نشرت مواقع إخبارية وصفحات إلكترونية موالية للسلطات
المصرية، في الساعات الأخيرة، ما اعتبرت أنه "أول اعترافات لخلية شرشوب همام" الكوميدية، مشيرة إلى أنه حصل على ثمانية دولارات من آخر فيديو قام بنشره، وفقا لاعترافاته.
وبحسب تلك المواقع والصحف والصفحات، نقلا عن تعميم سري من وزارة الداخلية المصرية، فقد أكد صاحب الفيديوهات الساخرة الشهير بـ "شرشوب همام"، التي كان يسخر فيها من المسؤولين والأوضاع الاقتصادية بالدولة، في اعترافاته بعد القبض عليه، أنه لم يقصد من تلك الفيديوهات أي غرض سياسي، ولكن كان هدفه الرئيس هو الضحك، وجمع المال، من خلال المشاهدات التي يحصل عليها.
وتبين من التحقيقات، بحسب رواية الأجهزة الأمنية، أن المدعو " كامل همام حسين عبد الحفيظ"، الشهير بـ"شرشوب همام"، يعمل بائعا متجولا في مركز ساحل سليم التابع لمحافظة أسيوط، وأكد أنه لا علاقة له بالقنوات الإخوانية، وأنه رفض العمل معها، وأنه سوف يقوم بمقاضاتها لقيامها بنشر فيديوهاته عبر شاشاتها.
ووفقا للرواية الأمنية أيضا: "تبين من التحقيقات قيام كل من: ضياء شاكر، طالب بمعهد الخدمة الاجتماعية، وحسام صلاح أحمد، طالب بمعهد التعاون، يقيمان بالمركز نفسه، برفع تلك الفيديوهات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف الحصول على الأموال".
اعترافات أفراد "خلية شرشوب"
وفي مقطع الفيديو المسجل بمعرفة الأجهزة الأمنية المصرية، أشار الطالب بمعهد الخدمة الاجتماعية، ضياء شاكر، وقد بدا عليه الفزع والارتباك، إلى رغبة شرشوب في عمل فيديو ساخر..قائلا: "سجلنا له الفيدديو، ونشرناه على أساس يحصل على فلوس من ورائه"، مؤكدا أن الغرض من الفيديو كان "الضحك والهزار والفلوس".
واتهم شاكر فضائية "مكملين" (المناهضة للانقلاب، والتي تبث من تركيا) بأنها أخذت الفيديو، لذلك رفع شرشوب قضية عليها، بحسب قوله.
ومن جهته قال شرشوب في الاعترافات، وقد بدت كدمات على أنفه وأسفل عينيه، إنه يعمل فيديوهات منذ عام 2007، هو ومصور صديق له، واصفا إياها بأنها "ما لهاش أي غرض سياسي".
وأردف: "أنزل هذه الفيديوهات على يوتيوب، والغرض الأرباح لأنها تحقق نسبة مشاهد عالية، فتكون الأرباح عالية.. يعني طلعت لي آخر مرة ثمانية دولارات، وليس لي أي غرض سياسي"، مضيفا: "كنت أعمل هذه الفيديوهات في إطار الضحك واللعب والهزار، في قعدة حلوة، ليس فيها أي قصد سياسي.. والناس كلها في البلد عارفة أنني كده، وعملت فيديوهات كثيرة إشمعنى يعني الفيديو ده اللي اختاروه، وأخذوه، ما أعرفش إيه غرضهم من كده، تشويه صورتي أم صورة البلد".
واستطرد: "بالنسبة لي، ليس لي أي غرض سياسي، أنا بياع ترمس مالي أنا ومال السياسة"، مؤكدا أن كل ما يريده: "أطلع حاجة تساعدني على المعاش بتاعي من على اليوتيوب".
ومتهما "قناة "مكملين" قال: "سرقت الفيديوهات بتاعتي، وطلبوا أكثر من مرة إجراء حوارات معي، وأنا رفضت، وأنا كلفت المحامي بتاعي يقاضي هذه القناة.. وأي قناة تأخذ فيديو من فيديوهاتي سأقاضيها برضه.. وأنا ليس لي أي غرض سوى اللعب والضحك، وأن أربح مالا لظروفي.. وليس لي أي غرض سياسي".
وأخيرا، جاءت اعترافات الطالب بمعهد التعاون، حسام صلاح أحمد، الذي قال: "في يوم كنا قاعدين أنا وأصحابي في الشارع قعدة صفاء وضحك زي أي قاعدة عادية، وجاء شرشوب بطبيعته الفكاهية، وطلب عمل فيديو ضاحك له".
