حملة تضامن مع البلتاجي بعد تعذيبه ومحاولة اغتياله بالسجن
القاهرة - عربي21 - تامر علي12-Aug-1605:25 AM
شارك
تعرض البلتاجي لثلاث محاولات اغتيال في سجنه بحسب ذويه - أرشيفية
دشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة للتضامن مع القيادي في جماعة الإخوان محمد البلتاجي، المعتقل منذ نحو ثلاث سنوات، تزامنا مع تأكيد أسرته نجاته من محاولة اغتيال في سجون الانقلاب.
ونشر نشطاء مقيمون داخل مصر وخارجها صورا لهم وهم يحملون لافتات تطالب بالإفراج عن البلتاجي، والتدخل لوقف التعذيب الممنهج الذي يتعرض له على يد ضباط الأمن داخل حبسه الانفرادي بسجن العقرب سيئ السمعة.
ووجه حقوقيون نداءات لمنظمات حقوق الإنسان الدولية، على رأسها "هيومان رايتس ووتش"؛ للضغط على النظام المصري لوقف الاعتداء عليه.
وكانت محكمة جنايات القاهرة سمحت، الثلاثاء الماضي، أثناء نظر قضية "فض اعتصام رابعة العدوية" المتهم فيها مرشد جماعة الإخوان محمد بديع و738 آخرين، بينهم قيادات الإخوان، لمحمد البلتاجي وعصام العريان بالخروج من القفص والتحدث للمحكمة.
وخلال كلمته، طلب البلتاجي من القاضي التحقيق في تعرضه لتعذيب ممنهج على يد قيادات وزارة الداخلية، منهم: اللواء حسن السوهاجي مساعد الوزير لقطاع مصلحة السجون، واللواء محمد علي مدير المباحث الجنائية بالسجون.
وأكد أن اللواء علي قام بتصويره عاريا في وجود اللواء السوهاجي، واعتدوا عليه جسديا، وسبوه بألفاظ نابية؛ لإجباره على التنازل عن بلاغ سابق يتهم فيه عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب وقيادات الجيش والشرطة بقتل ابنته الراحلة أسماء البلتاجي إبان فض اعتصام رابعة.
وردت هيئة المحكمة على اتهامات البلتاجي بأنها أمرت بإحالة تلك الاتهامات للتحقيق.
محاولات متكررة لاغتياله في السجن
من جانبها، قالت سناء عبد الجواد، زوجة البلتاجي، إنه تعرض لعدة محاولات لاغتياله داخل سجن العقرب، كان آخرها منذ ثلاثة أيام فقط.
وأضافت عبد الجواد، في تصريحات صحفية، أن قيادات السجن دبرت محاولة لقتل البلتاجي؛ عبر إسقاط مروحة السقف المعدنية عليه داخل زنزانة الحبس الانفرادي أثناء الليل، بعدما فكوا المسامير التي تثبتها في السقف، لكن القدر شاء أن تقع على بعد سنتيمترات منه.
وأكدت أن هذه لم تكن المحاولة الأولى لاغتياله، حيث سبقها محاولة أخرى، عبر إشعال حريق في زنزانته، فضلا عن الإهمال الطبي المتعمد الذي يعانيه منذ دخوله السجن.
وتابعت بأن رئيس مصلحة السجون، اللواء حسن السوهاجي، حاول ترهيب البلتاجي؛ عبر إيهامه بأنه يتم اقتياده من زنزانته إلى غرفة تنفيذ حكم الإعدام، تنفيذا للحكم الصادر بحقه بالإعدام، قبل أن يجد نفسه في مكتب السوهاجي، الذي توعده بالقتل إذا لم يتنازل عن بلاغه ضد السيسي ووزير الداخلية السابق محمد إبراهيم.
تم اعتقال البلتاجي يوم 29 آب/ أغسطس 2013، ووجهت له السلطات عشرات التهم، وصدر بحقه حكم بالإعدام، بالإضافة إلى العديد من الأحكام التي تجاوز مجموعها 200 عام سجن، كما قتلت ابنته الوحيدة "أسماء" أثناء فض اعتصام رابعة العدوية يوم 14 آب/ أغسطس 2013، وتم اعتقال اثنين من أبنائه.
"لن تفلتوا بجرائمكم"
دعا "البرلمان المصري بالخارج"، وهو تجمع يضم برلمانيين سابقين مقيمين خارج البلاد، مقره إسطنبول، برلمانات العالم ومنظمات حقوق الإنسان للتدخل الفوري، لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون ورموز الثورة المصرية، والإفراج الفوري عنهم.
وقال البرلمان المصري، في بيان له، حصلت "عربي21" على نسخة منه، "إن ما يتعرض له محمد البلتاجي على يد قيادات الداخلية يعد استمرارا لسياسة نظام الانقلاب، بتصفية المعارضين، وإهدار كل حقوق الإنسان في البلاد، مشيرا إلى أن المعتقلين السياسيين والبرلمانيين في السجون يتعرضون لاضطهاد وتعذيب في ظل نظام فاشي وهمجي".
كما انتقد حزب البناء والتنمية التعذيب الذي يتعرض لها محمد البلتاجي في سجن العقرب، مؤكدا أنها جريمة بشعة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم، ويجب ألّا تمر دون عقاب.
وطالب خالد الشريف، المستشار الإعلامي للحزب، بوقف الانتقام الذي تمارسه السلطة ضد المعارضين في المعتقلات، مشيرا إلى أن المجرمين لن يفلتوا من العقاب، مهما حاولوا إخفاء جريمتهم.
وقال محمد محسوب، وزير الدولة للشؤون القانونية الأسبق، إن التعذيب الممنهج مستشر في جميع السجون المصرية، مشيرا إلى أن سجن العقرب أكبر دليل على ذلك.
وأضاف محسوب، في مداخلة مع قناة الجزيرة مساء الخميس، أن تعذيب البلتاجي أمر مقصود من النظام؛ لإهانة كل من ينتمي لثورة يناير، وبث الخوف في نفوس المصريين، موضحا أن المقصود من السماح للبلتاجي بالتحدث هو كسر إرادة الشعب، والانتقام من المحيط الاجتماعي الحاضن للثوار".