تباينت ردود أفعال القوى والفصائل
الفلسطينية بشأن
المبادرة التي أعلنها الأمين العام لحركة
الجهاد الإسلامي رمضان شلح للخروج من المأزق الفلسطيني الراهن والتي حملت شعار "نحو استراتيجية فلسطينية جديدة"، بين مرحب بالمبادرة وداع للبدء بتنفيذها، وبين متحفظ على بنودها كونها لا تلائم الحالة الفلسطينية.
وجاء إعلان المبادرة في كلمة شلح بمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين لانطلاق حركة الجهاد الإسلامي والذي أقيم في مهرجان مركزي ضخم وسط مدينة
غزة يوم الجمعة.
وتضمنت المبادرة عشر نقاط كان من أبرزها: إلغاء العمل باتفاق أوسلو الموقع بين منظمة التحرير والجانب الإسرائيلي في العام 1993، وسحب الاعتراف الفلسطيني بدولة إسرائيل، وإعادة بناء منظمة التحرير على أساس وطني يضم كل أطياف الشعب الفلسطيني، وإطلاق حوار وطني شامل لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي.
موقف حماس
رحب المتحدث باسم حركة حماس، فوزي برهوم، بمبادرة شلح مؤكدا دعم الحركة الكامل لها؛ "كونها مبادرة شاملة بكافة جوانبها وتطرقت إلى كافة القضايا المتعلقة بالصراع الفلسطيني"، لذلك هي "تستحق الدعم الكامل للمضي بها من قبل كل أطياف الشعب الفلسطيني لنجاحها".
وأضاف برهوم في حديث لـ"
عربي21" أن "الأيام القادمة ستشهد اتصالات مكثفة مع حركة الجهاد والفصائل الفلسطينية لنجاح ودعم المبادرة وتطبيقها على أرض الواقع".
موقف اليسار
أيدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مبادرة الجهاد الإسلامي في بيان لها، وقالت إن "مبادرة شلح مهمة وبحاجة إلى آليات دعم وإسناد لها، وأنها نموذج للخطاب الوحدوي الذي يدعو لإعادة اللحمة وصياغة البرنامج الوطني على أساس الشراكة وتأسيس مرحلة جديدة من العلاقات الفلسطينية الداخلية".
موقف فتح
تباين الموقف الفتحاوي في رأيه تجاه المبادرة حيث اعتبر أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح والمقرب من الرئيس عباس، أمين مقبول، أن "مبادرة شلح مبالغ فيها وغير واقعية".
وأضاف في حديثه لـ"
عربي21" أن حركة فتح لديها تحفظات كبيرة على خطاب رمضان شلح الذي وصفه بـ"المتحيز" ومن المستحيل أن "تدخل الحركة في حوار وطني شامل بشروط مسبقة".
أما القيادي الفتحاوي محمد
دحلان فقد عبر عن دعمه لهذه المبادرة في تصريح نشره على صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك" قائلا: "أضم صوتي لصوت العقل والتبصر الذي أطلقه الدكتور في خطابه، وأدعو إلى تكثيف الاتصالات بين كل قوى وشرائح شعبنا".
وأشاد عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح والمحسوب على تيار دحلان، جمال الطيراوي، بالمبادرة قائلا: "إن مبادرة شلح جاءت في الوقت والظرف السياسي المناسبين، للوضع الفلسطيني القائم في ظل الخلافات السياسية والعقبات الكبيرة التي تعترض المشروع الوطني الفلسطيني".
ووصف الطيراوي "البنود العشرة التي طرحت في المبادرة بأنها هامة للغاية ومشجعة في تحريك الملفات الداخلية العالقة".
وطالب الطيراوي في حديث لـ"
عربي21" "حركة فتح وباقي الفصائل الفلسطينية بدعم المبادرة ومناقشة بنودها بشكل جدي؛ كونها تخدم الظرف الفلسطيني القائم".
واكتسبت مبادرة شلح خصوصية واضحة في المشهد الفلسطيني كونها المرة الأولى التي يتقدم فيها فصيل فلسطيني بمبادرة سياسية شاملة لإعادة رسم السياسة الفلسطينية مع الجانب الإسرائيلي، يتبعه إصلاح للبيت الفلسطيني الداخلي الذي يعاني من انقسام بين شطري الوطن منذ العام 2007 بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية.
دلالات سياسية
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، مصطفى الصواف، أن "خطاب شلح في مهرجان انطلاقة الجهاد الإسلامي يحمل دلالات سياسية هامة لعل أبرزها رغبة الحركة في الدخول في المشهد السياسي الفلسطيني من بوابة المبادرة الشاملة التي أطلقها والتي لاقت تأييدا وإجماعا وطنيا باستثناء موقف الرئيس عباس".
وأضاف الصواف في حديث لـ"
عربي21" أن "رفض حركة فتح للمبادرة سيمهد الطريق لبروز تيار جديد بقيادة دحلان سيتصدر المشهد الفتحاوي في المستقبل القريب".
ويتفق الكاتب والمحلل السياسي، إبراهيم المدهون، مع سابقه بأن "شلح نجح في إعادة القضية الفلسطينية للواجهة من جديد بإطلاقه لهذه المبادرة الشاملة لحل القضايا الفلسطينية الشائكة".
وعن سؤاله ما تقييمك لموقف حركة فتح من رفض المبادرة لرفض حركة فتح أشار المدهون لـ"
عربي21" إلى أن "الحالة الفلسطينية واضحة الأزمة والحل، إلا أن مصالح حركة فتح وارتباطها بالتزامات أمنية وسياسية تثقل الكاهل وتعرقل العجلة وتحول دون الحراك المطلوب في إشارة لموقف حركة".