وأضاف: "عملنا الفيديو الضاحك، ونشرناه على "فيسبوك"، وبدأ ينتشر، ويعمل نسبة مشاهدة عالية، على أي أساس الضحك والفكاهة.. فقرر شرشوب نعمل قناة على "يوتيوب" للاستفادة منها بفلوس نسبة المشاهدة.. وفي يوم جاءةت قناة "مكملين"، وطلبت منه يعمل لها فيديو على طريقتها فرفض، فسحبت الفيديو الأخير لشرشوب، وقامت بعرضه".
رؤية الأجهزة الأمنية
في مقابل تسجيل هذه الاعترافات، خفضت الأجهزة الأمنية عدد القضايا والاتهامات التي تتهم بها شرشوب من 16 قضية واتهاما ما بين "مخدرات، ونشل، وضرب، وتحريض على الفتنة الطائفية"، إلى قضيتين اثنتين فقط، الأولى مخدرات، ومحكوم عليه فيها بالسجن 3 سنوات، والثانية "ازدراء أديان"، ومحكوم عليه فيها بالسجن 3 سنوات حكما غيابيا (قابلا للاستئناف).
وكانت النيابة المصرية اتهت شرشوب، لدى التحقيق معه، عقب القبض عليه، بالتطاول على عدد من رموز الدولة، وتوجيه إسقاطات على أداء الحكومة في بعض الأزمات التي مرت بها المحافظات خلال الأيام القليلة الماضية بطريقة كوميدية مدعومة بألفاظ نابية، وسباب.
واتهمته بأنه يتعاون مع القنوات الإخوانية التي تبث من تركيا وقطر، التي قامت ببث هذه الفيديوهات، مدعية على خلاف الحقيقة، أنها واقع يعبر عن حال الشعب المصري، وأن هناك ثورة شعبية بمصر.
ومن جهته، قال مصدر أمني بمديرية أمن أسيوط، بحسب صحيفة "اليوم السابع"، الموالية للسلطات، إن " شرشوب" شخصية عادية جدا، وعُرف بأسلوبه الساخر، ولكن تم استغلاله من قبل البعض للإساءة لرموز الدولة والقضاء والإعلام ومؤسساتها، وظهر ذلك جليا فى آخر فيديو له إذ يقوم شخص خلف كاميرا الموبايل أو كاميرا التصوير بإملاء بعض العبارات عليه، ويذكره مثلا بـ"11/ 11".
قصة "شرشوب همام"
وكان قد انتشر على نطاق واسع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، مقطع فيديو لشرشوب يوجه فيه رسالة إلى رئيس الانقلاب، عبدالفتاح
السيسي، يطالبه فيها بالرحيل.
وفي المقطع سخر شرشوب من الإعلاميين الموالين للسيسي، ووصفهم بأنهم "زبالة"، مشددا على ضرورة رحيله "بالذوق، وإلا هننزل ضده شايلين أكفاننا وهنشيله بالعافية"، منتقدا موقفه من الشعب السوري، وتصويته مع القرار الروسي، وطالبه بفتح معبر رفح.
وتبادل النشطاء مقطع الفيديو بأسماء وعناوين مثيرة، أسبغوا فيها صفات عدة على شرشوب، تثني على شجاعته وفصاحته، فيما قام الإعلامي والكاتب الصحفي، سليم عزوز بمشاركة المقطع، في حسابه على موقع "تويتر"، تحت عنوان "بيان من الزعيم شرشوب من ساحل سليم بأسيوط إلي الرجل "الهلس".
ووصف نشطاء "شرشوب" بأنه أجدع وأجرأ وأقوى وأشجع رجل صعيدي، وقالوا إنه هدد وجلد وقهر السيسي في دقائق، وقال كلمة الحق، ومسح بكرامته الأرض، وزلزل مصر، ووصف حالها. وتساءل أحدهم: "تخيلوا الرجل ده.. هيعيش بعد كده؟".
وبعد نشر مقطع الفيديو بأيام، جاء القبض على "شرشوب"، في ظل حملة اعتقالات واسعة تشنها السلطات المصرية حاليا، مستهدفة عشرات الطلاب والناشطين، كضربة استباقية لمظاهرات 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، المزمع تنظيمها من قبل معارضي السيسي، تحت شعار "ثورة الغلابة"، للمطالبة برحيله.