خلال أسبوع واحد فقط؛ تسببت عشرة أحداث في هز أركان نظام قائد الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، وزادت من ضيق الشارع
المصري الغاضب من
الأزمات الاقتصادية المتتالية بالتزامن مع الدعوات للتظاهر يوم (11/11) المقبل.
وتشهد مصر أزمة اقتصادية خانقة، ونقصا في سلع أساسية كالسكر والأرز والزيت والوقود والغاز، مع تخطي سعر الدولار الأمريكي 15 جنيها مصريا في السوق السوداء، فيما تنتهج حكومة السيسي سياسات تقشفية تتضمن تخفيض دعم الوقود، ورفع أسعار الكهرباء والمياه، وإصدار قانون ضريبة القيمة المضافة، وقانون الخدمة المدنية الذي أثار مخاوف الموظفين.
خريج التوك توك
والخميس الماضي، بدأت أولى الأزمات بلقاء الإعلامي عمرو الليثي مع الشاب مصطفى عبد العظيم، الشهير بـ"سائق التوك التوك" الذي لخص أزمات مصر في ثلاث دقائق، فانتقد إنفاق أموال طائلة على مشروعات غير ذات جدوى، واحتفالية ذكرى البرلمان في شرم الشيخ؛ كلفت الملايين، فيما طالب بإصلاح التعليم والصحة والزراعة.
الفيديو حقق معدلات مشاهدة بلغت ثلاثة ملايين خلال ثلاث ساعات من نشره عبر الإنترنت، قبل حذفه في وقت لاحق. وقد تناقله النشطاء مصحوبا بالتعليقات الساخرة والانتقادات الحادة للنظام، ودشن مصريون هاشتاغ #ثورة_الغلابة، بالتزامن مع دعوات للتظاهر في (11/11) المقبل.
اختفاء الليثي
وتسبب فيديو سائق التوك توك في أزمة للإعلامي عمرو الليثي الذي اختفي من شاشة قناة الحياة، التي أصدرت بيانا الجمعة، قالت فيه إن الليثي بدأ ‘جازته السنوية، من دون أن توضح موعد عودته لشاشتها، فيما علق النشطاء بأنها "إجازة مفتوحة"، بعد إذاعة فيديو سائق التوك توك، وحذف الليثي الفيديو من صفحته الشخصية بفيسبوك.
وتقدم أمس الخميس؛ المحامي سمير صبرى ببلاغ ضد الليثي وسائق "التوك توك"، بتهمة التحريض على الدولة وتصدير صورة سوداء للمواطنين.
رانيا بدوي وداليا خورشيد
وبعد تقديمها حلقة واحدة من برنامج "كل يوم" مع الإعلامي عمرو أديب، دفعت الإعلامية الموالية للانقلاب رانيا بدوي ثمن انتقادها أداء وزيرة الاستثمار داليا خورشيد، وأعلنت شبكة قنوات تلفزيون "ONTV"، الخميس الماضي، فسخ عقد بدوي بعدما وصفت أداء الوزيرة بالسيئ، وذلك بعد حلقة واحدة فقط لها على القناة.
ودافع السيسي في حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية، الجمعة الماضية، عن داليا خورشيد، وقال إنها تعمل منذ أن تولت منصبها في مراجعة قانون الاستثمار الحالي.
الفشل في سيناء
وقتل 12 جنديا مصريا وأصيب 18 آخرين، الجمعة الماضية، في سلسلة هجمات بقذائف الهاون والرصاص على حاجز أمني في شمال سيناء، تبنته جماعة "أنصار بيت المقدس" المرتبطة بالتنظيم الدولة.
وأثارت العملية غضب المصريين، الذين تحدثوا عن عجز قوات الانقلاب عن ردع المسلحين في سيناء، وفي المقابل تقوم بقمع المعارضين، وتناولوا بسخرية تهديد السيسي بنشر الجيش في البلاد خلال ست ساعات.
السيدة الجريئة والشعب المسحول
ووسط الحديث عن فيديو "سائق التوك توك"؛ انتشر فيديو آخر لسيدة مصرية، السبت الماضي، ترصد فيه الوضع الاقتصادي السيئ الذي يعيشه الملايين، محملة النظام ما يلاقيه الشعب من أزمات، كما أعلنت غضبها من سيطرة الجيش على الاقتصاد.
وأنهت السيدة الفيديو برسالة شديدة اللهجة، وقالت: "شباب ماتت وناس اتعجزت وناس اتعمت وناس مرمية في السجون بدون تهم عشان ناس تبقى مليارديرات على المليارديرات اللي عندها".
اعتقال الشرشوبي
وتبع فيديو السيدة وسائق التوك توك؛ عدة مقاطع مصورة أخرى لمصريين عبّروا عن غضبهم من النظام، كان أشهرهم الصعيدي الشرشوبي همام (بائع حمص الشام وترمس)، الذي وجه انتقادا لاذعا للسيسي وعدد من الإعلاميين، وفي المقابل اعتقلت قوات أمن أسيوط الشرشوبي أول أمس الأربعاء، ووجهت له 16 تهمة.
بوعزيزي مصري
وتحت وطأة الوضع الاقتصادي وغلاء الأسعار، أقدم سائق التاكسي أشرف شاهين (30 عاما)، مساء السبت الماضي، على إشعال النار في نفسه أمام ناد تابع للجيش بالإسكندرية (شمال)، بعد أن تحدث عن ضيق الحال وغلاء الأسعار ويتوجه ناحية المبنى العسكري.
وتداول المصريون مقطع الفيديو على نطاق واسع، وسط حديث عن ثورة جديدة و"بوعزيزي" مصري، على غرار الشاب التونسي الذي كان موته شرارة انطلاق ثورات الربيع العربي من تونس.
القهوجي والسكرية
وأوقفت الشرطة قهوجي بحوزته 10 كيلو جرامات من السكر، الأحد، ووجهت له النيابة تهمة احتكار سلعة استراتيجية والتربح منها، ثم أفرجت عنه بكفالة ألف جنيه.
واتهمت وزارة الداخلية جماعة الإخوان المسلمين بشراء الأرز والسكر بأعلى من سعره من الأسواق لإخفائه عن المواطنين، وأعلنت توقيف عدة أشخاص قالت إنهم ينتمون للجماعة، وهي القضية التي أطلقت عليها اسم"خلية السكرية".
قضية "القهوجي" و"خلية السكرية" أثارتا سخرية المصريين الذين وجهوا الانتقادات لنظام السيسي، وانتقد الإعلامي إبراهيم عيسى، الموالي للانقلاب، تجاهل النظام قضية فساد القمح التي وصلت لملايين الجنيهات؛ وفي المقابل يتم محاكمة القهوجي بسبب بضعة كيلوغرامات من السكر.
شرارة من بورسعيد
وشهدت مدينة بورسعيد (شمال شرق) مظاهرات حاشدة للأهالى الغاضبين من غلاء الوحدات السكنية بمشروع الإسكان الاجتماعي، مساء الثلاثاء الماضي، وأغلق المتظاهرون شارع محمد علي والثلاثيني ومحيط مديرية أمن بورسعيد والمحافظة، واعتصموا أمام "مرسى المعديات"، وأوقفوا حركة الملاحة بين ضفتي قناة السويس (بورسعيد - بورفؤاد).
وأطلقت قوات الأمن ببورسعيد الأعيرة النارية لفض الوقفة، واعتدت على المتظاهرين، وألقت القبض على 19 شخصا الأربعاء.