بينما تجري المعارك الساخنة في حلب وريف حماة بشكل خاص، تحاول قوات النظام السوري تحقيق أي تقدم على جبهات
الساحل، في سلسلة عمليات مستمرة تستهدف محاور عدة في
جبلي الأكراد والتركمان في سعي لإحكام السيطرة على ما تبقى من مناطق في ريف
اللاذقية بيد الثوار، بعدما تمكن النظام السيطرة على القسم الأكبر من هذه المناطق قبل أشهر، تحت غطاء جوي روسي.
وجربت قوات بشار الأسد مختلف الجبهات خلال الأسابيع الماضة، حيث حاولت التقدم أكثر من مرة على محور قرية كبانة، ومحور قرية التفاحية بجبل الأكراد، كما حاولت التقدم على محاور قرى كلز والحياة بدبل التركمان، لكن تمكن الثوار من صد جميع هذه الهجمات وقتل اعداد من العناصر التي تحاول التقدم في كل مرة.
والأربعاء، شنت قوات النظام هجوما جديدا على محور قرى الحدادة وتردين بجبل الأكراد بريف اللاذقية، بحسب أحمد حمزة، قائد كتيبة المهام الخاصة التابعة للفرقة الأولى الساحلية، الذي أكد أن هدف قوات النظام من ذلك توسيع مناطق سيطرتها في الساحل، والتقدم بإتجاه ريف إدلب الغربي، خصوصا مدينة جسر الشغور.
وشدد حمزة، في حديث خاص لـ"عربي21"، على أن قوات النظام لم تتمكن من تحقيق أي تقدم يذكر على طول جبهات الساحل منذ أكثر من شهر، متحدثا عن "التنسيق العالي بين معظم الفصائل العسكرية العاملة بالمنطقة".
وأوضح حمزة أن الثوار تمكنوا من صد هجوم قوات الأسد، وألحقوا خسائر بشرية بالقوات المهاجمة، كما تمكن عناصر الفرقة الأولى الساحلية من تدمير مدفع 37 مم لقوات النظام بعد استهداف بصاروخ تاو.
وأضاف القيادي العسكري أن قوات النظام تسعى لتحقيق أي نصر على جبهة الساحل، حيث تستخدم كل ما تملك من قوة في المنطقة، من أسلحة ثقيلة وتمهيد بالطيران الحربي السوري والروسي الذي لا يفارق سماء المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار خلال المعارك، مع الدفع بأعداد كبيرة من العناصر.
وعزا حمزة عدم تمكن قوات النظام من تحقيق أي تقدم يذكر خلال الشهر الماضي؛ إلى "السياسة الدفاعية الناجحة للثوار عن مناطق سيطرتهم من خلال نصب الكمائن لقوات النظام المتقدمة، واستهداف غرف القيادة العسكرية وتجمعات قوات النظام في ريف اللاذقية بالأسلحة الثقيلة، كما جرى (الأربعاء) من استهداف لمواقع قوات النظام في ناحية ربيعة بجبل التركمان بصواريخ الغراد من قبل عناصر الفرقة الأولى الساحلية".
وذكر القيادي في الفرقة الساحلية الأولى؛ أن خسائر قوات النظام لقرى ومناطق في ريف حماة أمام جيش الفتح؛ دفعها إلى شن هجمات شبه يومية على جبهات الساحل، "لتظهر للعالم أنها تتقدم في مناطق وتخسر في مناطق أخرى، ولإظهار الانتصارات التي قد تحققها في جبهات الساحل على الإعلام التابع لها وإخفاء خسارتها في حماة".
يذكر أن جبهات الساحل شهدت معارك عنيفة في الأشهر الماضية، خصوصا في ناحية كنسبا التي تبادل الثوار وقوات النظام السيطرة عليها لأكثر من خمس مرات خلال أيام قليلة، لتعود بعد ذلك قوات النظام وتبسط سيطرتها على كنسبا والجبال المحيطة بها بشكل شبه كامل قبل نحو الشهر، لتبقى جبهات الساحل بعدها دون تغير في خريطة السيطرة منذ ذلك الحين.