تزاداد معاناة
النازحين من مدينة
الموصل، بشكل يومي مع الأعداد الكبيرة التي تنزح هربا من وقع المعارك التي تخوضها القوات
العراقية والبيشمركة ضد تنظيم الدولة، ولتلك المعاناة أوجه عدة، حسبما لخصها مسؤولون حكوميون ومنظمات إغاثية.
ويستقبل إقليم
كردستان العراق، الحصة الأكبر من أعداد النازحين، حيث يصل يوميا إلى الإقليم نحو 1500 عائلة، في وقت تشكو فيه حكومة الإقليم من قلة
الدعم المالي لمواجهة تلك الأزمة التي يتوقع أن تتجاوز أعداد النازحين فيها إلى مليون نازح.
"بلا مأوى".. ونقص الغذاء والدواء
ويرى عضو لجنة الهجرة والمهجرين أحمد السلماني في حديث لـ"
عربي21" أن معاناة النازحين الأساسية تكمن بفقدان المأوى ، حيث تعاني الأماكن المخصصة للنازحين من نقص حاد بعدد
الخيم المجهزة.
وأضاف أن المواد الغذائية والطبية الأساسية والفرش هي مواد شبه معدومة في الكثير من المخيمات، في وقت يستقبل فيه إقليم كردستان العراق نحو 1500 عائلة يوميا. فيما وصل العدد الكلي لحوالي 55 ألف نازح بعد مضي شهر من معارك الموصل .
ولفت إلى أن " معاناة الأطفال الرضع تحديدا كبيرة، لأن المخيمات خالية من حليب الأطفال، ففي المرحلة السابقة ناشدنا التجار في محافظتي نينوى والأنبار لتوفير مادة الحليب، لكنها غير كافية ونفذت بسرعة".
من جهته، قال مدير إعلام محافظة أربيل حمزة حميد لـ"
عربي21" إن "إقليم كردستان يواجه أزمة كبيرة تتمثل بموجات النزوح الكبيرة التي يستقبلها"، لافتا إلى أن"هناك تنسيق مع الحكومة الاتحادية في بغداد لإنشاء مخيمات جديدة".
وشدد على أن الإقليم فتح أبوابه لاستقبال النازحين وتوفير الأمن لهم وهو المطلب الأساس للفارين من المعارك الجارية، إلا أن أماكن النزوح بحاجة إلى كرفانات تلائم الأجواء الباردة المقبلة في فصل الشتاء.
بدوره قال أحمد الملاح المنسق العام لمشروع نينوى أولا (مؤسسة مجتمع مدني) لـ"
عربي21" إن "المخيمات المجهزة لاستقبال النازحين تحتوي على أعداد خيم، لا تتوافق مع أعداد العوائل النازحة الأمر الذي يجعل العشرات تتشارك بخيمة صغيرة لا تتسع لهم".
ولفت إلى أن تزامن النزوح مع بداية فصل الشتاء، ووجود المخيمات في مناطق صحراوية تصل دراجات الحرارة فيها إلى ما دون الصفر، مع فقدان المشتقات النفطية الكافية للتدفئة يجعل الأوضاع أكثر صعوبة .
كما أن عدم القدرة على مغادرة المخيمات إلى محافظات أخرى أو الموافقة على طلبات اللجوء خارج البلاد ، تشكل بدورها معاناة أساسية ، يضاف لها قلة الدعم في المواد الغذائية والخدمية من مرافق صحية ومياه غسيل وكهرباء الأمر الذي يفاقم المعاناة، حسبما ذكر الملاح.
قلة الدعم المالي
ومن أبرز العقبات التي تقف في وجه حل المشكلات الأساسية للنازحين قلة الدعم، وهو ما اكده النائب أحمد السلماني لـ"
عربي21" بالقول إن اللجنة العليا للنازحين التي شكلتها الحكومة من وزارات عدة منها التعليم والكهرباء والهجرة، لا تشهد تعاونا فيما بينها ،وعليه فإن الثقل الكبير واقع على وزارة الهجرة الأقل إمكانية من بين الوزارات ".
وعلى الرغم من تلقي المنظمات الإغاثية الدولية أموالا كبيرة من المجتمع الدولي، إلا أنها تقدم خدمة قليلة جدا لا تتناسب وحجم الأموال المستلمة، وأدائها ضعيف للغاية في خدمة النازحين، وفقا للسلماني.
وأشاد السلماني بدور إقليم كردستان العراق، الذي وصفه بالمشرف في استقبال النازحين من مدينة الموصل، داعيا في الوقت ذاته الحكومة العراقية إلى توفير الدعم الكافي لمخيمات النزوح في كردستان العراق.
ودعا مدير إعلام أربيل عبر "
عربي21" إلى دعم دولي لمواجهة الأزمة الكبيرة التي تصل إلى إقليم كردستان العراق يوميا والتي من المتوقع أن تزداد مع تقدم القوات الأمنية العراقية والبيشمركة في المعارك ضد تنظيم الدولة.
من جهته، ثمن الناشط العراقي من محافظة الموصل أحمد الملاح، دور إقليم كردستان من ناحية الترتيب والتأمين من الناحية الأمنية، معربا عن اعتقاده بأن الإقليم يستطيع تقديم الأفضل لكنه جيد بشكل عام.
الجانب التعليمي
وفيا يخص مصير الطلبة النازحين، قال عضو لجنة الهجرة والمهجرين النيابية، إن "وزارة التربية تعهدت بإيجاد حل لأزمة الطلبة ولاسيما الصفوف المنتهية، حتى لا يضيع عليهم الفصل الدراسي ،من خلال توفير كرفانات مدارس داخل المخيمات".
وأكد السلماني، أن "الوزارة افتتحت بالفعل مدارس لمختلف المراحل في بعض مخيمات النزوح حتى لا يحرموا من السنة الدراسية، وأن الوزارة بصدد توسيع هذه التجربة في باقي المخيمات".
أما إقليم كردستان العراق، فإنه مع توفير تلك المدارس في المناطق المؤمنة، معربين عن أملهم بأن تنتهي معاناة الموصل بانتهاء المعارك وعودة النازحين إلى مناطقهم، حسبما ذكر مدير إعلام محافظة أربيل.