كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن رسائل التماس بعثت بها منظمة العفو الدولية، ومنظمة هيومن رايتس ووتش، لمجلس مدينة
مانشستر ونادي "مانشستر سيتي" في
بريطانيا لحثهم على الضغط على
الإمارات العربية المتحدة لمراعاة
حقوق الإنسان.
وينقل الموقع عن رسائل المنظمتين؛ أنه يجب على القادة السياسيين وفريق كرة القدم استغلال علاقاتهم التجارية الوثيقة مع دولة الإمارات لحث دول الخليج لوضع حدّ لجرائم التعذيب، وإلغاء العبودية الحديثة، والإفراج عن النشطاء المعتقلين.
ويذكر تقرير الموقع الذي ترجمته "عربي21"؛ أن هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية قامتا بإرسال هذه الرسائل التي اطّلع عليها الموقع، بمناسبة انعقاد الذكرى السنوية المقبلة 197 لمذبحة بيترلو، التي تعرض فيها متظاهرون في مانشستر للقتل بينما كانوا يطالبون بالإصلاح السياسي في بريطانيا.
وتجدر الإشارة إلى أن مانشستر أصبحت مركزا رئيسيا للاستثمار لدولة الإمارات في بريطانيا بعد أن قام نائب رئيس وزراء دولة الإمارات، منصور بن زايد آل نهيان، بشراء نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، عام 2008، من خلال مجموعة أبو ظبي المتحدة للتنمية والاستثمار، فضلا عن المشاركة في مشاريع إسكانية ضخمة لتنمية مدينة مانشستر.
وفي رسالتين مننفصلتين إلى مسؤولي مجلس مدينة مانشستر ورئيس نادي مانشستر سيتي لكرة القدم، سلطت المنظتمان الضوء على تراث احترام حقوق الإنسان لمدينة مانشستر، الذي "تلطّخ بهذه العلاقات غير النزيهة مع دولة الإمارات العربية المتحدة".
ويشير التقرير إلى أن الرسالتين تدعوان دولة الإمارات للتحقيق في مزاعم التعذيب بحق المعتقلين، والسماح للأمم المتحدة بالتحقيق في قضايا التعذيب في البلاد، وإلغاء القوانين التي تسمح بفرض العقوبة الجسدية على المرأة، والكف عن الترحيل التعسفي للعمال الأجانب الذين يطالبون بحقوقهم عبر الإضراب، والإفراج عن المدافعين عن حقوق الإنسان، ومن بينهم محمد الركن، وهو محام حُكم عليه بالسجن لعشر سنوات بسبب تعبيره عن معارضته لبعض القوانين في الدولة.
ودعت المنظمتان في رسائلهما؛ رئيس مجلس مدينة مانشستر، ريتشارد ليز، والرئيس التنفيذي للمجلس، هوارد بيرنشتاين، لاتخاذ "خطوات بسيطة ومبدئية" لدعم ضحايا التعذيب في دولة الإمارات العربية المتحدة، واستخدام العلاقات التجارية لضمان علاقات لا تشوه سمعة مانشستر كمدينة لها تاريخ عريق في مناهضة العبودية، وفي المطالبة بحقوق المرأة، وفي حق التظاهر الديمقراطي.
ويوضح التقرير أن مذبحة بيترلو التي تحل ذكراها السنوية يوم الثلاثاء القادم، كانت حدثا فاصلا للحريات التي تتمتع بها مدينة مانشستر اليوم، وأدت إلى تأسيس صحيفة مانشستر جارديان في عام 1821، والتي أصبحت اليوم تُعرف بصحيفة الجارديان.
وفي هذا السياق، قال الباحث في شؤون الخليج في منظمة هيومن رايتس ووتش، نيكولاس ماكجيهان، للموقع، إن "قادة المجتمع المدني في مانشستر لهم تاريخ مُشرف في الدفاع عن الحقوق الأساسية، لكن هذه العلاقات مع دولة تدوس على كل هذه الحقوق يضعها في موقف محرج وفي موضع شك".
وأضاف أن "خطوة المنظمتين بالتوجه بالخطاب لمجلس المدينة وللشخصيات المؤثرة الأخرى في مانشستر، تهدف لدعوة دولة الإمارات لإجراء بعض الإصلاحات الأساسية، والإفراج عن محمد الركن في الذكرى السنوية لمجزرة بيترلو".
ويقول الموقع إن صفقات التنمية في مانشستر التي تحتكرها دولة الإمارات كانت دائما تعقد بسرية تامة، على الرغم من الشكاوى المتكررة حول أسباب تكليف مجلس مدينة مانشستر أعماله التجارية لشركة مقرها في الخارج.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم مانشستر شيلد، آدم الأمير، وهي مجموعة ضغط محلية تدعو إلى بيئة أفضل في المدينة، لموقع "ميدل إيست آي"، إن قطاع التنمية يعتبر"مصدر قلق كبير" في مدينة مانشستر، ويفتقر بشدة إلى "الشفافية" وخاصة فيما يتعلق بأسعار المنازل.
ويضيف الموقع أنه في الرسالة التي وُجهت إلى نادي "مانشستر سيتي"، دعت هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية لعقد اجتماع مع رئيس النادي لنقل بواعث القلق المتعلقة بحقوق الإنسان، لكنهما لم تتلقيا أي ردّ. كما لم يستجب النادي لطلب الموقع أيضا للرد على ما جاء في نصّ هذه الرسالة.
وقال المسؤول في منظمة العفو الدولية، كيران ألدرد، إن هذه فرصة حقيقية لمجلس مدينة مانشستر وجميع الهيئات الأخرى في مانشستر، التي لها علاقات تجارية مع دولة الإمارات، باستخدام نفوذها الكبير لدى السلطات الإماراتية من أجل احترام حقوق الإنسان ولإظهار اهتمامهم بمثل هذه القضايا.