نشرت صحيفة "ميدل إيست آي" الإنجليزية تقريرا تحدثت فيه عن فرقة المقاتلين البريطانيين المتطوعين "بوب كاو" التي تخطط للتقدم نحو مدينة
منبج بهدف مواجهة القوات التركية، بعد يوم من تصريحات لمسؤولين أتراك رفيعي المستوى وصفت هؤلاء المتطوعين المقاتلين بالإرهابيين.
وذكرت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، أن هذه الفرقة، التي تقاتل جنبا إلى جنب مع الميليشيات الكردية المدعومة من قبل الولايات المتحدة، قررت مغادرة الرقة، بعد مواجهة دامية مع تنظيم الدولة، متوجهة إلى مدينة منبج لصد تقدم القوى المدعومة من قبل
تركيا، وخاصة منها الجيش السوري الحر.
وقالت الصحيفة إن سلسلة البيانات هذه، التي نشرتها الفرقة على صفحات موقع "تويتر"، أتت بعد يوم واحد من تصريحات كبار المسؤولين الأتراك للصحيفة التي صنفت المقاتلين البريطانيين والأجانب المتحالفين مع وحدات حماية الشعب والقوى الديمقراطية السورية بأنهم "جزء من منظمة إرهابية" وبأنهم سيعاملون بطريقة لن تختلف عن التي يعامل بها المقاتلون
الأكراد المحليون المنتمون للتنظيم.
ونقلت الصحيفة عن الفرقة بيانها، الذي أفادت فيه أن "الجيش السوري الحر يبعد مسافة 11 كيلومتراً عن مدينة منبج، التي فقدت قوات الاتحاد الديمقراطي ما يقارب 500 شخص خلال محاولاتها لتحريرها من سيطرة تنظيم الدولة".
وأضافت الصحيفة "أنهم يريدون استرجاعها من الولايات المتحدة، ولكن لمن؟ لا توجد "معارضة معتدلة" باستثناء الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تقوده وحدات حماية الشعب، وبالتأكيد ليست تلك التي تدعمها تركيا".
وذكرت الفرقة في التقرير السبب وراء قرار توجهها إلى مدينة منبج، الذي تمثل في " الدفاع عن الثورة، مهما كان حجم العدو وقوته".
وأشارت الصحيفة إلى أن القوات التركية، التي بدأت تحركها في سوريا في الأسبوع الماضي بدعم من المعارضة السورية، أمرت جميع المقاتلين الأكراد، تزامنا مع اقترابها من مدينة منبج، بالمغادرة، أو الاستعداد لمواجهة العواقب.
وأضافت الصحيفة أن القوات التركية أكدت أنها لن تسمح لقوات وحدات حماية الشعب الكردية بالسيطرة على المناطق المتواجدة غرب نهر الفرات، لأن ذلك سيمكنها من إنشاء "ممر للمسلحين" يربط بين المناطق السورية التي يسيطر عليها الأكراد بالحدود الجنوبية.
وذكرت الصحيفة أن تركيا نفت المعلومات التي أوضحتها الفرقة، في بيانها الذي نقلته الصحيفة، والتي ورد فيها أن "قوات الجيش السوري الحر المدعومة من قبل تركيا كانت تدعم تنظيم الدولة، وهو ما يفسر سهولة انتصاره في جرابلس".
وأضافت الصحيفة أن تركيا أمرت وحدات حماية الشعب مرات كثيرة بمغادرة مناطق غرب الفرات، رافضةً عرض الهدنة الذي اقترحته الولايات المتحدة في مطلع هذا الشهر.
ونقلت الصحيفة تصريحات لكبار المسؤولين الأتراك، أوضحوا فيها أن "تركيا لن تتسامح مع "الإرهابيين"، الذين سيكونون سواسية، لأن تركيا لا تعتمد التفريق على أساس الجنسية عندما يتعلق الأمر بالمنظمات الإرهابية، وهي لن توقف المواجهة لتسأل كل إرهابي عن جنسيته".
وأضافت التصريحات أن "تركيا لن تتردد في مواجهة المنظمات الإرهابية في نطاق عملها"، وأن "هذه الجماعات تعد إرهابية وسينظر لكل فرد يقاتل في صفها على أنه إرهابي، بغض النظر عن جنسياتهم وعلاقة دولهم بتركيا".
وقد أشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية البريطانية رفضت التعليق على هذه التصريحات وتوجهت بنداء للجالية البريطانية في سوريا بالمغادرة في أقرب وقت ممكن.