قال مصدر عسكري عراقي إن طيران التحالف الدولي جدد اليوم الخميس قصفه للجسرين الثالث والرابع بمدينة
الموصل شمالي البلاد.
وأوضح العقيد أحمد الجبوري الضابط في قيادة عمليات نينوى أن "طائرات التحالف وجهت فجر اليوم ضربات جوية للجسرين الثالث والرابع اللذين سبق وأن خرجا عن الخدمة خلال الأسبوع الجاري".
وأشار إلى أن "هذين الجسرين يعدان من الجسور الاستراتيجية الخمسة التي لم يبق منها إلا الجسر القديم وهو صغير ولا يتحمل مرور المركبات الكبيرة".
وأضاف أن "الجسر القديم لم يتعرض لأي قصف جوي"، موضحا أنه وردت إليه أنباء أولية عن قصفه غير أنه ثبت لاحقا عدم صحتها.
وكان الجبوري أفاد في وقت سابق بتعرض هذا الجسر للقصف من قبل طيران التحالف ما أدى إلى تدميره وخروجه عن الخدمة.
وعن الغاية من تدمير الجسور أوضح المصدر نفسه أن "القوات العراقية والتحالف تحاول إيقاف تدفق المركبات المفخخة إلى المناطق المحررة في الجانب الأيسر (الشرقي) من الموصل وهي الشرقية والشمالية الشرقية".
ويربط جانب الموصل الأيمن بالأيسر خمسة جسور، وفي حال خروجها مجتمعة عن الخدمة سيتوقف التنقل بين الجانبين بشكل نهائي، ولا تستطيع القوات الأمنية العبور من الجانب الأيسر نحو مركز المدينة أو العكس سوى بطريقة إقامة الجسور العائمة، وهذا يحتاج الكثير من الوقت ويتسبب بتأخر عمليات استعادة المدينة.
تقدم شرق الموصل
وفي السياق ذاته واصلت القوات العراقية التقدم شمال شرق الموصل بعد يوم من استعادة حي "المحاربين"، وفق قائد في جهاز "مكافحة الإرهاب".
وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي أحد قادة جهاز "مكافحة الإرهاب" إن قواته "بعد تحرير المحاربين واصلت تقدمها باتجاه الأحياء المقابلة له".
وأضاف أن قواته تمكنت، حتى عصر اليوم من "استعادة 90% من حي الخضراء، والذي يتكون من المئات من العمارات السكنية التي يشغلها السكان"، من دون التطرق إلى حجم الخسائر في صفوف الجانبين، أو مصير السكان المدنيين.
وبحسب "الساعدي"، فقد اقتحمت القوات العراقية كذلك حيي الأمن والجامعة شمال شرقي الموصل، من أجل استعادتها.
وتواجه القوات العراقية صعوبات كبيرة جدا في عملية اقتحام الأحياء السكنية لمدينة الموصل لاعتماد تنظيم الدولة على العبوات الناسفة والسيارات المفخخة والقناصة وشبكة الأنفاق لسهولة الحركة، فضلا عن ذلك معرفتهم الجغرافية بالمنطقة.
العامري والرعاية الأمريكية
وعلى صعيد التنسيق بين الأطراف المشاركة في معارك الموصل قال مسؤولون أمريكيون وعراقيون اليوم الخميس إن المقاتلين العراقيين من الأكراد والشيعة اتفقوا على تنسيق تحركاتهم بعد عزل الموصل عن باقي المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في غرب العراق وسوريا لدعم الحملة.
وجرى التوصل إلى الاتفاق خلال اجتماع أمس الأربعاء بين قادة قوات البشمركة الكردية المنتشرة في سنجار غربي الموصل وهادي العامري قائد منظمة بدر المدعومة من إيران والتي تمثل المكون الأكبر من التحالف شبه العسكري المعروف باسم قوات
الحشد الشعبي وغالبيته من الشيعة.
وانتشرت مليشيات الحشد الشعبي جنوب غربي الموصل استكمالا لتطويق الموصل.
وتم تطويق الموصل من الشمال والجنوب والشرق على يد قوات تابعة للحكومة العراقية والبيشمركة.
إلى ذلك فر آلاف المدنيين من
تلعفر مع اقتراب الحشد الشعبي منها ويعيش في البلدة غالبية من التركمان.
وقال مسؤولون محليون الأربعاء إن النزوح الجماعي يمثل هاجسا للمنظمات الإنسانية لا سيما مع اتجاه بعض المدنيين صوب مناطق يسيطر عليها التنظيم مما يجعل إرسال المساعدات إليهم أمرا مستحيلا.
أما الذين يفرون من تلعفر فمعظمهم من السنة الذين يمثلون غالبية في محافظة نينوى سواء داخل الموصل أو في محيطها.
وكان هناك شيعة في تلعفر لكنهم فروا منها عام 2014 بعد هجوم تنظيم الدولة على المنطقة.