ماذا قال أردوغان عن السيسي؟ وبماذا رد عبر أذرعه عليه؟ (شاهد)
القاهرة- عربي21- زكي توفيق12-Nov-1612:15 PM
شارك
الخارجية المصرية اتهمت الرئيس التركي بأنه نصب نفسه حارسا للديمقراطية- عربي21
لم يتأخر رئيس الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، في الرد على تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التي ألمح فيها إلى دعمه للكيان الموازي (حركة غولن)، المُتهمة بتدبير الانقلاب الفاشل بتركيا، إذ استعان السيسي بأذرعه، ممثلة في وزارة الخارجية المصرية، التي ردت باتهام تركيا، في المقابل، بالتحريض على زعزعة الاستقرار بمصر، وبإعلامييه الذين طالبوا بغلق سفارة تركيا بالقاهرة.
واعتبرت وسائل إعلام مصرية ما صرح به أردوغان "إهانة بالغة جديدة من أردوغان للسيسي واتهامات خطيرة، وأوصافا غير لائقة"، بينما رأت تقارير إعلامية عربية أن المواجهة بين الجانبين، تعيد العلاقات بين الجانبين، إلى المربع الأول، قبل أكثر من ثلاث سنوات.
وكان أردوغان قال في لقاء أجرته معه فضائية "الجزيرة" القطرية، ضمن برنامج "المقابلة"، وبثت جزأه الثاني مساء الخميس، بحسب "الأناضول"، إن "النظام المصري يساند الكيان الموازي، ويجب أن أقول ذلك بصراحة"، في إشارة إلى جماعة فتح الله غولن الذي يتهمه نظام أردوغان بالوقوف وراء محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في 15 تموز/ يوليو الماضي.
وأضاف أردوغان: "نحن نفرق بين الشعب المصري والإدارة هناك.. الشعب المصري هو كل شيء بالنسبة لنا.. نحب الشعب المصري كأنه شعبنا؛ لأن الروابط التي تربطنا قوية جدا، لذلك قدمنا دائما كل أنواع الدعم لمصر، ولكننا ضد الحكومات الانقلابية".
واستطرد الرئيس التركي قائلا إن "عبد الفتاح السيسي كان وزير دفاع في فريق محمد مرسي، ولكم أن تتخيلوا أن وزيرا في فريق يستغل سلاح الجيش وقوته للانقلاب على رئيس دولته".
وأردف: "لا يمكن القبول بهذا الأمر، نحن إلى جانب كل الحريات وحمايتها، نحن حراس الديمقراطية، والشعب المصري سيجدنا دائما بجانبه في صراعه من أجل الديمقراطية"، وذلك في إشارة إلى الانقلاب على الرئيس محمد مرسي.
ولم تنتظر الخارجية المصرية كثيرا إذ ردت على تصريحات أردوغان، في بيان رسمي صادر عن المتحدث الرسمي للوزارة، أحمد أبو زيد، الجمعة، قال فيه: "ليس من المستغرب أن تصدر مثل تلك التصريحات عن الرئيس التركي على قناة الجزيرة في هذا التوقيت علي وجه الخصوص، في ما يعتبر تحريضا واضحا يستهدف زعزعه الاستقرار في مصر"، في إشارة منه إلى تزامن توقيت التصريحات مع دعوات التظاهر، تحت شعار "ثورة الغلابة"، الجمعة.
وأدان البيان، تصريحات أردوغان، واصفا إياها بأنها "تجاوز في حق الرئيس المصري، وغير مسؤولة في حق مصر"، معتبرا أن التصريحات "استمرار لمنهج التخبط وازدواجية المعايير الذي تتسم به السياسة التركية خلال السنوات الأخيرة".
واتهمت الخارجية المصرية الرئيس التركي بأنه: "نصب نفسه حارسا للديمقراطية، وحاميا للحريات، في الوقت الذي تعتقل فيه حكومته المئات من أساتذة الجامعات والإعلاميين، والعشرات من نواب البرلمان، وتغلق عشرات الصحف، وتقصي عشرات الآلاف من الموظفين العموميين وضباط الجيش ورجال القضاء من وظائفهم، بحجه انخراطهم في مخطط الانقلاب علي النظام"، وفق البيان.
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الخارجية المصرية، في مداخلة هاتفية مع برنامج "كلام تاني"، عبر فضائية "دريم"، مساء الجمعة: "تصريحات أردوغان لم تكن صدفة، وكانت تحريضا مخالفا للقيم، والأعراف الدولية".
مطلب إعلامي بغلق السفارة التركية
وبالتوازي مع رد فعل الخارجية المصرية، فقد لجأ نظام السيسي إلى شن حملة إعلامية برلمانية جديدة على تركيا، والرئيس التركي.
وطالب الإعلامي الموالي لسلطات الانقلاب، مصطفى بكري، في برنامجه "حقائق وأسرار"، عبر فضائية "صدى البلد"، بأن يكون هناك رد قوي لمصر على الرئيس أردوغان، وإغلاق السفارة التركية فورا، واصفا أردوغان بأنه مجرم حرب قتل آلاف السوريين والأتراك.
