين.
هذا التيار يذّكر بنخبة من المثقفين العرب، وهم أمشاج: يساريون وليبراليون وإسلاميون في وصف أسامة بن لادن، الذي فعل ما فعل، ثم يبررون فعلته، فسماهم أحد الظرفاء: جماعة أسامة بن لكن.
قرأت عدة مقالات بعد الانقلاب الذي لا يزال دمه طريا، وسمعت ساعات فضائية، وجماعة التيار الثالث لا يزالون ينشدون نشيدا صباحيا في الصحف، ومسائيا في الفضائيات. هذا هو النشيد المسكن "لصداع أردوغان". لقد برئ رجل أوروبا المريض وشرب أكسير الحياة وعاد شابا! الرجل هو رجل المسلمين الشاب.
يقول خرخورة، وهو صحفي معروف، من التيار الأول إن ما يقوم به أردوغان هو انقلاب على الانقلاب، ثم يندب ويلطم على قيم الجمهورية التركية التي أسسها أتاتورك، ويندد بأردوغان السلطان الذي يمضي بعيدا "في إلغاء الوضع الخاص للمؤسسة العسكرية الضامنة للعلمانية ووحدة الأراضي التركية"، لكن لابد من قليل من السكر في الدواء المسكن المر، فيذكر إنجازات أردوغان عرضا، وهي كثيرة، من غير أي عدّ لها، أو تصنيف، ويعزوها "إلى رغبة كامنة داخل الشخص"، للتخلص من الدول العميقة أولا، وثانيا للتخلص من تيار الإسلام المتصوف لفتح الله غولن، يشجب شن أردوغان ما سماه حملة شعواء على المتصوفة المنقطعين - إلى الانقلابات - وعلى أبيه الروحي غولن عرّاب العدالة والتنمية! ثم يعدد فضائل المؤسس أتاتورك، أهمها وقوفه في وجه التمدد الروسي، لولا خطأ مطبعي لهذا النبيل، وهو منع دولة كردية باتت مطلبا دوليا طارئا! ولأن الانقلابات تذكر ببعضها، يتحول صاحبنا، صاحب نظرية "الرغبة الكامنة" إلى مصر، ويتجنب تقويم السيسي عافيا، فالعفو من شيم اللئام أحيانا.. ثم يثني على جيش مصر الذي وقف في وجه الإخوان؛ لأنهم أرادوا مس بنيته. وظيفة الرئيس هي حماية الجيش لا الدولة، العساكر لا الشعب. هذا ما يخلص إليه الصحفي الخرافي، ويحولُ عنْ شيمِ الكريمِ الوافي. وينقصه الضمير والوجدان وقلة الإنصاف!
ويتجنب الحكم على نجاح أردوغان في "انقلابه"، فيما فشل به مرسي، لكنه يستعير وصفا من فهارس العلوم الجنسية، فيصف شأن أردوغان المنتخب بالشبق للسلطة! ثم ينصحه بالتمهل، حتى يلملم الانقلابيون شعثهم، ويقوموا بمحاولة ناجحة هذه المرة. ويوصي أردوغان بعدم حرق المراحل. اهدأ قليلا يا رجب طيب أردوغان. كل شيء إلا البنية.
الصحفي القلّاب الثاني السيد جوجو، أيضا من التيار الأول، يكتب مثل سابقه، فيوحي بأن أرودغان كان يبحث عن درهم، فوجدا دينارا، ثم يسرد تلك القائمة المعروفة من الاعتقالات في الجيش والإسلام المتصوف، الذي تحبه النخبة العربية لأنها "علمانية" تؤمن مثلها بالحلول في العقيدة - اتحاد الخالق بالمخلوقين - والحلول في السياسة أيضا، وهو اتحاد الزعيم بإسرائيل وأمريكا. ويزعم أن الشعب التركي ضد النظام الرئاسي،"كما أظهرت استطلاعات الرأي"! النظام الرئاسي حكر على العرب وحدهم يا انشراح، والرفيق العجوز جوجو يغار عليه، فأردوغان يريد إلحاق الجيش بحزبه، ونشكر له أنه لم يدعي "رغبة خفية" لأردوغان في إلحاق تركيا بعائلته. ثم يندد بعقوبة الإعدام وكأنها صارت تحصيل حاصل، ثم يمضي إلى تشبيه أردوغان بدونالد ترمب! ويذكر أنه قرأ لأردوغان تصريحا عفا فيه عن شاتميه، لعله قرأه في أحد الهوامش، ورسائل الواتس آب.. الإشاعات كثيرة يا جوجو. ذلك هو الدسم، أما عن السم، فيقول: إنه قرأ أيضا تصريحاً للرئيس بالوكالة لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب ناجل، الذي قال لأعضاء في الكنيست إن الاتفاق الأخير مع تركيا لإعادة العلاقات عُقِد قبل خمس سنوات. إذا كان هذا صحيحاً، فإن الاتفاق جرى ودماء الناشطين من سفينة السلام "مافي مرمرة" لم تجف بعد. الآن يتبين لنا أنه مارس سياستَيْن: واحدة معلنة مع أهالي غزة، وأخرى سرية أبقت العلاقات مع إسرائيل! هل أتاك حديث ابن الرومية؟! قال: مافي مرمرة.. مرمرة يوك.
