لم يختلف المشهد الرياضي السوري، الذي أثاره لقاء المنتخب
القطري بنظيره السوري يوم الثلاثاء، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بروسيا 2018، كثيرا عن المشهد السياسي المعقد الذي تعيشه البلاد، وقد يبدو هذا متوقعا في بلد أنهكته حرب تدور رحاها بدون أي بارقة أمل في إيقافها.
الأمر ليس حكرا على
سوريا وحدها، فلطالما كانت الرياضة عرضة للتجاذبات السياسية منذ الإعلان عن تنظيم بطولاتها ودوراتها الأولمبية الأولى، فإن ما تختلف به الحالة السورية هنا هو الانقسام الداخلي بين أبناء البلد الواحد، على تشجيع منتخب يدعي طرف أنه يمثل كل البلاد، مقابل طرف لا يرى فيه إلا كتيبة عسكرية تابعة لنظام قتل شعبه، وإن كانت بلباس "رياضي".
وبعد ساعات قليلة من انتهاء
المباراة، وفي سابقة قد تعتبر الأولى من نوعها، عبر معارضون للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي عن سعادتهم بخسارة منتخب "
الأسد" أمام نظيره القطري في الدوحة 1- صفر، وهو ما عبر عنه الناشط السوري أحمد وردة على صفحته على "الفيسبوك" قائلا: "سيذكر التاريخ أن السوريين شجعوا الفريق الذي يلعب ضد بلادهم وببسالة، وهذه هي الحالة الأولى في التاريخ".
وهذا ما كتبه أيضا السوري "محمد خضر" من مدينة دير الزور على صفحته الشخصية، مبينا أن هذه الحالة ليست الأولى في سوريا، ففي تسعينيات القرن الماضي، وحين كان التوتر السوري العراقي على أشده، أجريت مباراة بين سوريا والعراق حينها، ومع تسجيل المنتخب السوري للهدف الأول، أطلق بعض أهالي مدينة البوكمال الأعيرة النارية فرحاً بالهدف، لكن سرعان ما أحرز المنتخب العراقي هدف التعادل، وأيضاً قام الكثير من أبناء نفس المدينة بعمل مماثل لكن بكمية رصاص تفوق الأولى فرحا بالهدف العراقي.
وتابع أنه في اليوم الثاني اعتقلت أجهزة المخابرات السورية من أطلق النار فرحا بهدف المنتخب العراقي، وحينها تحجج من تم اعتقاله منهم، بأنه لم يعرف أن المنتخب العراقي قد أحرز هدفا بهذه السرعة، وأنهم كانوا يطلقونها فرحا بالهدف السوري.
وتابع خضر أن العبرة من تلك الحادثة، أن السوري من يوم يومه لم يشعر بالانتماء للمنتخب السوري، لأن رئيس اتحاد الكرة ضابط، واللاعب دخل المنتخب يلعب عن طريق الواسطة.
أما الناشط الإغاثي السوري "محمد بدر الدين" هنأ على جدار صفحته على "الفيسبوك" المنتخب القطري بالفوز، قائلا: "ألف مبروك لمنتخب قطر بفوزه على منتخب سوريا، لم يعد منتخبنا الوطني يمثل سوريا إنما يمثل نظام إرهابي".
وليس حب الفريق القطري، ما دفع بالموالي للنظام "حسن شاكر" إلى تهنئة الفريق القطري، لكنه فعل ذلك لسبب شرحه بالقول: "لو ربحنا كنا خسرنا ذخيرة بتحرر سوريا، وكنا خسرنا جرحى وشهداء من ورا شعب ما بيعرف يعبر عن الفرح إلا بطريقه همجية".
وعزا أسامة باكير خسارة المنتخب السوري إلى غياب الدعم الروسي، وتساءل ساخرا "أين المؤازرة الروسية، والتغطية الجوية".
وبلهجة محلية كتب آخر "والله لحتى يتم وضع أعضاء المنتخب على الخازوق بفرع المخابرات الجوية، قرد ليش ما ربحتوا".
واعتبر عضو مجلس الشعب ورئيس غرف الصناعة التابعة للنظام فارس الشهابي، أنه "رغم الخسارة في المباراة إلا أن الميدان يؤكد انتصار سوريا"، مضيفا عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك" أن" الانتقام من قطر لم يكن أبدا على أرض الملاعب، بل بالميدان وبسحق كل جنودها ومرتزقتها الغزاة على أرضنا"، في إشارة إلى دعم دولة قطر للمعارضة.