يرى مراسل صحيفة "الغارديان" مارتن شولوف، أن مقتل المتحدث باسم
تنظيم الدولة أبي محمد
العدناني، يعد ضربة كبيرة للتنظيم، حيث إنه تم إخراج أحد أهم الأرصدة الثمينة للتنظيم، مستدركا بأن رحيله لن يؤدي إلى نهاية العنف الذي بدأه.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن "العدناني بدأ خلال العامين الماضيين وجها جديدا من الإرهاب، الذي سيظل يهدد أوروبا وبريطانيا، فوجود الناس الذين جندهم وأعطاهم القوة، والبنية التي بناها، يعني أن خطر تنظيم الدولة سيظل مستمرا حتى بعد رحيله".
ويقول شولوف إن "العدناني كان منذ عام 2014 الصوت الذي أشعل من أطلق عليهم (الذئاب المتوحدة)، وأشرف على نشر عدد من الناشطين الأكثر فتكا وشراسة ممن أرسلوا إلى أوروبا، وطلب منهم انتظار التعليمات من أجل شن هجمات وعمليات منسقة، مثل تلك التي شنت على باريس وبروكسل".
ويضيف الكاتب أن "الوحشية العالمية أصبحت النداء الذي يحمله العدناني، حيث كان يعمل من داخل منطقة تشبه الحكم الذاتي، ما جعله يتأكد من قدرة التنظيم على ترك أثره حتى في حالة خسارته مناطق وبشكل متزايد".
وتذكر الصحيفة أن زعيم تنظيم الدولة أبا بكر
البغدادي، كلف العدناني بملف العمليات الخارجية في بداية عام 2014، لافتة إلى أنه كان في حينه زعيم التنظيم في
سوريا، التي كانت أحد مراكز نشاط التنظيم، أما المركز الثاني فقد كان في مدينة الموصل في العراق.
ويلفت التقرير إلى أن العدناني ركّز في الأيام الأولى لتنظيم الدولة على تقوية مكاسب التنظيم في سوريا حتى عام 2015، حيث بدأت سيطرة التنظيم على البلدين تتراجع، مشيرا إلى أنه عندما بدأت أمواج المهاجرين تغادر سوريا باتجاه أوروبا شعر البغدادي والعدناني أنه يمكن الاستفادة من هذه الفرصة.
ويكشف شولوف عن أن العدناني وغيره من القادة العراقيين الكبار في التنظيم مسؤولون عن تهريب المقاتلين، بصفتهم لاجئين إلى أوروبا، منوها إلى أن المسؤولين الأمنيين في فرنسا وألمانيا وبريطانيا يعتقدون أن عدد الناشطين الذين تم تهريبهم يصل إلى 200 شخص تقريبا، مع أن العدد قد يكون أعلى.
وبحسب الصحيفة، فإن العدناني قضى معظم وقته العام الماضي يخطط لعمليات إرهابية، ويعتقد أنه كان وراء الهجمات على باريس، وأن له صلة بهجمات بروكسل، والهجمات التي نفذت على مطار مصطفى كمال أتاتورك في اسطنبول في حزيران/ يونيو.
ويفيد التقرير بأنه في ذلك الوقت كان التنظيم قد خسر ما بين 35 إلى 50 ألف مقاتل، معظمهم جهاديون أجانب، جاءوا للقتال في صفوف التنظيم، وقتل أكثر من عشرة قياديين بارزين من مجلس الشورى والمجلس العسكري خلال الأشهر الـ18 الماضية، مشيرا إلى أن عدد القتلى من القادة الميدانيين وقادة الوسط كان أعلى بكثير.
ويبين الكاتب أنه بعد خسارة التنظيم معظم مناطقه ومدنه الكبيرة، والإنجازات التي حققها الجيش العراقي، والتقدم نحو مدينة الموصل، التي لا تزال آخر معقل للتنظيم، فإن معنويات مقاتليه تأثرت في وقت لم يعد فيه تلك القوة القتالية الضاربة التي لا تقهر.
وتجد الصحيفة أن "هذا كله لا يعني أن جاذبية التنظيم آخذة بالتلاشي، بل على العكس، فإنه من الصعب هزيمة الأيديولوجية في منطقة لم تمنح إلا القليل للطائفة السنية المحرومة من الناحية السياسية، ويحظى التنظيم بجاذبية حتى بين قطاعات وتجمعات لا تشاركه رؤيته للإسلام".
ويصف التقرير العدناني بأنه "كان أحد آخر بقايا التنظيم، الذي قدم نفسه حاميا للسنة، وكان من المجموعة التي شاركت في تأسيس تنظيم القاعدة في العراق، بزعامة أبي مصعب الزرقاوي، الذي بدأ استراتيجية العنف التي خرجت من السخط بعد الإطاحة بنظام صدام حسين".
ويرى شولوف أن "خسارة الرجال العسكريين، الذين عملوا في الجيش العراقي السابق، كان مركزيا لظهور تنظيم الدولة لاحقا، حيث مزجوا بين حساباتهم الاستراتيجية، وحماس (الزرقاويين) بشكل مهّد الطريق أمام نجاحات تنظيم الدولة، وبالتالي خلق العدو الأكثر قدرة وتسليحا الذي يواجهه الغرب في الأزمنة الحديثة".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالقول إن "العدناني كان من دعاة تمدد تنظيم الدولة وبأي ثمن، وعليه فإن إرثه سيكتب أبعد من بلدة الباب في شمال سوريا، حيث يعتقد أن ضربة جوية قتلته أخيرا".