جوجو مجيد في علم المنطق فيصل إلى أن: أردوغان يمثل! امنحوه الأوسكار يا جوجو. ثم يقول في نهاية المقال: إن أردوغان خسر احترامه. لن يحترمه جوجو بعد الآن! سيموت أردوغان وفي نفسه غصة.
المقال الثالث أيضا من التيار الأول يمضي أبعد إلى السياسة الحارة، وهو لكاهنة ليبرالية قلّابة تقيم في واشنطن، إنها مراسلة صحفية تكتب مقالا أسبوعيا، وهي تنتظر ثمار لقاء القيصر مع السلطان، "الطاووس والديك"، وتصفهما بأنهما "صديقا الحاجة المؤقتة"، وتتوقع نتائج لاستدارة أردوغان إلى موسكو، فالعين على معركة حلب، وإمكانية تشكيل حلف روسي تركي إيراني، تقول وعمر الانقلابيين يطول: إن أردوغان سيضحي بسوريا مقابل إحكام سيطرته على تركيا! وفي هذا إقرار أنه لم يكن سلطانا، صديقة الحاجة الدائمة أن أردوغان بلطجي، ذاهب لعرض خدماته الانتقامية الثلاث على موسكو، فهو يريد أولاً، قطع طرق الإمدادات إلى المعارضة السورية، التي طالما رفضت أنقرة اعتبارها إرهابية، إلا أنها مضطرة اليوم لإعادة النظر بما يلبي المطالب الروسية ( وجملة الصحفية فيها معاضلة) وثانياً، يريد الدخول كشريك ميداني في المحور الروسي-الإيراني في معركة حلب ليتحوّل المحور من ثنائي إلى ثلاثي. ثالثاً، التفاهم على بشار الأسد بدلاً من اشتراط تنحيه كما كان الموقف التركي سابقاً. رابعاً، استخدام ورقة اللاجئين لإغراق أوروبا بالمشكلات الداخلية! لكنها في مقالها تطمئن جمهور "الرغبة الكامنة"، والعرب أيدول أن أردوغان قلق جدا، وتطلق نبوءة، فهي كاهنة ما شاء الله عليها: الانقلاب الحقيقي الذي يصنعه بنفسه ضد نفسه. وقد لا يدوم الرجل في السلطة حتى لسنة إذا استمر على هذا النمط، بل قد يكون فات الأوان على إصلاح نفسه من الثأر وإنقاذ مصيره من الانتقام! قبل أن اختم المقال قرأت مقالا لصحفي رابع من التيار الأول، تيار "رفع المعنويات"، يقول: إن أردوغان خائف، ويطمئن جمهوره المصاب بالصداع بأن أردوغان لن يدخل الاتحاد الأوروبي، ستدخله السعودية والإمارات وحفتر؟! ما الفرق بين هؤلاء الثلاثة، وبين شريف شحادة، أو ناصر قنديل، أو... الراقصة صافيناز!
