سياسة دولية

إيرانيون يحتفلون بذكرى "كورش".. هتافات سياسية مثيرة (شاهد)

آلاف المتظاهرين احتشدوا حول قبر "كورش" في باسارغاد القريبة من مدينة شيراز الجنوبية ـ أرشيفية
خرج آلاف الإيرانيين في مسيرات للاحتفال بعيد "كورش"، ولم تفلح القوات الأمنية في منعهم من الوصول إلى مكان الاحتفال وإطلاق شعارات قومية.

ونجح المتظاهرون في الاحتفال بما أطلقوا عليه يوم "كورش"، وهو ملك فارس القديم الذي يتردد أنه أول من أصدر إعلانا عالميا لحقوق الإنسان فيما يعرف باسم "أسطوانة كورش" التي يرجع تاريخها للقرن السادس قبل الميلاد.

وردد آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا حول قبر "كورش" في باسارغاد القريبة من مدينة شيراز الجنوبية، شعارات قومية رغم محاولات الشرطة غلق الطرق وتحويل مسارات المرور عن الموقع الأثري القديم.

ويعتقد القوميون الإيرانيون أن يوم "كورش" هو الذي قام فيه هذا الملك الفارسي بغزو بابل في العراق، حيث أعلن أن جميع البشر متساوون، ويقال إنه أطلق سراح العبيد ومن بينهم آلاف اليهود.

ويحيي القوميون الإيرانيون هذا اليوم منذ سنوات عديدة، ولكن ليس بهذه الأعداد الكبيرة.

وأظهر فيديو بُث على مواقع التواصل الاجتماعي أعدادا كبيرة من الإيرانيين الذين شاركوا في إحياء يوم "كورش"، ويرددون هتافات تطالب باحترام حقوق الإنسان في إيران.

                                              

ويشير بعض العلماء إلى أسطوانة "كورش" على أنها أول ميثاق لحقوق الإنسان في العالم، كما أنها مكتوبة بالنقوش المسمارية، وتشجع على حرية العبادة في جميع أنحاء الإمبراطورية الفارسية، وتسمح للسكان الذين تم تهجيرهم بالعودة إلى أوطانهم.

وكانت هذه الأسطوانة المصنوعة من الصلصال على شكل برميل قد دفنت في مدينة بابل بعد أن استولى "كورش" على المدينة، وأعيد اكتشاف الأسطوانة عام 1879 في العراق على يد عالم الآثار والدبلوماسي البريطاني هورموزد راسام.

شعارات سياسية

وكان لافتا في المناسبة إطلاق شعارات سياسية، أهمها شعار الإصلاحيين الذي رفعوه في انتخابات 2009، وهو "لا غزة ولا لبنان، كلنا فداء إيران"، أما الأهم في هو مطالبتهم بالخروج من سوريا، ما يشير، بحسب مراقبين تواصلت معهم "عربي21" من الداخل الإيراني، إلى أن المتجمعين كانوا في غالبيتهم من أنصار التيار الإصلاحي الذين يريدون الاهتمام بالشأن الداخلي بعيدا عن التورط في حروب مكلفة في الخارج.



كورش الكبير

كورش من أشهر ملوك فارس (560 - 529 ق م) واسمه كورش بن كمبوجية بن كورش بن جيشبيش بن هخامنش، أحد أعظم ملوك الفرس الأخمينية، استولى على آسيا الصغرى وبابل وميديا، حكم من (550-529) ق.م. وقتل في ماساجت ودفن في باسارغاد.

ويرى البعض أن كورش الكبير هو "ذو القرنين" الذي ورد ذكره في القرآن في سورة الكهف، ويذكر البعض بأنه كان مؤمنا بالله وباليوم الآخر، يدل على ذلك ما في كتب العهد العتيق ككتاب عزرا، الإصحاح 1 وكتاب دانيال، (الإصحاح 6) وكتاب أشعياء، (الإصحاح 44 و 45) من تجليله وتقديسه حتى سماه في كتاب أشعياء راعي الرب، وقال في الإصحاح الخامس والأربعين: "هكذا يقول الرب لمسيحه لكورش الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمما وأحقاء ملوك أحل لأفتح أمامه المصراعين والأبواب لا تغلق.. أنا أسير قدامك والهضاب أمهد أكسر مصراعي النحاس ومغاليق الحديد أقصف.. وأعطيك ذخائر الظلمة وكنوز المخابي. لكي تعرف أني أنا الرب الذي يدعوك باسمك. لقبتك وأنت لست تعرفني"