شبه الكاتب الصحفي الشهير دافيد
هيرست، الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد
ترامب، بزعيم المافيا الأمريكي ذي الأصول الإيطالية
طوني سوبرانو، مشيرا إلى أنه سيضر بالقضية الفلسطينية.
وقال دافيد في مقال نشرته صحيفة "ميدل ايست آي"، إن سوبرانو مثله مثل دونالد لديه أسرة، ولديه أعمال تجارية لا قبل له بالانفصال عنها، ويشعر بأنه غير محبوب وبأنه يساء فهمه.
وتابع هيرست أن "الكلمات التي تفوه بها ترامب في مقابلته مع النيويورك تايمز كان يمكن أن تكون قد خرجت من فم زعيم العصابة الذي يتخذ من نيوجيرسي مقرا له".
ونقل هيرست عن ترامب قوله: "الآن بات بول رايان يحبني، وميتش ماكونيل يحبني. إنه لأمر مذهل كم من الأشياء تتغير بعد الفوز. لطالما أعجبت، ولزمن طويل، بتشاك شومر، لقد جمعت لتشاك الكثير من المال وأعطيته الكثير من المال عبر السنين. أظن أنني أول شخص ساهم بدعم تشاك شومر... لا أدري إن كان على استعداد للاعتراف بذلك، ولكني أعتقد أن ذلك كان أول تبرع لحملته، ومقداره 500 دولار. إلا أن تشاك شومر شخص طيب، وأظن أننا سنتوافق وستكون أمورنا سمنا على عسل".
وأضاف هيرست: "أسابيع قليلة فقط، سوف تشق هذه الشخصية الخرافية (سوبرانو) طريقها نحو البيت الأبيض، وسيكون لذلك الحدث تداعياته".
ونقل هيرست عن ترامب قوله: "جارد (كوشنر زوج ابنة ترامب) شخص ذكي جدا. وهو شخص طيب جدا. بالنسبة لمن يعرفه من الناس، فإنه شخص على مستوى عال من الجودة وأظن أنه يمكن أن يساعد كثيرا. أتمنى أن أتمكن من أن أكون ذلك الشخص الذي يصنع السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. أرغب جدا في ذلك، وسيكون ذلك بالفعل إنجازا عظيما، لأنه أمر لم يتمكن أحد من تحقيقه حتى الآن".
واعتبر هيرست أن كوشنر هو الشخص المثالي لمثل هذه المهمة، "فهو يهودي أرثوذكسي، كان قد ساعد ترامب في صياغة خطابه الذي ألقاه في مؤتمر إيباك (لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية)".
وذكر هيرست بما سبق أن قاله ترامب لما كان مرشحا للرئاسة: "إن على الفلسطينيين أن يتخلصوا من كراهيتهم لإسرائيل في نظامهم التعليمي وأن يتوقفوا عن تسمية الأماكن العامة بأسماء الناس الذين هاجموا إسرائيل. إن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تقف إلى جانب إسرائيل في رفض محاولات الأمم المتحدة فرض قيود على إسرائيل أو فرض محددات ومعايير لصفقة السلام".
وأشار هيرست إلى الذكرى الخمسين للاحتلال الإسرائيلي التي ستحل عام 2017، مضيفا أن هذه الذكرى في ظروف غير مسبوقة في حلكتها وبؤسها.
وتحدث هيرت عن الصراع الدائر بين رئيس السلطة الفلسطينية ومحمد دحلان، مبينا أنهما غير قادرين على "منح الفلسطينيين انتخابات أو تجديد أو إعادة بناء أو إنعاش. أما حماس فسوف تبقى محاصرة في غزة، بالرغم من أن مصر وعدت غزة بفتح معبر رفح للمرور التجاري، والذي سيكون الأول من نوعه لو تحقق فعلا. لكن مستوى التوقعات لدى الناس منخفض جدا".
واستطرد: "إذن، هذا هو المشهد الذي ينتظر صانع الصفقات ترامب. قريبا جدا، سيصل عدد المستوطنين إلى 800 ألف، منهم ما يزيد عن 350 ألف داخل القدس، وثمة خطط لزيادة تعدادهم بعد بضعة سنين إلى مليون. وهؤلاء يعتبرون فوز ترامب في الانتخابات منا وسلوى من السماء".
وأوضح هيرست أن فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية سيشكل خطورة على
القضية الفلسطينية، "يعتبر هذا الوقت في غاية الخطورة على القضية الفلسطينية. لا أحد خارج فلسطين على الإطلاق لديه الاستعداد للوقوف إلى جانب القضية، لا الأردن ولا المملكة العربية السعودية ولا مصر، فجميع هؤلاء يسعون إلى فرض دحلان زعيما على الفلسطينيين، ودحلان لن يحيد في فعله عما تطلبه منه إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية".
وختم مقاله قائلا: "بعد أربعة أعوام سيقف طوني غير المحبوب (ترامب) ليقول: "ما الذي فعلته؟" سيرد عليه ناقدوه: "لا شيء". وعدم فعل أي شيء على مدى أربعة أعوام أخرى سيكون كافيا لدفع الصراع من فوق الحافة نحو الهاوية".