ذكرت صحيفة "سانتا مونيكا أوبزيرفر" على موقعها الإلكتروني، أن المرشحة الديمقراطية
هيلاري كلينتون، قد تعين مساعدتها
هما عابدين وزيرة للخارجية، لتكون أول
مسلمة تتولى هذا المنصب، والأصغر في تاريخ الخارجية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن عابدين لن تكون أول وزيرة أجنبية، فقد عين الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون هنري كيسنجر، البالغ من العمر اليوم 93 عاما، وزيرا للخارجية في أثناء ولايته، لافتا إلى أن عابدين عملت مديرة لحملة كلينتون الرئاسية في عام 2016، وعملت قبل ذلك مديرة لطاقم كلينتون في أثناء عمل الأخيرة وزيرة للخارجية في الفترة ما بين 2009 إلى 2013، وتدربت عابدين في البيت الأبيض، حيث كانت الساعد الأيمن لكلينتون في عام 1996 في أثناء رئاسة زوجها.
وتبين الصحيفة أن رسائل إلكترونية "لويكي"، تشير إلى أن عابدين عملت "موظفة حكومية خاصة"، واستطاعت العمل مستشارة لشركة وفي مؤسسة كلينتون، بالإضافة إلى عملها مستشارة لوزيرة الخارجية، مستدركة بأن حملة كلينتون أكدت أنها لم توقع شخصيا على وثائق تتيح لعابدين العمل في أكثر من مكان، ويظهر اسم هيلاري كلينتون، إلا أن التوقيع تم حجبه من وزارة الخارجية.
ويورد التقرير نقلا عن المرشحة الديمقراطية، قولها في لقاء تلفزيوني الأسبوع الماضي، إن لا علاقة مباشرة لها بوضعية عابدين بصفتها موظفة حكومية خاصة، وهو أمر تقوم اللجنة القضائية في الكونغرس بالتحقيق فيه، مشيرا إلى أنه بحسب وثائق حصلت عليها لجنة مراقبة العدل، بناء على قانون حرية المعلومات يوم الخميس، فإن كلينتون كانت المشرفة المباشرة عن عابدين، وهو ما سمح لها بالعمل نائبة لرئيس طاقم وزيرة الخارجية، بصفتها مستشارة من الخارج، وكانت قبل ذلك مسؤولة حملة كلينتون الانتخابية في عام 2008.
وتلفت الصحيفة إلى أن عابدين تزوجت، لكنها انفصلت عن النائب السابق أنتوني واينر، الذي تسبب بالإحراج لها، عندما نشرت رسائل إلكترونية ذات طابع جنسي، أرسلها لنساء تعرف عليهن عبر الإنترنت.
ويجد التقرير أن "كلينتون وعابدين تشتركان في الكثير من ناحية الخيانة الزوجية، وبلا شك فهي تريد تعيينها وزيرة للخارجية، لتكون الثالثة بعدها وبعد كوندوليزا رايس في هذا المنصب، وتريد من عابدين أن تدعمها حتى تصل مع نائبها تيم كين إلى البيت الأبيض".
وبحسب الصحيفة، فإن عابدين، التي عملت مديرة للحملة عام 2015، ثم نائبة لمدير الحملة عام 2016، تعد تحولا في مسيرة كلينتون، بحسب مجلة "بولتيكو"، حيث قامت بفحص ملفات العاملين في الحملة، وإجراء مقابلات معهم حتى قبل بدايتها، لافتة إلى أنه عندما بدأ المرشح الجمهوري دونالد ترامب يتحدث عن منع المسلمين من دخول أمريكا، فإنها كتبت رسالة مفتوحة إلى كلينتون، وقالت فيها إنها "تفتخر بكونها مسلمة"، واعتبرت خطط ترامب عنصرية.
وينوه التقرير إلى أنه ورد في رسالة تعود إلى حزيران/ يونيو 2012، أرسلها خمسة من النواب الجمهوريين للمفتش الحكومي العام، أن عابدين على صلة بثلاثة من أقاربها من الإخوان المسلمين، وهم "والدها الراحل، وأمها، وشقيقها"، وقال النواب الخمسة، وهم ميشيل باتشمان "مينوستا"، وترنت فرانكس "أريزونا"، ولوي غوهميرت "تكساس"، وجي روني "فلوريدا"، ولين ويستمورلاند "جورجيا"، أن عابدين "مرتبطة مباشرة بجماعات متطرفة أجنبية"، وهي "غير مؤهلة للحصول على تصريح أمني قانوني"، وتساءلوا عن سبب حصولها على التصريح الأمني.
وتذكر الصحيفة أنه تم رفض الرسالة، فيما اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" -في افتتاحية لها- الرسالة عارية عن الصحة، وتعبر عن جنون العظمة، وتشويها لها، وانتقدت زعيمة الغالبية الديمقراطية في الكونغرس نانسي بيلوسي، والنائب الديمقراطي عن مينوستا كيث إليسون الرسالة، وقال الأخير إنها تستحق التوبيخ، وانتقد النائب الجمهوري عن أريزونا جون ماكين الرسالة، وقال إنها لا تحتوي على أي دليل يظهر أن عابدين قامت بالدفاع عن نشاطات معادية لأمريكا وهي داخل الحكومة، وأضاف: "هذه الهجمات على هما لا منطق فيها، ولا أساس أو قيمة لها"، ودعا رئيس حملة باتشمان الانتخابية إد رولينز النواب إلى الاعتذار لعابدين، ودعا مجلس مكافحة التشهير إلى التوقف عن التعامل مع نظريات المؤامرة المعادية للمسلمين.
ويفيد التقرير بأن عابدين ولدت في 28 تموز/ يوليو 1976، وانتقلت في عمر الثانية مع عائلتها إلى مدينة جدة في السعودية، وعاشت هناك حتى عادت إلى الولايات المتحدة لدخول الجامعة، وسافرت كثيرا في طفولتها وفي أثناء عمر المراهقة، ودرست في مدرسة إنجليزية في بريطانيا.
وتقول الصحيفة إن والديها مدرسان، حيث إن والدها مولود في نيودلهي في الهند في عام 1928، وهو باحث في الدراسات الإسلامية، وحصل على الدكتوراة من جامعة بنسلفانيا، وأنشأ عام 1978 معهد دراسات الأقليات، وهي منظمة متخصصة بدراسة شؤون المسلمين في المجتمعات غير المسلمة، وفي عام 1979 أصدر مجلة الأقليات المسلمة، التي أدارتها زوجته بعد وفاته، وعملت ابنته هما محررة مساعدة فيها في الفترة ما بين 1996 إلى 2008، لافتة إلى أن والدتها ولدت في الجزء الذي أصبح باكستان اليوم، وحصلت على درجة الدكتوراة من جامعة بنسلفانيا، وهي الآن أستاذة مساعدة، وعميدة دار الحكمة في جدة.
وتختم "سانتا مونيكا أوبزيرفر" تقريرها بالإشارة إلى أن عابدين دخلت في عمر الثامنة عشرة جامعة جورج واشنطن، حيث حصلت على شهادة الجامعة في الآداب، إذ كانت تطمح في شبابها بأن تصبح صحفية، مثل كريستين أنبور، والعمل في مكتب الإعلام التابع للبيت الأبيض.