وزعم بكري أن الشعب المصري لا يحب أردوغان، مدعيا أنه راعي الإرهاب في مصر والوطن العربي، ولابد من محاكمته في المحكمة الجنائية الدولية، مشيرا إلى أنه يلوم على وزير الخارجية المصري لقاءه بنظيره التركي سابقا.
وقال: "ليه بتقابله يا سامح شكري، والمسألة فيها إيه؟ وعاوزين نعرف الدولة المصرية مبتقفلش ليه بشكل نهائي سفارتي تركيا وقطر، وإحنا صباعنا مش تحت ضرس حد".
وواصل بكري هجومه، مدعيا أن الرئيس التركي هو المتآمر الأكبر على مصر، وأنه يظن أن الثوابت الأساسية للشعب المصري ستسقط بسهولة، مردفا بأن أردوغان "مجرد أداة في يد الغرب، وحذاء لهم".
وأشار إلى أن الدولة المصرية لن تستطيع أن تحتوي أي شخص يتآمر على مصر، وهذا الأسلوب لا ينفع هذا الوقت، معقبا بأنه "لا بد من رد قوي على تطاول أردوغان والاحتجاج بشدة في الأمم المتحدة وتقديم شكوى ضد أردوغان، بأنه يدعم الإرهاب في مصر والوطن العربي، وأنه يحرض على العنف، وتجب محاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية".
هجوم برلماني على أردوغان
وفي سياق هجوم برلماني مواز على أردوغان، أعرب رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجلس نواب ما بعد الانقلاب، عن رفضه الشديد لتصريحات أردوغان، واصفا إياها، في بيان أصدره، بأنها "تنم عن جهل شديد بالأوضاع داخل البلد، وعن حقد داخلي دفين تجاه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي نجح في إعادة مصر إلى مربع التوازنات الذهبية في المنطقة، وأصبحت كلمتها مسموعة"، حسبما قال.
ومن جهته، قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير رخا أحمد حسن، في مداخلة هاتفية لبرنامج "صباح أون"، عبر فضائية "أون لايف"، إن أردوغان "في مأزق كبير، ويشعر بالغيظ، والإحباط السياسي منذ ثورة 30 يونيو، التي قضت على رغبته في تزعم المنطقة، وعودة الإمبراطورية التركية مرة أخرى، وحلمه بأن يكون خليفة عثمانيا بعد قضاء مصر على جماعة الإخوان"، حسبما قال.
وانضمت أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية وخبيرة العلاقات الدولية، نهى بكر، إلى الهجوم، وقالت في تصريحات لصحيفة "الدستور"، إن ما قاله أردوغان استمرار لهجومه على مصر، وربما يأتي كرد فعل بعد انتخاب دونالد ترامب لرئاسة أمريكا، لأن وصول ترامب إلى البيت الأبيض يهدد المخطط الإخواني في العالم كله، وربما يكون كلامه رد فعل للتأكيد على مساندة جماعة الإخوان في ظروف صعبة يواجهونها بعد رفع الدعم الذي كان يمدهم به الديمقراطيون الأمريكيون، بحسب قولها.
العلاقات تعود إلى المربع الأول
والأمر هكذا، علقت تقارير عربية على تصريحات أردوغان، والرد المصري عليها، بالقول إن الأمور قد عادت بذلك إلى المربع الأول، بعد الانقلاب العسكري في الثالث من تموز/ يوليو 2013، حيث حرص الرئيس التركي على شن الهجمات، الواحدة تلو الأخرى، على الانقلاب الذي قاده السيسي بمصر.
وواجه نظام السيسي هذه التصريحات بالاستنكار، تارة، والتجاهل تارة ثانية، والرد بقوة، تارة ثالثة، وهو ما أصبح نهجا له أخيرا.
وكان آخر هجوم لأردوغان على السيسي في بداية الشهر الماضي، عبر مداخلة تلفزيونية مع فضائية "روتانا" الخليجية، إذ قال إن "الحكومة الحالية في مصر لم تأت بطريقة ديمقراطية، ولا بد من فتح المجال أمام الديمقراطية"، مشيرا إلى أنه لا يمكن البدء في تطبيع العلاقات مع مصر إلا بحل مشكلة الرئيس مرسي الملقى في السجن هو وأصدقاؤه، المحكوم عليهم بالإعدام.
وكانت صدرت، أخيرا، تصريحات من جانب رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أكد فيها أن أنقرة في حاجة إلى العلاقات مع مصر، في مجالات معينة، بغض النظر عن مسألة اللقاء بين قيادتي البلدين، فيما التقطت القاهرة هذه الإشارات على محمل جيد، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، الصادرة السبت.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قريبة للخارجية المصرية قولها إن القاهرة كانت تنظر وقتها إيجابيا إلى تصريحات يلدريم.