نشرت صحيفة "صباح" التركية تقريرا تحدّثت فيه عن معلومات تُكشف لأول مرة تتعلق بحجم الأموال التي تجمعها جماعة فتح الله
غولن، والتي تسميها "الهمة"، ويُقصد بها
التبرعات من رجال الأعمال والشركات والمواطنين؛ التي تُجمع من أجل "الأعمال الخيرية" التي تقوم بها الجماعة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن هذه المعلومات تم الكشف عنها من خلال شهادة شخص مسؤول بجماعة غولن، وفيها يشير إلى أن جماعة غولن لديها 250 شقة وبيتا للطلاب في محافظة اسكيشهير، و100 شقة وبيتا للطالبات أيضا، حيث تستضيف الجماعة الطلبة القادمين من خارج المحافظة في هذه البيوت، وتجمع منهم "الهمة"، وتقدم لهم دروسا دينية يلقيها فتح الله غولن.
ونقلت الصحيفة حديث الشاهد بأنّ مدارس غولن في إفريقيا أيضا كانت تجمع التبرعات، ويتم توزيعها على مديري المحافظات، ثم على كبار المسؤولين، وذلك في ظروف خاصة، حيث يستفيدون من علاقات المؤسسات المدنية والخيرية وفروعها في توصيل هذه الأموال إلى وجهتها النهائية.
وأشار "عاد غيرتشيك"، وهو الاسم المستعار للشخص الذي قدّم إفادته، إلى أنّه تم توظيف 25 إماما للجماعة في محافظة اسكيشهير لوحدها، حيث يتلقون معاشات شهرية تبلغ قيمتها حوالي 45 ألف ليرة تركية، أي 15 ألف دولار، يحصلون عليها من أموال "الهمة" التي يجمعونها، مضيفا بأنّ حجم التبرعات السنوية التي تجمعها الجماعة في المحافظة يصل إلى 7 ملايين ليرة تركية، أي ما يعادل 2.3 مليون دولار.
وذكرت الصحيفة أنه وفقا لـ"عادل غيرتشيك"، فإن هناك ما يقارب عن 200 شخص يُطلق عليهم اسم "متولّي"، وهم مسؤولون ورجال أعمال تابعون للمنظمة، يتواجدون في محافظة اسكيشهير، ويجمعون الأموال والتبرعات ويسلمونها "لإمام المقاطعة"، وأنّ هذه التبرعات يتم إرسالها كل عام لدولة من الدول، وآخر مرة تم إرسال التبرعات إلى اليمن.
وكشف عادل أنّ عناصر الجماعة تتواصل فيما بينها بطرق سرية، ولا يستخدمون تطبيقات مثل "واتساب" و"فيسبوك" وغيرها، وإنما يتواصلون عبر تطبيقات خاصة مشفرة وسرية، مثل "كاكاو توك" و"باي لوك"، وغيرهما.
كما أشار عادل في إفادته؛ إلى أنّ جماعة غولن سربت أسئلة امتحان دخول جهاز الشرطة سنة 2010، وسلمت الأسئلة إلى الطلبة المقيمين في بيوت الجماعة، وأنه من المتوقع أن تكون هي المسؤولة أيضا عن حدوث الأمر نفسه في سنوات 2011، و2012 و2013.
وتجدر الإشارة إلى أن تسريب الأسئلة هذا ساهم في تغلغل عناصر غولن داخل جهاز الشرطة.
وبيّنت الصحيفة أن هذه الأرقام، هي أرقام محافظة اسكيشهير التي تُعد من المحافظات الصغيرة سكانيا في
تركيا، وتشتهر بأنها "محافظة الطلبة"، كون معظم من يقطنها ويأتي إليها هم طلبة الجامعات القادمون من خارج المحافظة.