طالبت الولايات المتحدة الأمريكية، الجمعة بفتح تحقيق، حول "جرائم حرب" بحلب السورية، وهددت ألمانيا بفرض عقوبات على
روسيا، فيما عقد
مجلس الأمن اجتماعا طارئا بخصوص الوضع في المدينة، طالبت قبل انعقاده كل من فرنسا وبريطانيا بوقف قصف المدينة المحاصرة.
واشنطن تطالب بتحقيق
طالب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الجمعة، بتحقيق حول "جرائم حرب" يستهدف النظام السوري وحليفته روسيا بعد ضربة جديدة على مستشفى في مدينة
حلب.
وقال كيري: "الليلة الماضية هاجم النظام مجددا مستشفى حيث قتل 20 شخصا وأصيب مئة. على روسيا والنظام أن يقدما للعالم أكثر من تفسير لأسباب عدم وقفهما ضرب مستشفيات وبنى تحتية طبية إلى جانب أطفال ونساء"، وطالب في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي جان مارك آيرولت "بتحقيق ملائم بجرائم حرب".
تصعيد ألماني
من جهتها حثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل روسيا، الجمعة، على استخدام نفوذها على الحكومة السورية لإنهاء القصف المدمر لحلب كما فتحت حكومتها الباب أمام إمكانية فرض عقوبات على روسيا لدورها في الصراع.
وفي واحد من أشد تصريحاتها حتى الآن قالت ميركل إنه لا يوجد في القانون الدولي ما يبيح قصف المستشفيات وإن موسكو يجب أن تستخدم نفوذها على الرئيس بشار الأسد لوقف قصف المدنيين.
وقالت لحزبيين في مدينة مجدبورج: "لروسيا كثير من النفوذ على الأسد. لا بد أن نوقف هذه الجرائم الفظيعة". وأضافت دون أن تتحدث مباشرة عن فرض عقوبات أن على المجتمع الدولي أن يفعل كل ما بوسعه لوقف القتال وتسليم المساعدات للمدنيين.
ورفض شتيفن زايبرت كبير المتحدثين باسم ميركل في مؤتمر صحفي استبعاد إمكانية فرض عقوبات على روسيا لدورها في الصراع لكنه قال إن الأولوية القصوى لألمانيا لا تزال وقف إطلاق النار وتسليم المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين.
وقال زايبرت إن مسؤولين غربيين ناقشوا الصراع السوري في برلين يوم الأربعاء وإن المناقشات لا تزال مستمرة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية للصحفيين الأربعاء الماضي، إنه لا توجد مقترحات رسمية لفرض عقوبات على روسيا لدورها في
سوريا لكن الاهتمام تزايد بالعقوبات في الأيام الماضية.
ودعا نوربرت روتجين وهو عضو في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه ميركل ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان اليوم الجمعة إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب دورها في القصف بسوريا.
وجاءت تصريحاته لصحيفة زودويتشه تسايتونج بعد يومين من دعوة إلمار بروك وهو عضو آخر في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وعضو في البرلمان الأوروبي إلى فرض عقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي على روسيا.
وقال روتجين: "غياب العواقب والعقوبات عن أخطر جرائم الحرب سيكون فضيحة"، مضيفا أن الإجراءات العسكرية ستكون النهج الخاطئ.
وحث زايبرت روسيا وإيران باعتبارهما أكبر داعمين للرئيس السوري بشار الأسد على استخدام نفوذهما لوقف تصعيد العنف في سوريا والسماح بتسليم الإمدادات الإنسانية للمدنيين.
وقال دبلوماسي أوروبي كبير إن فرض عقوبات جديدة على روسيا يمكن أن يكون صعبا لأبعد حد.
ويطبق الاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا لدورها في نزاع أوكرانيا. وقالت إيطاليا ودول أخرى في الاتحاد إنه يجب تخفيف تلك العقوبات لكن احتمالات ذلك ضعفت تماما بسبب الصراع السوري
دعوات لوقف القصف
دعت فرنسا وبريطانيا الجمعة إلى وقف قصف مدينة حلب المحاصرة من قبل الطيران الروسي والسوري فيما افتتح مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا حول الأزمة في سوريا، من المنتظر أن يتم التصويت فيه على مشروع قرار حول سوريا أعدته باريس.
