قارن عدد من الدعاة والكتاب والأكاديميين بين تعامل المجتمع الدولي مع القصف اليومي على
حلب وبين تعامله مع
الحرائق التي اجتاحت مدينة حيفا خلال الأيام الماضية. وفيما انتقد البعض الآخر مشاركة
تركيا في إطفاء تلك الحرائق وتقديم المساعدات، تقدم رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتيناهو بشكر خاص لمصر لمساعدتها في هذا الصدد أيضا.
بين حلب وتل أبيب
ويأتي هذا بينما توالت الأنباء، اليوم الجمعة، عن سقوط عشرات الجرحى بين صفوف المدنيين، جراء قصف جوي بالقنابل العنقودية على سوق في حي الشعار بحلب المحاصرة.
وبينما يبدو المجتمع الدولي عاجزا عن وقف القصف على حلب، لا سيما المراكز الطبية والتجمعات المدنية، سارعت سبع دول إلى المشاركة في إطفاء الحرائق التي اجتاحت الغابات في حيفا.
وعبر "تويتر"، غرد القارئ
المصري محمد جبريل: "سبحان الله، أتعجب من طائرات تحمل الماء إلى فلسطين المحتلة لإطفاء الحرائق، وأخرى تحمل النار على العزل في الشام؟؟ وإنا لله وإنا إليه راجعون".
واستنكر الداعية الكويتي حاكم المطيري؛ قائلا: "حلب تُباد وتحرق بالقصف الروسي الإيراني وبالجيش السوري والمصري وبالحصار الأمريكي الخليجي والعالم مشغول بإطفاء حراق الكيان الصهيوني".
وقال الإعلامي السوري فيصل القاسم: "الذين يحرقون سوريا يهرعون لإطفاء حرائق إسرائيل، عن روسيا نتحدث.. عشنا وشفنا".
وأضاف الأكاديمي السعودي خالد آل سعود: "الآن: حنت قلوبهم على أطفال ونساء إسرائيل وهي تحترق، والتزموا صمت "الخسة والدناءة" وحلب تُباد!!".
وعلق الإعلامي والسياسي اللبناني جيري ماهر: "دمر الأسد وإيران وروسيا وحزب الله حلب فلم تتحرك مروحية واحدة لإنقاذ شعبها وعندما احترقت أشجار إسرائيل انتفض العالم لمساعدتها".
إسرائيل تشكر مصر على مساعدتها
في السياق ذاته، وجهت "إسرائيل" الشكر إلى مصر لمساهمتها في إطفاء الحرائق، وذلك عبر تغريدة لنتنياهو على "تويتر": "رئيس الوزراء نتنياهو شكر مصر والأردن على مساعدتهما في إخماد الحرائق التي لا تزال تنشب في أنحاء مختلفة من البلاد".
وكان المتحدث باسم نتنياهو، أوفير جندلمان، قد أعلن عن مشاركة مصر في المساعدة في إخماد الحرائق وإرسالها مروحيتين لها الغرض. قال جندلمان على "فيسبوك": "مصر والمملكة الأردنية عرضتا على إسرائيل المساعدة في إخماد الحرائق ورئيس الوزراء نتنياهو قبل بعرضهما، مصر سترسل مروحيتين والأردن سيرسل سيارات إطفاء".
بين وتل أبيب وأنقرة
في السياق ذاته، وجه العديد من الأكاديميين والإعلاميين انتقادا إلى تركيا؛ لتقديمها المساعدة في إخماد الحرائق المستمرة على مدار الأربعة أيام الماضية في حيفا.
وغرد الداعية الكويتي محمد البراك قائلا: "خبر يفرح له كل مسلم ويتمنى أن تحرق النيران الحرث والنسل ولا مبرر لتركيا في إطفاء حرائق الصهاينة أين هي عن حلب والموصل".
وسخرت صفحة "آسف يا ريس" المؤيدة للمخلوع مبارك قائلة: "خليفة المؤمنين أردوغان يرسل طائرة إطفاء لمساعدة إسرائيل في إخماد الحرائق، لا بس سيبك انت مبارك كان عميل لإسرائيل".
وقال الإعلامي المصري عمرو عبد الحميد: "يعتبر كثيرون أن حرائق إسرائيل انتقام من الله. يرسل أردوغان طائرات إنقاذ لمساعدة حكومتها.. لماذا يعترض أمير المؤمنين على إرادة الله؟!".
أما الإعلامي السعودي عبد العزيز الخميس؛ فقد رأى أنه واجب إنساني، وقال: "بينما يحتفل أغبياء الصحوة بحرائق إسرائيل ويعتبرونها عقوبة، ويتلذذون بالكوارث الطبيعية ويرقصون في فرح هستيري، يقوم خليفتهم بالواجب الإنساني".
وكتب أستاذ العلوم السياسية الإماراتي عبد الخالق عبد الله قائلا: "الإرهابي نتنياهو يشكر تركيا على إرسال مساعدات عاجلة لإخماد الحرائق، هل هذا الكيان الاسرائيلي المحتل والغاشم هو فعلا بلد أردوغان الثاني".
وقالت الإعلامية اللبنانية ليليان داود (المرحّلة مؤخرا من مصر): "نتيناهو يشكر تركيا لإرسالها طائرة لإخماد الحرائق في إسرائيل، هو مش دا الكيان الصهيوني؟".
وعلق الكاتب السعودي فهد العوهلي: "مشاركة تركيا بإطفاء حرائق الصهاينة عمل أراه لا أخلاقيا، كما أن حصار غزة وإغراقها ودعم بشار أراه جريمة خسيسة، وأرى الخسيس من يكتفي بشتم تركيا".
وقال الكاتب السعودي خالد المهاوش: "تسارع الدول في إطفاء حرائق الكيان الصهيوني ومنها تركيا، من باب الإغاثة أمرٌ مؤسف، وليست من الإنسانية في شيء، الإغاثة لا تكون مع كيان مغتصب".
وقد استمرت الحرائق التي اندلعت في حيفا ومناطق أخرى، لليوم الرابع على التوالي، ما اضطر عشرات الآلاف للنزوح من منازلهم، فيما تحدث مسؤولون إسرائيليون عن عمل من أعمال "إرهاب الحرق"، واتهموا فلسطينيين بإشعال هذه الحرائق.
وبدأت الحرائق الثلاثاء في المجمع الشمالي في "زخرون يعقوب"، الذي يقع على بعد حوالي 35 كيلومترا إلى الشمال من حيفا. وأمرت سلطات الاحتلال بإجلاء 60 ألف شخص من حيفا، واندلعت النيران في اليوم التالي في "موديعين" بوسط الأراضي المحتلة.