ناقشت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تقرير لها، الأربعاء، الأسرة
الفلسطينية من "عرب 48"، والتي انضمت لتنظيم الدولة، قبل أن تعيدها تركيا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت الصحيفة إن هذه الأسرة واحدة من 50 شخصا تقريبا يحملون الجواز
الإسرائيلي خلال أربعة أعوام.
وفي تقرير لبيتر بيمونت، مراسل الصحيفة في القدس، أوضحت الصحيفة أن من بين هؤلاء صابرين زبيدات (30 عاما) وزوجها وسام (42 عاما)، وقد أعيدوا إلى مطار بن غوريون في تل أبيب الشهر الماضي، مع أبنائهم الثلاثة (ما بين الثالثة والثامنة) وسيواجهون سجنا.
وتمثل عودتهم نهاية رحلة طويلة، امتدت لعام في "أراضي خلافة"
تنظيم الدولة في سوريا والعراق، حيث قاتل وسام مع العائلة، بينما كانت صابرين تراقب الكاميرات الأمنية في مستشفى، قبل أن يصلوا في 22 أيلول/ سبتمبر إلى إسرائيل ويعتقلوا مباشرة.
وتم إقناع العائلة بالعودة، بعدما أصيب وسام في ساقه أثناء المعارك، ونجحوا في الخروج في المرة العاشرة بعد عبور الحدود الخطيرة مع تركيا، ونجحوا في الخروج من سوريا مع المهربين الذين دفع لهم والد صابرين، بحسب "الغارديان".
بعيدا عن التطرف
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسرة تنحدر من عائلة تتحدث العبرية، وتعمل، ومن الطبقة الوسطى، موضحة أنها "بعيدة جدا عن التطرف" الذي يمثله تنظيم الدولة، معتبرين أن هذا القرار مثل لهم صدمة و"مصدرا للعار".
وقال أحد أفراد العائلة للصحيفة إن "كل شخص لديه رأس بين كتفيه يعلم أن الجحيم هنا أفضل من تنظيم الدولة"، أثناء حضور العائلة أمام محكمة بتهمة الانضمام "لمنظمة عدوة".
"أسرة داعش"
وقالت الصحيفة إن "أسرة داعش" تشير إلى ظاهرة العائلات الإسرائيلية مع تنظيم الدولة.
وتسلط الحادثة أسئلة كثيرة للأقارب، ليس على كيفية تطرف عائلة زبيدات على الإنترنت -بعيدا عن عيون الأجهزة الإسرائيلية والأقارب- بل وعلى كيفية القيام بالعلاقات الضرورية لترتيب السفر إلى الرقة.
وبحسب التحقيق، فإن الزوجين، صابرين التي تعمل ربة منزل، ووسام الذي يبيع الأثاث، غادروا في 16 حزيران/ يونيو ليزوروا أقارب لهم في رومانيا، ثم سافروا إلى تركيا، حيث قاموا بالتواصل مع حامل للجواز الإسرائيلي من أم الفحم انضم إلى التنظيم في عام 2013.
وعند تسليم جوازاتهم ذهبوا إلى الرقة أولا، وهناك تم فصل وسام وصابرين عن أبنائهم وإرسالهم إلى معسكر تدريبي في العراق قبل أن يرسلوا إلى الموصل، حيث أصيب وسام في ساقه في غارة جوية.
"عار وغضب"
وقال مراسل الصحيفة إن عائلة صابرين التي تعيش في قرية من عرب إسرائيل خارج سخنين، تضم ضابطا متقاعدا مع الشرطة الإسرائيلية ومعلما، مشيرا إلى أنهم "يشعرون بالغضب والعار" مما فعلته قريبتهم.
وفي مقابلات مع "الغارديان"، وصفوا كيف سافرت صابرين في ليلة واحدة إلى رومانيا لزيارة شقيقها الذي يدرس الطب هناك، حيث قال أحد أفراد العائلة إن "اثنين من أشقائها كانا ينامان في الغرفة، وأيقظتهما وقالت إنها مسافرة للعراق"، ولم يفهما ما قالته إلا لاحقا.
وأوضح القريب أن العائلة "لها أسئلة كثيرة عما جرى"، متسائلا: "لماذا لم يتم إيقافهم وإشعارهم؟"، مؤكدا أنهم أبلغوا السلطات حالما اختفت العائلة، رغم أنهم لم يعلموا ما الذي كانوا يخططون له.
غير متوقعين
وقالت الصحيفة إن انضمام الزوجين إلى التنظيم غير متوقع، حيث يقول أحد الأقارب إن وسام "بائع ناجح، واعتاد أن يتفاخر بأن زبائنه من الأمن الإسرائيلي، بينما لم تكن صابرين متدينة ولم تظهر اهتمامها بالأحداث".
وقال أحد الأقارب إنه تفاجأ من صورتها وهي محجبة بالحجاب الكامل، متسائلا: "متى أصبحت هكذا؟"، قائلا: "ربما كانت تظن أنها في مغامرة، أو أرادت أن تصبح مشهورة أو اعتقدت أنه سيتم تذكرها خلال 100 عام"، متسائلا: "من كانت تظن أنها ستحرر في سوريا؟ أو ستحرر في العراق؟".
وأضاف: "نحن أناس لا نصنع المشاكل، وموالون لهذه الدولة"، مؤكدا أنهم يستحقون السجن بسبب ما فعلوه.
قلق إسرائيلي
وتعتبر حادثة زبيدات هي الحادثة الثالثة خلال شهر، بعد اعتقال وإيقاف ستة مقيمين في القدس المحتلة، قاموا بعمل مجموعة دراسة مستلهمة من التنظيم، وخططوا للذهاب إلى التنظيم في سوريا أو مصر.
وإن كانت أسباب الذهاب للتنظيم غامضة بالنسبة للعائلة، فإن أسباب العودة واضحة، بحسب الصحيفة، التي نقلت قولهم للمحققين، عن أنهم "واجهوا قصفا عنيفا تسبب بدمار واسع وخسائر كبيرة في منطقة الإقامة، تسببت بحالة من الهلع للأطفال".
وتحدث التقرير عن "إدارة تنظيم الدولة القاسية والحكم التمييزي ضد النساء والطرق القاسية للعقاب مثل قطع الأعضاء والجلد وقطع الرؤوس"، وأن "الحسبة" وضعت ملابس محددة للنساء، وحدا لطول اللحية.
ويرعى الأقارب الأطفال في عائلة صابرين، ويقول أحد الأقرباء: "إننا سعداء بعودة الأطفال بالسلامة"، مستدركا بالقول: "أما بالنسبة للأهل، فكأن القرية كلها في عزاء، فنحن لا نريد مثل هؤلاء بيننا"، مؤكدا أن "موتهم كان سيمثل عارا أقل لنا".