أنهت الندوة التي نظمها "المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط" أعمالها مساء الإثنين بالخروج بالعديد من التوصيات التي تخص مستقبل القضية
الفلسطينية، حيث ناقشت "سبل دفع وتطوير واستشراف القضية الفلسطينية"، في الوقت الذي أكدت فيه حركة "
فتح" في تصريح سابق لـ"
عربي21" أن توصيات الندوة "لن تغير شيئا".
وأوصت الندوة التي تسببت "بزوبعة فتحاوية داخلية"، في البيان الذي وصل "
عربي21" نسخة منه، بضرورة إعادة القضية الفلسطينية إلى "صدارة الأولويات العربية، بعد تراجعها إثر الاضطرابات التي حصلت في الإقليم، وتراجع الدعم العربي".
كما دعت الندوة التي نظمت تحت عنوان: "مصر والقضية الفلسطينية"، إلى "تعزيز الوحدة الوطنية وإتمام المصالحة بين الفلسطينيين، وإنهاء الانقسام بما يضمن استكمال مشروع التحرر الوطني، وإقامة الفلسطينيين لدولتهم المستقلة وعاصمتها
القدس"، مطالبة "بدعم القيادة السياسية للشعب الفلسطيني في خطواتها الدبلوماسية والدولية".
وأشارت الندوة إلى "ضرورة حل أزمة معبر
رفح؛ بما يضمن الحفاظ على الأمن القومي المصري والحياة الإنسانية لسكان قطاع غزة"، لافتة إلى أهمية "استمرار الحوار والتعاون بين الشعبين المصري والفلسطيني؛ عبر المؤتمرات وورش العمل المتخصصة وتوسيع دائرة المشاركة، وذلك في أقرب فرصة ممكنة".
وشدد المتحاورون في الندوة على تمسكهم "بالشرعية الفلسطينية؛ ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية رئيسا، ولجنة تنفيذية ومجلسا وطنيا لضمان استمرار الاستقرار الوطني، واستكمال مسيرة عودة الأراضي المحتلة لإقامة الدولة الفلسطينية"، موضحين في توصيات اليوم الأول على أن مصر ستبقى صاحبة "الدور المركزي" في تحقيق الوحدة الفلسطينية ودعم المفاوض الفلسطيني.
وافتتحت الندوة أعمالها أمس الأحد، بمشاركة أكثر من 100 شخصية فلسطينية أغلبها من قطاع غزة، وتشتمل على وزراء سابقين، وممثلين عن مؤسسات حقوقية، وكتاب، وأكاديميين، وسياسيين، وصحافيين، وقيادات فتحاوية مقربة من القيادي المفصول من حركة "فتح"، محمد دحلان.
وتسبب عقد الندوة على الأراضي المصرية بعيدا عن مشاركة السلطة الفلسطينية، وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" (جناح الرئيس محمود عباس)، بجدل وشكوك لدى الكثير من الفلسطينيين؛ حيث رفضت حركة "فتح" المشاركة، فيما وصفت الندوة بـ"النشاط المريب".
وتعتقد "فتح" أن القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، يقف خلف تنظيم هذه الندوة، خاصة بعد اعترض السلطة على محاولة دحلان مؤخرا تنظيم مؤتمر في القاهرة لأنصاره من حركة "فتح"، ما تسبب بفشل عقده.
وكان أمين سر الهيئة القيادية العليا لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، في المحافظات الجنوبية، إبراهيم أبو النجا، قد أكد في تصريح سابق لـ"
عربي21"، أن حركته "لم تبلغ أو تستشر في عقد هذه الندوة"، موضحا أن الندوة "لا يقصد منها خدمة القضية الفلسطينية، ونحن ننظر إليه بعين الريبة وعدم الرضا".
وشدد أبو النجا على أن "التوصيات والنتائج التي ستصدر عن هذه الندوة؛ لن تغير شيئا"، مضيفا أن "القرارات والتوصيات العلنية نعرفها، لكن ماذا يراد من هذا النشاط في الخفاء؟".
وقال: "نحن لا نتدخل في شؤون أحد، ولكن لماذا ينبري نفر أو مؤسسة أو دولة للحديث عنا؟"، وذلك في تلميح لرفض حركته تدخل مصر بالشأن الفلسطيني، حيث رفض رئيس السلطة عباس الوساطة المصرية لمحاولة عودة دحلان لصفوف حركة "فتح".