يترقب نازحون سوريون في
مخيمات ريفي
إدلب واللاذقية؛ قدوم فصل الشتاء، حيث يسكنون خياما بسيطة، وبعضهم مر عليه نحو أربع سنوات على هذه الحال، رغم درجات الحرارة المنخفضة والأمطار الغزيرة التي تشهدها هذه المنطقة، فيما تزايد عدد
النازحين مع بدء القصف الجوي الروسي على ريف
اللاذقية وتقدم قوات الأسد على الأرض منذ نحو عام.
ويوضح أحمد خليل، عضو إدارة "مخيم البنيان المرصوص" في ريف إدلب، لـ"
عربي21"، أنه مع اقتراب فصل الشتاء، "تعمل إدارة المخيمات المنتشرة في مناطق ريف اللاذقية وريف إدلب الغربي على الاستعداد لاستقباله للحد من معاناة النازحين".
ولفت خليل إلى أن مخيمات المنطقة تتخوف من حدوث كوارث بسبب الشتاء، ومنها غرق الخيام بالأمطار أو تدميرها بسبب العواصف، كما حصل العام الماضي في عدد من مخيمات ريف اللاذقية، إلى جانب عدم تمكن المدنيين من الخروج من خيامهم في فترة العواصف؛ لأن مناطق المخيمات ترابية وتتحول إلى أوحال عند سقوط المطر.
وحاولت المنظمات الإنسانية، بالتعاون مع المسؤولين عن المخيمات، في الأعوام الماضية، تجهيز المخيمات لمقاومة العواصف في الشتاء، لكنها لم تنجح في ذلك بشكل كامل، "أما هذا العام فهو أخطر من الأعوام الماضية من الناحية الإنسانية، بحسب أحمد خليل الذي أكد لـ"
عربي21" أن أكثر من 60 في المئة من خيم النازحين هي شبه مهترئة وغير قادرة على مقاومة الأمطار، ويعود ذلك لكونها تستخدم في المخيمات منذ أكثر من أربع سنوات.
ويضيف: "حاولنا تأمين خيام جديدة للعائلات التي خربت خيمها بشكل كامل، ولكن هناك الكثير من الخيام التي لم نتمكن من تجديدها بسبب عدم توفر كميات كبيرة من الخيم الجديدة".
وذكر أحمد خليل أنه بسبب تقدم قوات النظام على محاور الساحل بعد التدخل الروسي، نزحت أعداد إضافية من المدنيين عن قراهم، بالإضافة إلى نقل مخيمات اليمضية وأوبين إلى مناطق آمنة بعد تعرضها للقصف من قبل قوات النظام، ما شكل ضغطا على المخيمات؛ دفع لإقامة مخيمات جديدة غير مجهزة بشكل مناسب لاستقبال فصل الشتاء.
من جهته قال، محمود وليو، وهو نازح من قرية عين الحور في ريف اللاذقية، أنه يبحث عن منزل له ولعائلته في محافظة إدلب "رغم أنها غير آمنة، ولكنها أفضل من المخيم"، وذلك لكون المخيم الذي يسكن فيه يقع في الغابات، ولا يمكن الوصول إليه إلا باستخدام طرق ترابية يمكن أن تُقطع بسبب الأمطار، كما عبر عن تخوفه من إصابة أطفاله بأمراض في فصل الشتاء بسبب البرد وغرق خيمته بالمياه.
وذكر محمود أن خيمته لم تجهز بشكل جيد، مثل باقي المخيم، حيث لم يتم إنشاء أرضية إسمنتية لها، موضحا أنه نزح من قريته قبل ستة أشهر تقريبا، وأجبر على تجهيز الخيمة بشكل سريع كي لا ينام في الشارع بعد أن تم قصف الطيران الروسي منزله في القرية.
أما خالد رجب؛ فذكر لـ"
عربي21"؛ أنه يتوقع انهيار خيمته مع أول عاصفة شتائية، وقال إن الخيمة أصبحت قديمة، بالإضافة إلى أنه نقلها في رحلات نزوحه. فقد كان يسكن مخيم أوبين (ريف اللاذقية) الذي تعرض للقصف من قبل قوات النظام، ثم نقل خيمته إلى ريف إدلب، وتحديدا إلى مخيم الصفيات الذي تعرض هو أيضا للقصف في وقت لاحق، ليستقر به الحال أخيرا في مخيم الأنصار بقرية خربة الجوز، قرب جسر الشغور بريف إدلب.
وأوضح خالد رجب أنه رغم كل ما تفعله المنظمات للحد من تدهور الوضع في فصل الشتاء، إلا أنه لا يتوقع أن يمر فصل الشتاء من دون صعوبات في المخيمات، ويعود ذلك، بحسب قوله، إلى أنها في النهاية خيام، ولا يمكن أن تتحمل العواصف والأمطار التي تصيب المنطقة.
يذكر أن العام الماضي تعرضت خيام في مخيمات ريف اللاذقية للسقوط، بسبب العواصف والأمطار، كما واجه النازحون صعوبات معيشية كبيرة، مثل انقطاع الطرق وعدم توفر الخبز للمدنيين بسبب صعوبة الوصول لكل المخيمات، وإصابة أعداد كبير من المدنيين بأمراض الالتهابات بسبب البرد الشديد.