أبو الوليد الصحراوي كان مسؤولا في شبيبة البوليساريو الداعية لانفصال الصحراء عن المغرب ـ أرشيفية
جدد أبو الوليد الصحراوي، أمير ما يسمى بـ"كتيبة المرابطون"، المطرود من "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، مبايعته لأبي بكر البغدادي خليفة للمسلمين، ودخوله في صفوف تنظيم الدولة، في شريط فيديو نشرته وكالة "أعماق".
بيعة البغدادي
وأعلن أبو الوليد الصحراوي أمير كتيبة المرابطون الناشطة في شمال مالي بالقرب من الحدود الجزائرية، في شريط نشرته وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش، دخوله في بيعة زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي.
وأظهر شريط الفيديو، الذي مدته دقيقتان ونصف مجموعة من الملثمين وحاملين لأسلحة من مختلف الأنواع ورافعين راية داعش السوداء، ولم يظهر الفيديو بدقة المكان الذي يتواجدون فيه.
ويعتبر مراقبون أن هذه البيعة ليست جديدة، والجديد فيها هو نسبتها إلى "كتيبة المرابطون" التي يقودها الجزائري "مختار بلمختار" الشهير بـ"بلعور"، ذلك أن أبا الوليد الصحراوي أقيل في 2015 من "الكتيبة" بسبب مبايعة تنظيم الدولة.
من يكون الصحراوي؟
عدنان أبو الوليد الصحراوي، هو لحبيب عبدي سعيد، المعروف بالإدريسي لحبيب، من مواليد مدينة العيون أحد أهم مدن الصحراء المغربية المتنازع عليها، ينتمي لقبيلة الرقيبات، التحق بمخيمات اللاجئين في بداية التسعينيات، درس بالجزائر حيث حصل على الليسانس في علم الاجتماع من جامعة منتوري بمدينة قسنطينة، يتحدث 3 لغات.
انتقل الصحراوي بعد دراسته إلى العمل في "اتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب"، من سكان دائرة الحكونية ولاية العيون، وانضم إلى جبهة البوليساريو التي تناضل من أجل استقلال الصحراء عن الدولة المغربية، وكان مسؤولا في منظمة اتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب المقرب من الجبهة البوليساريو الانفصالية.
أبو الوليد "جهاديا"
ظهر أبو الوليد الصحراوي في تشرين الأول/ أكتوبر 2011، بعدما تبنى تنظيم "حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا"، خطف 3 مواطنين أوروبيين بمخيمات جبهة البوليساريو في تندوف جنوب غربي الجزائر، حيث أعلن اتباع نهج أمير القاعدة أيمن الظواهري.
سيعود أبو الوليد للواجهة من جديد حينما طالب في نيسان/أبريل 2012 كمتحدث باسم تنظيم "حركة التوحيد والجهاد" بفدية قيمتها 30 مليون يورو للإفراج عن الرهائن، كما طالب بفدية أخرى قيمتها 15 مليون يورو، وإطلاق سراح سجناء، للإفراج عن 7 دبلوماسيين اختطفتهم من غاو بشمال مالي.
وأعلن الصحراوي خبر إعدام الدبلوماسي الجزائري الطاهر تواتي بعد خطفه من قنصلية بلاده في غاو إحدى أكبر مدن شمال مالي.
وعقب إعلانه أميرا على جماعة "المرابطون" أعلن عدنان أبو الوليد الصحراوي، في 15 أيار/مايو 2015 مبايعة الجماعة لأبي بكر البغدادي زعيم داعش، وفق ما ورد في تسجيل صوتي.
ونفى الصحراوي الناطق الإعلامي باسم "جماعة المرابطون" الإرهابية، أية صلة للجماعة بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
الطرد من "المرابطون"
في 22 تموز/يوليو 2015 حسم مجلس شورى "كتيبة المرابطون" الجدل حول العلاقة المتأرجحة بين الارتباط بـ"تنظيم الدولة" وبين "تنظيم القاعدة"، عبر مبايعة مختار بلمختار الشهير بـ"لعور" أميرا "للكتيبة"، عوض عدنان أبي الوليد الصحراوي.
وجددت "كتيبة المرابطون"، التي تنشط شمال مالي والصحراء الكبرى، في بيان لها بيعتها لتنظيم القاعدة، الذي يقوده أيمن الظواهري، معلنة بشكل رسمي عدم بيعتها للتنظيم الدولة الذي سبق وأعلنه أبو الوليد.
وأكدت "المرابطون"، عزل أميرها الحالي عدنان أبو الوليد الصحراوي، وتنصيب المختار بلمختار المكنى بخالد أبو العباس أميرا جديدا، كما أعلن تبرؤه من تنظيم الدولة.
ولم يتردد بيان "المرابطون" في التبرؤ من تنظيم الدولة، واصفا تصرفاته بالمخالفات الشرعية، وقال: "نبرأ إلى الله تعالى مما صنعت دولة البغدادي وروافدها من اجتهادات ومخالفات غير شرعية في تفريق صفوف المجاهدين وسفك دماء المسلمين المعصومة".
وقالت الكتيبة في بيانها، إنها تتمسك ببيعة تنظيم القاعدة، وأعلنت تشبثها بمنهج زعيمه ومؤسسه أسامة بن لادن، "منهج أهل السنة والجماعة بعيدا عن الغلو والإرجاء".
وأعلنت أن مجلس الشورى اجتمع "وقرر تنصيب الشيخ المجاهد خالد أبو العباس أميرا على المرابطين".
أصل الخلاف
الخلاف بين مجلس شورى المرابطون وبين أميره الصحراوي، خرج إلى العلن في أيار/مايو الماضي، حين رفض أمير كتيبة المرابطون مختار بلمختار بيعة البغدادي التي أعلنتها جماعة المرابطون، في تسجيل صوتي وقع باسم عدنان أبو الوليد الصحراوي، مؤكدا أن البيان المعلن "لا يلزم شورى المرابطين". وأكد بلمختار التزامه ووفاءه "ببيعة أيمن الظواهري على الجهاد في سبيل الله تعالى".
ووصف بلمختار في بيان له بعد يومين فقط، بيعة البغدادي بأنها لم تلتزم "بشروط وعهود الشورى في التنظيم"، كما أنها خالفت "مخالفة صريحة البيان التأسيسي الذي حدد منهج وسلوك التنظيم" ووعد بلمختار ببيان آخر عن مجلس شورى جماعة "المرابطون" بعد إجراء مشاورات حول الأمر.
وتأسس تنظيم "المرابطون" في آب/أغسطس 2013 بعد اتحاد تنظيمي "جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا"، و"جماعة الملثمون/الموقعون بالدم"، وتعاقب على قيادته ثلاثة أمراء: أبو بكر المصري، وأحمد ولد العامر، وعدنان أبو الوليد الصحراوي، وقد قتل اثنان منهم، بينما قرر مجلس الشورى عزل الثالث وتنصيب الأمير الجديد المختار بلمختار.