ذكرت صحيفة "صاندي تايمز" أن تحقيقا فتح في خمس حالات
انتحار جرت في عام واحد، وقعت في
جامعة يورك، وهو أعلى رقم سجل في جامعة بريطانية.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن مجلس بلدية مدينة يورك، قوله إن المسؤولين يقومون بالتعاون مع بقية المؤسسات في المدينة، بما في ذلك الجامعة، وقطاع الصحة الوطنية والسلامة الصحية العامة في إنجلترا؛ للتحقيق في أسباب الانتحار.
وتذكر الصحيفة أن التحقيق يأتي بعدما تم تصنيف الجامعة هذا الأسبوع بأنها الأسوأ من ناحية توفير العناية للصحية لأصحاب الحالات النفسية، وذلك بحسب تصنيف الموقع
الطلابي "ذا تاب".
ويورد التقرير نقلا عن والدة إحدى الطالبات، قولها إن ابنتها لم تحصل على الدعم اللازم، وقال والد طالب إن الجامعة لم توفر العناية وخدمات الاستشارة النفسية لابنه.
وتشير الصحيفة إلى أن سحر أحمد (20 عاما)، ودانيال بينفولد (23 عاما)، وكريستوفر وولش (21 عاما)، وأزوس نوز (23 عاما)، كلهم انتحروا وهم طلاب في جامعة يورك، لافتة إلى أن أحمد، التي كانت في السنة الثالثة من دراستها في قسم الآثار، ماتت اختناقا في غرفتها في شباط/ فبراير، أما بينفولد، فكان يدرس في مرحلة الماجستير في التاريخ الحديث والسياسة الدولية، ومات بخنق نفسه في أيلول/ سبتمبر، وعثر في تشرين الثاني/ نوفمبر على جثة نوز، وهي طالبة في المواطنة والتعليم العالمي من اليابان، في مكان قرب المدينة، أما وولش فكان في السنة الثانية، يدرس في قسم العلوم السياسية والاجتماعية، وشنق نفسه.
ويلفت التقرير إلى أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد أسباب الانتحار الأخير، مشيرا إلى أن أحمد كانت تتلقى جلسات علاج نفسي من الكآبة، وقضت فترة في المستشفى بعدما ابتلعت كمية كبيرة من الدواء قبل شهر من وفاتها، ووصفها أصدقاؤها بالفتاة الاجتماعية والمحبوبة، التي كان أمامها مستقبل زاهر.
وتنقل الصحيفة عن والدة سحر، الدكتورة فوزية زهير، قولها إن عائلتها لم تبلغ عن حادثة تناول الدواء، وإن ابنتها لم تحصل إلا على جلسة علاج واحدة، وتضيف أن رجلي شرطي جاءا إلى بيتها ليخبراها بالوفاة، وتقول: "لم يكن الخبر يحتمل، ولم أصدقه، واعتقدت لوهلة أن في الأمر خطأ"، مشيرة إلى أن ابنتها لم تحصل على العناية اللازمة، وتضيف: "أعتقد أنها لم تحصل على الدعم الكافي بعد المحاولة الأولى، وعندما يحاول أحدهم الانتحار، فإن هذه المحاولة تعد صرخة لطلب المساعدة".
ويفيد التقرير بأن دانيال بينفولد كان يقترب من نهاية مرحلة الماجستير في جامعة يورك، وكان قلقا حول مستقبله، بحسب والده جون، الذي قال إن انتحار ابنه "كان مفاجأة"، لكنه لا يلوم الجامعة قائلا: "لا أريد تحميل أحد المسؤولية".
وتقول الصحيفة إنه بحسب موقع "ذا تاب"، فإن جامعة كينت هي الأولى من ناحية تقديم العناية لأصحاب الحالات النفسية، وتأتي بعدها جامعة أوكسفورد، ومن ثم ريدينغ، وكامبريدج، وساسكس، لافتة إلى أن الموقع قام بإعداد قائمة من 1200 طالب من 30 جامعة بريطانية، ومن خلال حصوله على معلومات، بناء على قانون حرية المعلومات، قام بإعداد هذه القائمة.
ويورد التقرير نقلا عن ميليسا غالفين- كانديل (22 عاما)، التي شاركت في الدراسة، قولها إنها طلبت مساعدة نفسية عبر "الباب المفتوح"، وهو فريق المساعدة، وتزعم أنها تحدثت للفريق عن تاريخها في محاولة إلحاق الأذى بالنفس، ومحاولات انتحار سابقة، إلا أن العلاج النفسي انتهى بعد ثلاث جلسات، وقالت: "لم أفاجأ من تصنيف يورك بأنها الأسوأ، ففي الجلسة الأخيرة أشعرني فريق العلاج أنني أضيع وقته".
وبحسب الصحيفة، فإن الأرقام التي نشرتها جامعة يورك هذا العام، تكشف عن أن نسبة 50% من طلبات النجدة في الجامعة هي لحوادث إيذاء نفس، مشيرة إلى أن الجامعة أعلنت الأسبوع الماضي أنها قررت استثمار 500 ألف جنيه إسترليني في مجال تطوير العلاج النفسي، بما في ذلك توسيع خدماتها الاستشارية داخل الجامعة، وللتأكد من أن من يحتاجون العلاج الطارئ يتلقون مواعيد بشكل سريع.
وينقل التقرير عن نائب مدير الجامعة كوين لامبريت، قوله: "في الوقت الذي يزداد فيه عدد طلاب التعليم العالي، فإنه يجب علينا العمل بجهد، وتشجيع الانفتاح بين الموظفين والطلاب؛ ليفصحوا عن مشكلاتهم في جو داعم لهم".
وتنوه الصحيفة إلى أن جامعة نيوكاسل جاءت في المرتبة الثانية من ناحية سوء المساعدة للمرضى النفسيين، وقالت الجامعة إنها تشعر بالدهشة لهذا التصنيف، مع أنها استثمرت مصادر كبيرة من أجل التأكد من صحة الطلاب ورفاهيتهم، مشيرة إلى أن جامعة غلاسكو جاءت في المرتبة الثالثة من ناحية سوء المساعدة للمرضى النفسيين من الطلاب، وقالت الجامعة إن رفاهية الطلاب تعد في سلم أولوياتها، وإن تطور خدماتها في الفترة الأخيرة أدى إلى زيادة بنسبة 21% على الطلب للمساعدة النفسية.
وتختم "صاندي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول محرر "ذا تاب" توم جينكنز: "حاولنا بطريقة شاملة إظهار كيف تتعامل
الجامعات مع الطلاب الذين يعانون، ووجدنا أن الطلاب لم يحصلوا على المساعدة التي يريدونها، وفي حالات غريبة تم تجاهلهم، عندما كانوا بحاجة ماسة للمساعدة".