المقال الأكثر حصافة هو لكاتب سوري مستقل من التيار الثالث، يتطيّر من شخصنة تركيا لدى نخبة الشرق والغرب، الكاتب يفرق بين تيار الإخوان وتيار العدالة والتنمية، الفرق هو تقديم الإخوان الإسلام على الدولة، وهو تقديم نظري لدى الإخوان وغير حقيقي. ويرى في صفة العثمانية التي تغنيها الجوقة خيرا، لا شرا، أو وصمة. لكن المقال يسوق جدول غايته إلى بركة غاية التيار الثالث: تيار "الرغبة الكامنة" بجملتين يفرح بهما الخصوم: فهو يقر بنزعات تسلطيه لدى أردوغان، ومآخذ جدية على سلوكه تجاه القضية السورية. الإعلام العالمي كله يقر بنزعات أردوغان الأمريكي والفرنسي والألماني والعربي.. الشخصنة الأوربية مثلثة ، تيارها ثالث: مطرب، نجم سينمائي، صحن فضائي او كوكاكولا. أنزلوا الناس منازلهم فأردوغان ليس سنيدا في فلم هندي.
مثقفو الشرق والغرب ليس لهم موال يغنونه سوى نشيد أردوغان، يرونه دكتاتورا، أو سلطانا عثمانيا في عصر الرؤساء، تخاله المستبد الوحيد في الشرق والغرب! لم يرَ أحد دكتاتورية المؤسسات الأمريكية والفرنسية التي أرسلت جيوشها إلى سوريا، وإلى مالي. لم يعترض أحد، فالدكتاتوريات الغربية مقنّعة، الشخص الرئيس فرد يأتي ليحكم بضع سنين، في جهاز، أو مؤسسة رئاسية، ثم يمضي كما جاء على سجادة حمراء من الدم، أما الدكتاتورية الرسمية الناعمة في الداخل، والسافرة في الخارج، فهي جميلة وسكر زيادة.
عنوان المقال كان عن التيار الثالث العربي. اسم هذا التيار في القرآن الكريم هو "أهل الأعراف"، وهم الذين تتساوى ذنوبهم وحسناتهم. ما زلت أبحث عن التيار الثالث بالسراج والفتيلة فلا أجد سوى التيار الأول: "أهل الأعلاف".
أتاتورك هو لقب مصطفى كما باشا، وهو يعني: أبو الترك ، لكننا اكتشفنا أنه أبو العرب الأمريكان الغاربة!
أوريكا... أوريكا.
هذا التيار يذّكر بنخبة من المثقفين العرب، وهم أمشاج: يساريون وليبراليون وإسلاميون في وصف أسامة بن لادن، الذي فعل ما فعل، ثم يبررون فعلته، فسماهم أحد الظرفاء: جماعة أسامة بن لكن.
قرأت عدة مقالات بعد الانقلاب الذي لا يزال دمه طريا، وسمعت ساعات فضائية، وجماعة التيار الثالث لا يزالون ينشدون نشيدا صباحيا في الصحف، ومسائيا في الفضائيات. هذا هو النشيد المسكن "لصداع أردوغان". لقد برئ رجل أوروبا المريض وشرب أكسير الحياة وعاد شابا! الرجل هو رجل المسلمين الشاب.
يقول خرخورة، وهو صحفي معروف، من التيار الأول إن ما يقوم به أردوغان هو انقلاب على الانقلاب، ثم يندب ويلطم على قيم الجمهورية التركية التي أسسها أتاتورك، ويندد بأردوغان السلطان الذي يمضي بعيدا "في إلغاء الوضع الخاص للمؤسسة العسكرية الضامنة للعلمانية ووحدة الأراضي التركية"، لكن لابد من قليل من السكر في الدواء المسكن المر، فيذكر إنجازات أردوغان عرضا، وهي كثيرة، من غير أي عدّ لها، أو تصنيف، ويعزوها "إلى رغبة كامنة داخل الشخص"، للتخلص من الدول العميقة أولا، وثانيا للتخلص من تيار الإسلام المتصوف لفتح الله غولن، يشجب شن أردوغان ما سماه حملة شعواء على المتصوفة المنقطعين - إلى الانقلابات - وعلى أبيه الروحي غولن عرّاب العدالة والتنمية! ثم يعدد فضائل المؤسس أتاتورك، أهمها وقوفه في وجه التمدد الروسي، لولا خطأ مطبعي لهذا النبيل، وهو منع دولة كردية باتت مطلبا دوليا طارئا! ولأن الانقلابات تذكر ببعضها، يتحول صاحبنا، صاحب نظرية "الرغبة الكامنة" إلى مصر، ويتجنب تقويم السيسي عافيا، فالعفو من شيم اللئام أحيانا.. ثم يثني على جيش مصر الذي وقف في وجه الإخوان؛ لأنهم أرادوا مس بنيته. وظيفة الرئيس هي حماية الجيش لا الدولة، العساكر لا الشعب. هذا ما يخلص إليه الصحفي الخرافي، ويحولُ عنْ شيمِ الكريمِ الوافي. وينقصه الضمير والوجدان وقلة الإنصاف!
