تتوالى في الآونة الأخيرة، تقارير تنشرها صحف غربية حول فضائح التحرش الجنسي والألفاظ الجنسية التي يطلقها
المرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد
ترامب.
وتظهر بشكل شبه يومي قصص تحرش جنسي وقع فيها ترامب كان آخرها ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" حول قصة سيدتين أمريكيتين، الأولى قالت إن ترامب تحرش بها وأمسك ثدييها خلال رحلة في الطائرة قبل نحو 30 عاما، والثانية قالت إن ترامب قبلها من فمها بالقوة خلال وجودها في برج تاورز الذي يملكه عام 2005.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن مزاعم التحرش الجنسي الجديدة التي ظهرت ضد ترامب والتي تتضمن حالة لطفلة عمرها 10 سنوات، تهدد الحملة الانتخابية الهشة بالفعل لقطب العقارات والملياردير الأمريكي قبل أقل من شهر على موعد الانتخابات.
وقالت الصحيفة اليوم الخميس، إن هذه الاتهامات المتوالية تضع عراقيل جديدة في طريق المرشح الأمريكي للوصول للبيت الأبيض.
ويثير مراقبون تساؤلات حول مدى قدرة هذه التقارير والاتهامات بالتحرش الجنسي على الإطاحة بترامب من سباق
الرئاسة الأمريكية، ومدى اهتمام المجتمع الأمريكي بنشر هذه الفضائح ونظرته للمرشح الرئاسي.
المحلل السياسي والخبير بالشأن الأمريكي صبري سميرة، قال إن المجتمع الأمريكي معتاد على هذه الفضائل وهذا ليس أول المرشحين أمريكي للرئاسة يتعرض لمثل هذه الفضائح.
وأوضح سميرة لـ"
عربي21"، أن غالبية رؤساء الولايات المتحدة تورطوا فضائح تحرش ومشاكل جنسية باستثناء الرئيس الحالي باراك أوباما حتى الآن، ولم ير المجتمع الأمريكي فيها حتى الآن مشكلة كبيرة.
وقال سميرة، إن الفضائح من هذا النوع ليس ذات أهمية كبيرة للشعب الأمريكي، وهي أمور معتادة ولا يتم التعامل معها كما يتم التعامل في العالمين العربي والإسلامي مع هذه القضايا.
وأشار سميرة إلى أن هذه الفضائح الجنسية التي أثيرت بقوة في الآونة الأخيرة مرتبطة بالدعاية الانتخابية، لأن غالبية وسائل الإعلام في أمريكا مسيطر عليها من قبل التيار الليبرالي المناصر للحقوق المدنية وحقوق المرأة ولا يتقبل شخصية مثل ترامب لديه من الجرأة على "التفوه ببذاءات ووقاحات تجاه المرأة"، كما ظهر في الآونة الأخيرة.
واعتبر أن تصرفات ترامب هي التي تدفع العديد من الجهات ووسائل الإعلام الأمريكية للبحث عن كل ما يساعد على الإطاحة به والتأثير على صورته وشعبيته في الانتخابات، لأن له العديد من التصريحات العنصرية تجاه الأديان وخاصة المسلمين في داخل أمريكا وتصريحات معادية للأعراق الأخرى، خاصة اللاتينيين، وصورته في وسائل الإعلام موسومة على أنه "عنصري وقح".
وأوضح سميرة أن قضايا التحرش الجنسي والتصريحات العنصرية لا تؤثر في سير العملية الانتخابية ولا تلفت نظر المجتمع الأمريكي إلا في حال وصولها إلى أروقة القضاء الأمريكي، وهناك تصبح المتابعة أكبر إذ ينتظر الجميع وقتها حكما قضائيا يحدد ما إذا كان بالفعل متورطا في أفعال فاضحة لا تتناسب مع الرئاسة من عدمه.
ولفت إلى أن أمريكا بلد تحكمه مؤسسات وجماعات ضاغطة وإعلام رأي عام وهي في الغالب لا تهتم بالبعد الأخلاقي للرئيس، لكن في حال تعديه لحدوده وممارسته أفعالا تخالف نصوص القانون فحينها يتم تحويله إلى القضاء بكل بساطة وتتم محاسبته هناك.
ودلل سميرة بمثال في حادثة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، حين ثارت ضده فضيحة ممارسة الجنس مع سكرتيرته مونيكا لوينسكي، وتم تحويله حينها إلى الإدعاء العام وتدخل الكونغرس وحققت السلطات معه.
وأشار إلى أن الفارق بين ترامب وكلينتون كان كبيرا، ولجأ الأخير للكذب من أجل مداراة الفضيحة بسبب شعبيته ولعدم إلصاق التهمة به بينما يجاهر ترامب بكل "الوقاحات"، بحسب سميرة.
وأكد أن فضيحة كلينتون على الرغم من تفاعل الجهات الرسمية الأمريكية معها، إلا أنها لم تؤثر كثيرا في شعبيته وتعامل المجتمع معها ببساطة وانتهت سريعا.
وأضاف أن "الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش له فضائح في الثمالة وشرب الكحول، والمجتمع هناك لا يلتفت لها وعلى الرغم من ذلك فقد خاض واحدة من أكبر حروب أمريكا ضد أفغانستان والعراق".
وكانت حملة المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب ما نشرته "نيويورك تايمز" عن امرأتين قالتا إن ترامب تحرش بهما جنسيا قبل سنوات.
وقالت الحملة إن هذه الاتهامات "اغتيال" سياسي يتعرض له ترامب، مؤكدة أن "المقال بأسره من نسج الخيال وهو أمر خطير أن تشن "نيويورك تايمز" حملة اغتيال كاذبة بالكامل ومنسقة ضد شخصية ترامب في موضوع مماثل".
وتعرضت حملة ترامب لانتكاسة بعد الكشف عن تسجيل فيديو يعود للعام 2005، يسمع فيه صوت ترامب وهو يتفاخر بتجاوزاته الجنسية على النساء، ويقول فيه خصوصا إنه كان بإمكانه "الإمساك بالنساء من أعضائهن الحميمة من دون عقاب"، لأنه كأحد المشاهير، يمكنه "القيام بأي شيء معهن".