طردت السلطات في
ساحل العاج عشرات الآلاف من مزارعي
الكاكاو غير الشرعيين وأسرهم من متنزه مونت بيكو الوطني، وقال مسؤولون في قطاع الغابات إن مئات الآلاف المتبقين قد يطردون أيضا.
يأتي الإجراء في إطار حملة حكومية صارمة على المزارعين غير الشرعيين والمشردين ومحاولة أخيرة لإنقاذ الغابات التي تتقلص بأسرع وتيرة في أفريقيا ويعيش بداخلها قرود شمبانزي، وفيلة الغابات المهددة بالانقراض، وفرس النهر القصير.
ومنذ الاستقلال في عام 1960 أقامت ساحل العاج اقتصادها، وهو الأكبر في غرب أفريقيا، على الزراعة، وتزرع حاليا نحو 40 في المئة من الكاكاو في العالم والذي يمثل نحو 15 في المئة من الناتج الإجمالي المحلي للدولة.
ورغم أن المحصول، وهو المكون الرئيسي للشوكولاتة، ساعد البلاد لتكون مزدهرة نسبيا في منطقة تعاني من فقر شديد، إلا أنه وضعها على شفا كارثة بيئية.
وتقول بيانات الاتحاد الأوروبي إن ساحل العاج خسرت 80 في المئة من غاباتها البكر خلال الفترة منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1960 وحتى 2010.
وخلال الأزمة التي استمرت من 2002 وحتى 2011 وشهدت حربين أهليتين، هجر الحراس والمسؤولون الغابات التي كانوا يحمونها.
وأصبح مونت بيكو- ويعني باللغة المحلية جبل الضباع- الذي تبلغ مساحته 34 ألف هكتار رمزا لانعدام القانون الذي انتشر خلال تلك الفترة مع سيطرة أمراء الحرب على أراض وتجزئتها للبيع لمزارعين أغلبهم مهاجرون من بلدان مجاورة.
والحملة الحكومية في مونت بيكو خطوة ضرورية لإنهاء زراعة الكاكاو بشكل غير قانوني في ثماني متنزهات وطنية، وخمس محميات طبيعية، ونحو 231 غابة محمية.
وتم
طرد عشرات الآلاف من المزارعين غير القانونيين وأسرهم بالفعل، ويقول مسؤولو غابات إنه سيتم طرد مئات آلاف آخرين.