نشرت صحيفة "فرانكفورت ألغمين" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن ظهور العديد من المؤشرات التي تدل على أن سنة 2016 شهدت بداية إرساء الجمهورية التركية الثانية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن
تركيا باتت تشهد ملامح سياسة جديدة في السنوات الأخيرة، خاصة منذ تولي رجب طيب
أردوغان منصب الرئاسة في 28 آب/ أغسطس سنة 2014.
ومنذ هذا التاريخ، سعى أردوغان إلى إحداث جملة من التغييرات الجذرية على المستوى الداخلي والخارجي، كما تخلى جزئيا عن نظام الحكم السابق الذي ارتبط بالجمهورية الأولى التي أسسها مصطفى كمال
أتاتورك.
ومن بين الإجراءات التي قام بها أردوغان؛ دعمه للجيش التركي، ونشر قواته في شمال سوريا والعراق، ومطالبته باسترجاع أراض كانت تنتمي إلى الإمبراطورية العثمانية. بالإضافة إلى ذلك، يسعى أردوغان إلى تعزيز مكانته داخل البلاد من خلال التصدي لمحاولات الانقلاب التي تحاك ضده، على غرار عملية الانقلاب الفاشلة التي حدثت في 15 تموز/ يوليو الماضي.
كما طرأت تغييرات على المستوى الاجتماعي، من خلال مساهمة أردوغان في إرساء نخبة مثقفة جديدة من شباب الطبقة الوسطى، بدلا من النخبة القديمة الموالية للغرب، في كل من إسطنبول وأنقرة.
وعلى الرغم من تغيير تلك النخبة، إلا أن الرئيس التركي حافظ على بعض مبادئ الجمهورية الأولى، وهي "جمهورية أتاتورك". ويظهر ذلك أساسا من خلال حفاظه على مبادئ القومية التركية العلمانية، واعتماده على منهج فصل الدين عن الدولة.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من اختلاف سياسات كل من أتاتورك وأردوغان، إلا أن ضمان استقلال تركيا باعتماد ما يسمى "الميثاق الوطني" كان هو الرابط الذي جمع بينهما.
وأوردت الصحيفة أن أردوغان واجه العديد من التحديات بعد عملية الانقلاب الفاشلة التي صبت لمصلحته عبر إضعاف معارضيه، حيث نال مزيدا من الدعم الشعبي، وأعاد بناء جمهورية جديدة تتماشى مع أفكاره، وحفّز الأتراك على التصدي لـ"الأعداء" الذين يهددون وحدة الدولة التركية وسيادتها.
وكان الجيش يعارض التدخل في سوريا، لكن بعد فشل محاولة الانقلاب، بات موقع الرئيس أقوى، ولم يعد ممكنا بالنسبة له البقاء مكتوف اليدين، بينما بدأت الوحدات الكردية بالسيطرة على أراض في سوريا وملء الفراغ الذي يتركه تنظيم الدولة فيها.