ويتجنب الحكم على نجاح أردوغان في "انقلابه"، فيما فشل به مرسي، لكنه يستعير وصفا من فهارس العلوم الجنسية، فيصف شأن أردوغان المنتخب بالشبق للسلطة! ثم ينصحه بالتمهل، حتى يلملم الانقلابيون شعثهم، ويقوموا بمحاولة ناجحة هذه المرة. ويوصي أردوغان بعدم حرق المراحل. اهدأ قليلا يا رجب طيب أردوغان. كل شيء إلا البنية.
الصحفي القلّاب الثاني السيد جوجو، أيضا من التيار الأول، يكتب مثل سابقه، فيوحي بأن أرودغان كان يبحث عن درهم، فوجدا دينارا، ثم يسرد تلك القائمة المعروفة من الاعتقالات في الجيش والإسلام المتصوف، الذي تحبه النخبة العربية لأنها "علمانية" تؤمن مثلها بالحلول في العقيدة - اتحاد الخالق بالمخلوقين - والحلول في السياسة أيضا، وهو اتحاد الزعيم بإسرائيل وأمريكا. ويزعم أن الشعب التركي ضد النظام الرئاسي،"كما أظهرت استطلاعات الرأي"! النظام الرئاسي حكر على العرب وحدهم يا انشراح، والرفيق العجوز جوجو يغار عليه، فأردوغان يريد إلحاق الجيش بحزبه، ونشكر له أنه لم يدعي "رغبة خفية" لأردوغان في إلحاق تركيا بعائلته. ثم يندد بعقوبة الإعدام وكأنها صارت تحصيل حاصل، ثم يمضي إلى تشبيه أردوغان بدونالد ترمب! ويذكر أنه قرأ لأردوغان تصريحا عفا فيه عن شاتميه، لعله قرأه في أحد الهوامش، ورسائل الواتس آب.. الإشاعات كثيرة يا جوجو. ذلك هو الدسم، أما عن السم، فيقول: إنه قرأ أيضا تصريحاً للرئيس بالوكالة لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب ناجل، الذي قال لأعضاء في الكنيست إن الاتفاق الأخير مع تركيا لإعادة العلاقات عُقِد قبل خمس سنوات. إذا كان هذا صحيحاً، فإن الاتفاق جرى ودماء الناشطين من سفينة السلام "مافي مرمرة" لم تجف بعد. الآن يتبين لنا أنه مارس سياستَيْن: واحدة معلنة مع أهالي غزة، وأخرى سرية أبقت العلاقات مع إسرائيل! هل أتاك حديث ابن الرومية؟! قال: مافي مرمرة.. مرمرة يوك.
جوجو مجيد في علم المنطق فيصل إلى أن: أردوغان يمثل! امنحوه الأوسكار يا جوجو. ثم يقول في نهاية المقال: إن أردوغان خسر احترامه. لن يحترمه جوجو بعد الآن! سيموت أردوغان وفي نفسه غصة.
