طالب الرئيس
المصري المخلوع،
حسني مبارك، سلطات الانقلاب، الخميس الماضي، برفع الإقامة الجبرية عنه، ونقله من مستشفى المعادي العسكري -الذي يقبع فيه منذ ثلاث سنوات بمقتضى حكم قضائي- إلى بيته، وكلف فريق الدفاع عنه باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لذلك، بحسب صحيفة "اليوم السابع" المصرية.
ويأتي الحديث عن عودة مبارك إلى بيته قبل موجة (
ثورة الغلابة) ضد قائد الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، بثلاثة أسابيع، ووسط حديث من بعض النشطاء عن وجود صراع أجنحة بين نظام السيسي وفلول مبارك، وإعلان البعض مخاوفه من وقوف جهات سيادية مصرية خلف تلك الدعوات للتظاهر.
ومنذ سيطرته على الحكم بانقلابه على الرئيس محمد مرسي منتصف 2013؛ أحاط السيسي نفسه بمؤسسات الجيش في مواجهة "الدولة العميقة" التي تسيطر على مفاصل الدولة، وتشمل فلول نظام مبارك، والأجهزة الأمنية، ورجال الأعمال.
فشل السيسي وضياع مصر
وقال الناشط السياسي ممدوح حمزة، إن "فشل السيسي ونظامه في قيادة البلاد؛ يمنح الفرصة لأي طرف للّعب في مصر التي أصبحت مطمعا للجميع، ومنهم السيسي الذي لا يحكم كما يجب أن يكون".
وأضاف حمزة الذي دعم الانقلاب على الرئيس الشرعي محمد مرسي، أن "مصر في ظل حكم السيسي؛ تسير في طريق الضياع والإفلاس؛ وذلك بسبب الفشل في السياسة الخارجية، وتدهور الأوضاع الداخلية، الذي يتمثل في الزيادة الرهيبة على الضرائب، وانهيار الجنيه، وعجز الموازنة، وتفاقم التضخم، وجميعها مؤشرات فشل تقود أي فئة أو جماعة سياسية أو نظام سابق للطمع، وخصوصا مع وجود قيادة فاشلة للدولة".
وأكد حمزة لـ"
عربي21" أن تظاهرات 11/11 تتبناها أجهزة سيادية في مصر للإطاحة بنظام السيسي، واستغلال تلك التظاهرات لصالحه، مستدركا بالقول: "لا أستطيع أن أؤكد عمل تلك الأجهزة لصالح نظام مبارك؛ من عدمه".
احتمال منعدم
من جهته؛ رأى الكاتب الصحفي اليساري، محمد منير، أن هناك دلالة على طلب مبارك رفع الإقامة الجبرية عنه وعودته لبيته قبل ثلاثة أسابيع من (11/11)، وأكد أن الحديث عن صراع الأجنحة في مؤسسات الدولة بين نظام مبارك والسيسي هو قائم بالفعل، وأن هذاالصراع قد يكون سببا في طلب مبارك مغادرة المستشفى حتى لا يكون تحت تصرف السيسي.
وقال الكاتب الذي يُعد أحد وجوه ثورة يناير ضد مبارك، إنه لا يوجد أي احتمال لعودة المخلوع، أو لتولي جمال مبارك الذي ما زال يحلم بالسلطة، برغم أن ذيول نظام مبارك ما زالت مستمرة في الحكم والسيطرة على مؤسسات كثيرة بالدولة.
ورغم تأكيده وجود "صراع أجنحة" بين الأجهزة السيادية في الدولة؛ إلا أن "منير" قلل من حجم وتأثير تلك الأجنحة، مؤكدا لـ"
عربي21" أن "الشعب الساخط على نظام السيسي؛ لن يسمح بعودة فلول مبارك، ولن يمكّن ابنه جمال من أطماعه".
مبارك خارج اللعبة
أما الكاتب والمحلل السياسي محمد جمال؛ فقال إن "هناك رسائل عديدة يوجهها النظام للمصريين قبل تظاهرات 11/11 التي أعتقد أنها فكرة مخابراتية؛ قبل أن تكون دعوة حقيقية للثورة، وهي تهدف للخلوص إلى نتيجة أن التظاهرات فشلت، ليبدأ بعدها تنفيذ عدة أمور حساسة".
وأضاف جمال لـ"
عربي21" أن "هذه الرسائل تشمل تعويم الجنية، ورفع أسعار الوقود، بالإضافة إلى نقل مبارك من المستشفى للتخلص من أحد الملفات القديمة والعالقة".
وأوضح أن "صراع الأجنحة -إذا جاز التعبير- يدور بين الأجهزة الأمنية بالأساس، والحديث يدور ضمنا عن بديل للسيسي"، مستبعدا "قيادة جمال مبارك للصراع، أو عودته للحكم".
وتابع: "المسألة خرجت من يد عائلة مبارك، وأصبحت في يد المؤسسة العسكرية، التي لن تسمح بتولي رئيس غير عسكري، وخصوصا جمال مبارك الذي لا يملك شعبية داخل الجيش، بل إن المجلس العسكري أيّد خلع مبارك لمنع صعود جمال إلى منصة الحكم".
ومع الظهور المتتالي لابني المخلوع، جمال وعلاء مبارك، في المناسبات العامة؛ بدأت تلميحات في الشارع السياسي تشير إلى نية جمال مبارك خوض الانتخابات المقبلة في 2018 ضد السيسي الذي تدنت شعبيته بشكل كبير، بحسب استطلاعات للرأي.