تخطط
المصارف الإسلامية العراقية لعقد اجتماع موسع خلال الشهرين المقبلين، لبحث إجراءات تفعيل الاقتراحات التي قدمتها جمعية المصارف الإسلامية العراقية خلال "منتدى التمويل الإسلامي" في تونس مؤخرا، والذي تبنّت خلاله دور أدوات التمويل الإسلامي في تحقيق التكامل الاقتصادي العربي من منظور الأسواق الحدودية.
وقال رئيس جمعية المصارف الإسلامية العراقية، صادق الشمري، إن السوق الحدودية تعني سوق منتجات التمويل الإسلامي، وتجمع المشترين والبائعين وتتميز بالتعاون بين العرض والطلب من خلال منتجات وسلع وبضائع، وهو ما دعت إليه جمعية المصارف في المنتدى، حيث اقترحت إنشاء بنك تنمية إسلامي للدول العربية، على غرار البنك الإسلامي للتنمية.
وأوضح وفقا لصحيفة "الحياة"، أن المشاركين في المؤتمر أبدوا اهتماما كبيرا باقتراح إنشاء مشروع مارشال لمساعدة الدول العربية الفقيرة وتنشيط عمل الأسواق الحدودية بين الدول العربية من خلال عمليات تمويل الأسواق، وضرورة العمل على إلغاء القيود على النقد، التي تعتبر من أبرز المعوقات أمام المبادرات في الأسواق الحدودية، وتوحيد النقد بين الدول العربية لتأسيس نواة لعملة عربية موحدة، ما يتطلب وضع ترتيبات خاصة للدول العربية للنهوض باقتصادات الدول الأقل تطوراً وتقدماً والأشد فقرا.
وشدّد على ضرورة أن تشكل بعض الدول العربية نواة للتنظيم التكاملي في أدوات التمويل الإسلامي للأسواق الحدودية، وضرورة إنشاء بنك مركزي للدول العربية لتفعيل إصدار عملة عربية موحدة، على الأقل للدول العربية التي تتشارك الحدود، بهدف تفعيل هذه الأسواق وتسهيل التبادل.
وأشار الشمري إلى اقتراح مهم أيضا يتعلق بضرورة إنشاء صندوق تأمين تكافلي تساهم فيه الدول العربية المنتجة للنفط، بهدف مساعدة الدول العربية الفقيرة وتطوير أسواقها الحدودية.
ولفت إلى أن جمعية المصارف الإسلامية العراقية ستعد دراسة حول تشريع الاستثمار في الصكوك الإسلامية (صكوك الإجارة، السلم، وغيرها)، ما يوفر أساسا صلبا لتطوير هذه الأدوات وتنشيط الأسواق الحدودية.
وأضاف أن هذه الخطوات تساهم في تعزيز قدرات صندوق النقد العربي، ليساهم بدوره في تصحيح الخلل في موازين المدفوعات لمساندة أدوات التمويل الإسلامي وتطويرها وتعزيز دورها في تنشيط الأسواق الحدودية، وبالتالي إزالة العوائق أمام جهود التنمية العربية.
واعتبر أن المشاركة في المنتدى عززت فرص التعرف إلى دور عمليات التمويل الإسلامي في تعزيز العمل في الأسواق الحدودية، وإيجاد بيئة حافزة من خلال تنشيط التبادل السلعي في هذه الأسواق، ما يساهم في إيجاد قيمة مضافة على طريق التكامل البيئي والاقتصادي.
ويشهد العراق توسعا أفقيا في ميدان المصارف الإسلامية التي تتزايد أعدادها بشكل كبير، بعدما قدمت خدمات تتناغم وجمهور المستفيدين، وتعتمد على موجودات ثابتة تعدّ ضماناً لحقوق المودعين.
وأوضح الشمري أن استخدام أدوات التمويـــل الإسلامي في الأسواق الحدودية يساهم في تحقيق ميزة تنافسية للسلع وتعزيز التكامل الاقتصادي بينها لتصبح قوة اقتصادية فاعلة أمام التكتلات الاقتصادية والمنافسة الشديدة التي تواجهها منتجات الدول العربية.