المقال الثالث أيضا من التيار الأول يمضي أبعد إلى السياسة الحارة، وهو لكاهنة ليبرالية قلّابة تقيم في واشنطن، إنها مراسلة صحفية تكتب مقالا أسبوعيا، وهي تنتظر ثمار لقاء القيصر مع السلطان، "الطاووس والديك"، وتصفهما بأنهما "صديقا الحاجة المؤقتة"، وتتوقع نتائج لاستدارة أردوغان إلى موسكو، فالعين على معركة حلب، وإمكانية تشكيل حلف روسي تركي إيراني، تقول وعمر الانقلابيين يطول: إن أردوغان سيضحي بسوريا مقابل إحكام سيطرته على تركيا! وفي هذا إقرار أنه لم يكن سلطانا، صديقة الحاجة الدائمة أن أردوغان بلطجي، ذاهب لعرض خدماته الانتقامية الثلاث على موسكو، فهو يريد أولاً، قطع طرق الإمدادات إلى المعارضة السورية، التي طالما رفضت أنقرة اعتبارها إرهابية، إلا أنها مضطرة اليوم لإعادة النظر بما يلبي المطالب الروسية ( وجملة الصحفية فيها معاضلة) وثانياً، يريد الدخول كشريك ميداني في المحور الروسي-الإيراني في معركة حلب ليتحوّل المحور من ثنائي إلى ثلاثي. ثالثاً، التفاهم على بشار الأسد بدلاً من اشتراط تنحيه كما كان الموقف التركي سابقاً. رابعاً، استخدام ورقة اللاجئين لإغراق أوروبا بالمشكلات الداخلية! لكنها في مقالها تطمئن جمهور "الرغبة الكامنة"، والعرب أيدول أن أردوغان قلق جدا، وتطلق نبوءة، فهي كاهنة ما شاء الله عليها: الانقلاب الحقيقي الذي يصنعه بنفسه ضد نفسه. وقد لا يدوم الرجل في السلطة حتى لسنة إذا استمر على هذا النمط، بل قد يكون فات الأوان على إصلاح نفسه من الثأر وإنقاذ مصيره من الانتقام! قبل أن اختم المقال قرأت مقالا لصحفي رابع من التيار الأول، تيار "رفع المعنويات"، يقول: إن أردوغان خائف، ويطمئن جمهوره المصاب بالصداع بأن أردوغان لن يدخل الاتحاد الأوروبي، ستدخله السعودية والإمارات وحفتر؟! ما الفرق بين هؤلاء الثلاثة، وبين شريف شحادة، أو ناصر قنديل، أو... الراقصة صافيناز!
المقال الأكثر حصافة هو لكاتب سوري مستقل من التيار الثالث، يتطيّر من شخصنة تركيا لدى نخبة الشرق والغرب، الكاتب يفرق بين تيار الإخوان وتيار العدالة والتنمية، الفرق هو تقديم الإخوان الإسلام على الدولة، وهو تقديم نظري لدى الإخوان وغير حقيقي. ويرى في صفة العثمانية التي تغنيها الجوقة خيرا، لا شرا، أو وصمة. لكن المقال يسوق جدول غايته إلى بركة غاية التيار الثالث: تيار "الرغبة الكامنة" بجملتين يفرح بهما الخصوم: فهو يقر بنزعات تسلطيه لدى أردوغان، ومآخذ جدية على سلوكه تجاه القضية السورية. الإعلام العالمي كله يقر بنزعات أردوغان الأمريكي والفرنسي والألماني والعربي.. الشخصنة الأوربية مثلثة ، تيارها ثالث: مطرب، نجم سينمائي، صحن فضائي او كوكاكولا. أنزلوا الناس منازلهم فأردوغان ليس سنيدا في فلم هندي.
مثقفو الشرق والغرب ليس لهم موال يغنونه سوى نشيد أردوغان، يرونه دكتاتورا، أو سلطانا عثمانيا في عصر الرؤساء، تخاله المستبد الوحيد في الشرق والغرب! لم يرَ أحد دكتاتورية المؤسسات الأمريكية والفرنسية التي أرسلت جيوشها إلى سوريا، وإلى مالي. لم يعترض أحد، فالدكتاتوريات الغربية مقنّعة، الشخص الرئيس فرد يأتي ليحكم بضع سنين، في جهاز، أو مؤسسة رئاسية، ثم يمضي كما جاء على سجادة حمراء من الدم، أما الدكتاتورية الرسمية الناعمة في الداخل، والسافرة في الخارج، فهي جميلة وسكر زيادة.
عنوان المقال كان عن التيار الثالث العربي. اسم هذا التيار في القرآن الكريم هو "أهل الأعراف"، وهم الذين تتساوى ذنوبهم وحسناتهم. ما زلت أبحث عن التيار الثالث بالسراج والفتيلة فلا أجد سوى التيار الأول: "أهل الأعلاف".
أتاتورك هو لقب مصطفى كما باشا، وهو يعني: أبو الترك ، لكننا اكتشفنا أنه أبو العرب الأمريكان الغاربة!
أوريكا... أوريكا.
شارك
المزيد حول هذا الموضوع
المزيد من هذا الكاتب