وقال السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر للصحافيين قبل دخوله قاعة المجلس لبدء الجلسة المغلقة إن "الأولوية هي لوقف حمام الدم في حلب".
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت في لقاء مع نظيره الأمريكي، أن تصويت مجلس الأمن مشروع القرار سيشكل "لحظة الحقيقة" بالنسبة إلى روسيا.
موسكو: سندعم مبادرة دي ميستورا
أعلنت روسيا الجمعة "استعدادها لدعم" مبادرة الموفد الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا حول وقف لإطلاق النار في حلب، إذا غادر عناصر جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) المدينة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لشبكة "بيرفي كانال" الروسية العامة: "إذا غادرت جبهة النصرة مع كل أسلحتها في اتجاه إدلب حيث تتمركز قواتها الأساسية، سنكون مستعدين لدعم هذه المقاربة ومستعدين أيضا لدعوة الحكومة السورية إلى الموافقة عليها".
وكان دي ميستورا اقترح على مقاتلي جبهة فتح الشام مغادرة شرق حلب، وعلى النظام السوري وروسيا وقف قصفهما للشطر الشرقي من المدينة.
وتساءل لافروف: "ولكن ماذا سيحل بالقسم الآخر من المقاتلين الذين انضموا إلى جبهة النصرة؟"، وأضاف: "إذا أرادوا المغادرة مع أسلحتهم، لا مشكلة. لكن إذا أرادوا البقاء في المدينة، يجب التوصل إلى اتفاق منفصل حول ما يتعين القيام به حول هذه المشكلة".
اشتباكات عنيفة بحلب وتراجع الضربات الجوية
وعلى الصعيد الميداني قال مصدر عسكري ومقاتلون معارضون والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري وحلفاءه اشتبكوا جنوبي حلب اليوم الجمعة مع مقاتلي المعارضة المسلحة.
وتركز القتال في منطقة الشيخ سعيد الخاضعة لسيطرة المعارضة بالمدينة وتجاور الراموسة التي شهدت أعنف المعارك في وقت سابق من الصيف الحالي وإن كانت الروايات تضاربت بشأن ما إذا كان الجيش قد حقق أي مكاسب.
ولا تزال الضربات الجوية التي يشنها الجيش السوري والطائرات الحربية الروسية على حلب أقل كثيرا مما كانت عليه في الأسبوعين السابقين بعد أن أعلن الجيش يوم الأربعاء أنه سيقلل القصف.
وقال عمار السلمو مدير الدفاع المدني في حلب: "اليوم ما في قصف على أحياء المدينة لهلق. ما بنعرف ايش في بعد ساعة".
وقال مصدر عسكري سوري صباح اليوم الجمعة إن الجيش سيطر على عدة مواقع مهمة في الشيخ سعيد لكن مقاتلي المعارضة ذكروا فيما بعد أنهم استعادوا تلك المواقع وأنهم ما زالوا يسيطرون على المنطقة.
ومنذ بدء الحملة قبل أسبوعين عقب انهيار وقف لإطلاق النار لم يدم طويلا حقق الجيش وحلفاؤه بعض التقدم في مناطق بالشمال والوسط من شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة ويعيش به أكثر من 250 ألف شخص.
وسيطر الجيش وحلفاؤه على مخيم حندرات للاجئين وجزء من منطقة صناعية مجاورة على المشارف الشمالية لشرق حلب وجزء من حي بستان الباشا إلى الشمال من وسط المدينة وبعض الأراضي في البلدة القديمة.
لكن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا قال أمس الخميس إن اقتحام شرق حلب بالكامل قد يستغرق شهورا وسينطوي على تدمير المدينة وخسائر هائلة في الأرواح.
وعرض الأسد على المقاتلين وأسرهم عفوا ليغادروا شرق حلب مقابل ضمان المرور الآمن لأجزاء أخرى من حلب تسيطر عليها المعارضة.