يخشى سكان محافظة
الحسكة شمال شرق
سوريا، من نوايا حزب
الاتحاد الديمقراطي الكردي اتجاههم، وذلك بعيد اتفاق الهدنة الذي عقده الحزب مع النظام السوري مؤخرا، ونُظر إليه باعتبار شروطه مفروضة من قبل الحزب الكردي.
ويقول الناشط الإعلامي باسل الحسين لـ"
عربي21" إن "الأسوأ هو ما ينتظر آلاف العائلات من ممارسة الاعتقال بهدف تهجيرهم بحجة مناصرة تنظيم الدولة"، بحسب تعبيره.
وبيّن أن هذه الهدنة تعد حلقة من "مسلسل التهجير الممنهج" الذي ينفذه حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يعتبر بمثابة الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، بتسهيل مباشر من قيادة النظام في محافظة الحسكة، حيث أُجبر قرابة 9 آلاف مدني على الهجرة من قرى الحسكة منذ بداية مطلع العام الجاري، كما أجبر نحو 300 عائلة على مغادرة منازلها خلال الاشتباكات التي اندلعت بين مليشيات النظام السوري والحزب في المدينة مؤخرا.
ويضيف الناشط الإعلامي: "هناك مخاوف لدى سكان المدينة من التفاهمات الجديدة التي جرت تحت الطاولة بين الطرفين (النظام والحزب)، وترافقت مع حملة اعتقالات واسعة شهدتها المراكز الرئيسية للمدينة من قبل الجانبين خلال الأيام الماضية؛ طالت الشباب لسوقهم إلى الخدمة العسكرية، سواء لدى قوات النظام أو القوات الكردية".
ويوضح الحسين: "لا نعرف كم سيصل عدد المعتقلين حتى الآن، لكن يحتمل أن يكون كبيراً، وهم من المدنيين المطلوبين للخدمة العسكرية في جيش النظام والقوات الكردية، والكثير من السكان لا يأمنون الطرفين فلهم تجربة مريرة معهما، ولا خيار أمامهم إلا ترك ديارهم والهجرة للحفاظ على أبنائهم من الاعتقال الذين غالباً ما ينتهي الأمر بهم بالقتل في إحدى الجبهات"، وفق قوله.
وكانت أبرز شروط الهدنة الموقعة بين حزب الاتحاد الديمقراطي والنظام السوري تستوجب خروج قوات النظام من داخل مدنية الحسكة، وتسليم مواقعها إلى قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش)، بينما يقتصر وجود النظام ضمن المربع الأمني، حيث يقع مبنى المحافظة وتقتصر حمايته على قوى الأمن الداخلي (الشرطة).
من جانبه يقول أبو نادر، وهو أحد سكان محافظة الحسكة، إن "الآلاف من السكان في مدينة الحسكة يعيشون حالة من الخوف والترقب مما ستؤول إليه الأمور"، مضيفا أنه "على مدى السنوات الخمس الماضية، زرع حزب الاتحاد الديمقراطي قناعة لدى الناس أنه ليس له أمان، وهو ما يرفع أعداد من يقررون النزوح".
ويتابع أبو نادر في حديثه لـ"
عربي21": "أولادي الأربعة مطلوبون للقوات الكردية وكذلك لقوات النظام، ولا يوجد أمان في بقائهم بالحسكة بعد توسع قوات "واي بي جي" (
الوحدات الكردية)، كما لا يمكنني أن أفترق عنهم ليعيش كل منا في مكان، سأذهب معهم حيث يذهبون، وفي آخر عمري سأترك بيتي ليرضى حزب الاتحاد الديمقراطي والنظام"، على حد قوله.
يذكر أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي والنظام السوري في محافظة الحسكة؛ أعلنا التوصل إلى اتفاق هدنة بوساطة روسية في مطار القامشلي، في 22 آب/ أغسطس الماضي، بعد اشتباكات عنيفة بين الجانبين، حيث قصفت مقاتلات النظام السوري أحياء المدنية للمرة الأولى منذ اندلاع الحراك الشعبي في سوريا في العام 2011، في حين تدخلت طائرات أمريكية لإبعاد طائرات النظام السوري، بحجة حماية الجنود الأمريكيين الموجودين مع مناطق سيطرة الوحدات الكردية.