اعتبرت منظمة "هيومن
رايتس ووتش" أن اختيار الرئيس المنتخب دونالد ترامب للجنرال المتقاعد مايكل
فلين مستشارا للأمن القومي يظهر تجاهلا مقلقا جدا لمبادئ
حقوق الإنسان وقوانين الحرب.
وأشارت المنظمة إلى أن فلين أيد مرارا مقترحات قدمها ترامب قد ترقى إلى
التعذيب وغيره من جرائم الحرب.
وأوضحت سارة مارغون، مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش في واشنطن: "أظهر مايكل فلين ازدراء صادما لـ"اتفاقيات جنيف" وغيرها من القوانين التي تحظر التعذيب. بمنح هذا المنصب الهام لفلين، سيقوض الرئيس المنتخب ترامب التزام الولايات المتحدة بالقوانين الدولية، وسيسيء لسُمعة أمريكا".
وقال ترامب في عدة مناسبات إنه سيسمح لموظفي الولايات المتحدة بارتكاب الإيهام بالغرق وغيره من أساليب التعذيب. وقال في تجمّع حاشد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 إنه سيوافق على استخدام الإيهام بالغرق "على الفور"؛ لأن "الغبي فقط من يقول إنه بلا جدوى. وحتى إذا كان بلا جدوى، فهم يستحقونه على أي حال؛ بسبب أفعالهم".
وقال في شباط/ فبراير 2016: "لا تقولوا لي إنه بلا جدوى. التعذيب له جدوى أيها الناس". وقال في مناسبة أخرى في الشهر ذاته إنه سيستأنف استخدام الإيهام بالغرق "على الفور" عند استلام مهامه رئيسا، وتابع: "بعض الناس يقولون إنه ليس تعذيبا في الواقع، لنفترض أنه كذلك، لكنهم سألوني: ما الذي تنوي القيام به بشأن الإيهام بالغرق؟ أقول إن علينا أن نفعل ما هو أقوى بكثير من الإيهام بالغرق. هكذا أشعر".
وبعد مناظرة أشار فيها ترامب إلى أنه قد يأمر الجيش الأمريكي بانتهاك القانون عند الاستجواب، بما في ذلك استخدام الإيهام بالغرق، أصدرت حملته بيانا جاء فيه: "أنا... أفهم أن الولايات المتحدة ملتزمة بالقوانين والمعاهدات، ولن آمر جيشنا أو مسؤولين آخرين بانتهاك تلك القوانين، وسأطلب نصحهم بشأن هذه المسائل".
ولكن ترامب اقترح بعد ذلك بوقت قصير أنه سيسعى لتغيير القوانين التي تحظر الإيهام بالغرق وغيره من أساليب الاستجواب المرتبطة بالتعذيب، رغم أن القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي يحظران استخدام التعذيب وغيره من أشكال سوء المعاملة، تحت أي ظرف، ومنذ زمن بعيد.
ورفض فلين مرارا استبعاد اقتراح استخدام ترامب للتعذيب وغيره من جرائم الحرب، وقال لقناة الجزيرة في أيار/ مايو: "أؤمن بترك عديد من الخيارات مطروحة على الطاولة حتى اللحظة الأخيرة الممكنة".
وقال فلين بشأن مقترحات ترامب باستهداف عائلات الإرهابيين المشتبه بهم: "ربما علينا معاينة ظروف تلك الحالات". أجاب فلين أيضا على سؤال لموقع "ذي إنترسيبت" في تموز/ يوليو حول دعم ترامب للتعذيب واستهداف أفراد عائلات الإرهابيين المشتبه بهم، فقال: "هذا ما يفعله رجل مثل دونالد ترامب: يقول: "حسنا، كل الخيارات مطروحة على الطاولة"، إنه رجل لا يمكن التنبؤ بأفعاله في مواجهة عدو عنيد للغاية".
وقالت سارة مارغون: "بدلا من إضافة أنصار التعذيب لإدارته، على ترامب نبذ استخدام التعذيب بشكل قاطع تحت أي ظرف من الظروف".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قالت في افتتاحيتها الاثنين إن ترشيح الجنرال المتقاعد مايكل فلين لمنصب مستشار الأمن القومي أمر مثير للقلق.
وتذكر الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، بالخطاب الذي ألقاه في اجتماع الحزب الجمهوري، حيث تقول: "إن من بين المشاهد المثيرة للقلق في حملة الانتخابات الرئاسية كلها، كان الخطاب الذي ألقاه الجنرال المتقاعد مايكل فلين في مؤتمر الحزب الجمهوري".
وتشير الصحيفة إلى أن "فلين عبر في خطاب ناري عن حزنه لتراجع ما أسماها الاستثنائية الأمريكية، وهاجم بشدة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وانضم الجنرال فلين للجماهير التي كانت تهتف (اسجنها)، وابتسم بمكر ثم صاح: (نعم، هذا صحيح اسجنها)".
وتعلق الافتتاحية قائلة إن "المنظر كان غريبا، لكنه لم يكن مدهشا لمحارب قديم في الاستخبارات العسكرية، الذي بنى سمعته على العناد وسوء اتخاذ القرارات؛ ولهذا يجب على الأمريكيين من الطبقات السياسية كلها الشعور بالقلق؛ لأن الجنرال فلين سيكون مستشار الرئيس المنتخب دونالد ترامب لشؤون الأمن القومي، ومن المحتمل أن يقوم، وبناء على سجله السياسي، بتحفيز أسوأ ما لدى ترامب من دوافع، ويثير الشكوك حول المسلمين، وهناك تضارب في المصالح بين هذه الوظيفة وعمله الاستشاري الدولي".