قال مسؤولان أمريكيان لرويترز إن ضابطا بالجيش التركي منتدبا في مهمة تابعة لحلف شمال الأطلسي في الولايات المتحدة، طلب
اللجوء للولايات المتحدة، بعدما استدعته الحكومة التركية في أعقاب محاولة
الانقلاب العسكري الفاشلة الشهر الماضي.
ومحاولة اللجوء هي أول محاولة لجوء معروفة لضابط في الجيش التركي بالولايات المتحدة، في الوقت الذي تقوم فيه
تركيا بتطهير الجيش، بعد أن سيطر جنود مارقون على طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر ودبابات، في محاولة فاشلة للإطاحة بالحكومة التركية المنتخبة.
ويحتمل أن تزيد محاولة اللجوء توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا. وتطالب أنقرة واشنطن بالفعل بتسليم فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة، وتقول إنه مسؤول عن محاولة الانقلاب الفاشلة.
وقال المسؤولان الأمريكيان لرويترز، وقد طلبا عدم نشر اسميهما، إن الضابط التركي يعمل في مقر قيادة تابع لحلف شمال الأطلسي في نورفولك بولاية فرجينيا الأمريكية. ولم يذكر المسؤولان اسم الضابط أو رتبته العسكرية.
ومع ذلك، قال مسؤول في السفارة التركية بواشنطن إن الأميرال بالبحرية التركية مصطفى أوغورلو لم يسلم نفسه للسلطات، بعد أن أصدرت تركيا أمرا باعتقاله الشهر الماضي.
وقال المسؤول التركي، الذي طلب أيضا عدم نشر اسمه: "في يوم 22 يوليو... في ذلك اليوم ترك شاراته وبطاقة هويته في القاعدة، وبعد ذلك لم يسمع أحد أي شيء منه".
وأضاف المسؤول التركي أنه لا يعلم ما إذا كان طلب حق اللجوء بعد ذلك. وعرف مقال نشر في نيسان/ أبريل على موقع حلف شمال الأطلسي على الإنترنت أوغورلو بأنه مساعد قائد قيادة نورفولك لشؤون القيادة والسيطرة ونشر القوات والاستدامة.
وقال المسؤول التركي إنه جرى أيضا استدعاء ضابطين آخرين برتبتين أقل من الولايات المتحدة إلى تركيا.
وتابع المسؤول التركي قائلا: "لكن لم يصدر أمر اعتقال لهما... أحدهما عاد، والآخر سيعود قريبا".
ورفض المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، الكابتن جيف ديفيز، التعليق، وأحال الأسئلة التي تتعلق بالأفراد العسكريين الأتراك إلى تركيا.
ويشير الموقع الإلكتروني لبعثة نورفولك التي انتدب إليها الضابط التركي إلى أن البعثة هي القيادة الوحيدة لحلف الأطلسي في أمريكا الشمالية. وتوجه البعثة القيادات الفرعية، بما في ذلك مركز الحرب المشترك في النرويج ومركز تدريب القوات المشتركة في بولندا.
وقالت متحدثة باسم بعثة نورفولك إن 26 فردا من الجيش التركي انتدبوا إلى هناك، وأشادت بمساهمة تركيا، بما في ذلك استضافتها للولايات المتحدة وحلفائها في قاعدة إنجيرليك الجوية، وهي قاعدة انطلاق هامة للحرب التي تقودها الولايات المتحدة على متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وقالت اللفتنانت كوماندر البحرية كارين إيفرت: "نريد التأكيد على أن تركيا حليف له قيمته في حلف شمال الأطلسي يواصل تقديم إسهامات هامة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية"، وامتنعت عن الرد على سؤال بشأن طلب اللجوء.
وقال مسؤول في حلف شمال الأطلسي، طلب عدم نشر اسمه، إن إعادة تنظيم تركيا لجيشها لا تؤثر عمليا على مراكز القيادة التي يقودها الحلف.
وأضاف المسؤول الذي رفض أيضا التعليق على أي طلب لجوء: "أخطرت تركيا حلف شمال الأطلسي بشأن تغيير عدد من أفراد الجيش التركي. لا يوجد أي تأثير على تنفيذ العمليات والمهام التي يقودها
حلف الأطلسي أو على عمل مراكز قيادة الحلف".
وقال: "أحيلكم إلى السلطات التركية بشأن أي تفاصيل أخرى تتعلق بأفرادهم".
وقالت أجهزة الجنسية والهجرة في الولايات المتحدة إنها لا يمكنها مناقشة حالات فردية، بما في ذلك إذا كان الفرد قد تقدم بطلب محدد يتعلق بالهجرة، مثل طلب اللجوء.
وامتنعت وزارة الخارجية الأمريكية عن التعليق.
تزايد المشاعر المناهضة للولايات المتحدة
جاءت مسألة طلب اللجوء في الوقت الذي تمارس فيه تركيا ضغوطا على واشنطن من أجل تسليم غولن.
وقال وزير العدل التركي، بكير بوزداج، إن المشاعر المناهضة للولايات المتحدة بين الأتراك في تزايد، وإن تلك المشاعر "تتحول إلى كراهية"، ويمكن فقط أن تهدأ هذه المشاعر بتسليم الولايات المتحدة غولن.
ومع ذلك، يرتبط الجيشان الأمريكي والتركي منذ أمد بعيد بعلاقات واسعة، تمتد لأبعد من حلف شمال الأطلسي.
وقدر مسؤول عسكري أمريكي، طلب عدم نشر اسمه، أن هناك نحو 160 فردا من الجيش التركي أرسلوا إلى مهام في الولايات المتحدة، بينهم أفراد بحلف الأطلسي في نورفولك، وآخرون في مؤسسات عسكرية أمريكية مرموقة.
وقال اللفتنانت كوماندور باتريك إيفانز إن 123 فردا من الجيش التركي يشاركون في البرنامج الأمريكي الدولي للتعليم والتدريب العسكري في الولايات المتحدة حتى التاسع من آب/ أغسطس.
وبسؤاله عن عدد المشاركين الذين استدعوا إلى تركيا، قال إيفانز: "نحن على علم بطالب واحد حاليا في الكلية الحربية التابعة للجيش تلقى إشعار استدعاء إلى تركيا".
ولم يتضح على الفور وضع هذا الطالب في الكلية الحربية، التي تقع في كارلايل بولاية بنسلفانيا. ولم يعلق إيفانز على أي حالات فردية.