أطلقت قوات النظام السوري، الأربعاء، عملية عسكرية واسعة على عدة محاور في
جبلي الأكراد والتركمان بريف
اللاذقية، تحت مسمى "التنين البحري"؛ بهدف السيطرة على ما تبقى من مناطق يستحوذ عليها الثوار في المنطقة.
ويأتي الهجوم الجديد، الذي لم يحقق أي تقدم، بعد هدوء استمر نحو شهرين على جبهات القتال.
وقال المسؤول الإعلامي في الفرقة الثانية
الساحلية التابعة للجيش الحر، أبو عمر الحمصي، إن "قوات النظام شنت الهجوم على محاور الحدادة والكبانة والتفاحية بجبل الأكراد، ومحاور عين عيسى والصراف وكلز بجبل التركمان، وذلك بعد قصف مدفعي وصاروخي عنيف طال كافة محاور القتال، ووصل إلى مناطق ريف إدلب الغربي، إضافة إلى غارات مكثفة للطيران الحربي والمروحي".
وأشار أبو عمر، في حديثه لـ"عربي21"، إلى مشاركة عناصر روس إلى جانب قوات بشار الأسد في العمليات العسكرية البرية التي جرت الأربعاء، "إضافة إلى وجود عناصر إيرانيين ومن مليشيات عراقية ولبنانية"، كما قال.
وتحدث عن نجاح "فصائل المعارضة في التصدي لهذا الهجوم، حيث درات المعارك على خط جبهة بطول 13 كيلومترا على مدى اليوم". وقال إن 18 عنصرا، على الأقل، من قوات النظام قتلوا على مختلف محاور القتال، بالإضافة إلى أسر عنصرين آخرين على محور التفاحية.
ولفت أبو عمر إلى أن قوات النظام تمكنت مع بداية المعركة الجديدة من التقدم على أحد المحارس في جبل التفاحية، إضافة إلى تحقيقها تقدما على محور قرية عين عيسى، لكن سرعان ما تمكن الثوار من استعادة السيطرة على كافة النقاط التي خسروها، وأجبروا عناصر قوات الأسد على التراجع.
من جهته، أكد الناشط الإعلامي رستم أبو صلاح، لـ"عربي21"، أن القصف مستمر حتى المساء على مختلف المحاور، وذلك لتغطية عملية سحب قتلى وجرحى قوات النظام، وفق قوله.
وذكر أن الثوار تمكنوا من تدمير مدفع رشاش على تلة رشو بجبل الأكراد، وإعطاب دبابة على تلة المختار بجبل التركمان بعد استهدافها بقذائف مدفع 130، كما استهدفت الفصائل مواقع تمركز قوات النظام على جبهات الساحل بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة أثناء التصدي للهجوم.
وذكر أبو صلاح أن قوات النظام كانت تحضر لهذا المعركة على مدى عدة أيام مضت؛ بهدف الدفع بفصائل الثوار إلى مناطق ريف إدلب، "ولكن التنسيق العالي بين الفصائل المقاتلة على الأرض والاستفادة من التضاريس الجبلية عاملان ساعدا الثوار على صد قوات النظام".
يذكر أن الثوار أوقعوا الثلاثاء عددا من القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام، جراء استهداف مواقع تابعة لهم في جبل الأكراد والتركمان بالمدفعية الثقيلة، كما استهدفت عناصر الفرقة الأولى الساحلية مبنى تتجمع به قوات النظام في قرية عين القنطرة بجبل الأكراد بصاروخ فاغوت ليلي، وفق مصادر ميدانية.