قال وزير العدل التركي
بكر بوزداغ، إن العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة "ستتأثر بشكل سلبي جدا" حال لم تقرر الأخيرة تسليم بلاده زعيم منظمة "الكيان الموازي" فتح الله
غولن، المسؤول عن محاولة الانقلاب الفاشلة في
تركيا.
وخلال مقابلة مع قناة "إن تي في" التركية المحلية، الخميس، أشار بوزداغ إلى أن الحكومة التركية تحترم الإجراءات القانونية الأمريكية المتعلقة بتسليم "غولن" إليها، وأنها سلمت السلطات الأمريكية ملفا شاملا حول ممارسات "المنظمة الإرهابية".
وجدّد الوزير التركي انتقاد بلاده لسماح الإدارة الأمريكية بتجول زعيم المنظمة في أراضيها براحة تامة رغم مسؤوليته عن مقتل العديد من الأبرياء، فضلا عن استمراره في ممارسة الأنشطة المسلحة من هناك.
وأكد بوزداغ أن لدى حكومته أدلة قوية جدا حول سعي "غولن" للهروب من مكان إقامته في الولايات المتحدة إلى دولة أخرى، ووجود استعدادات من أتباعه لبحث إمكانية تهريبه إلى دول مثل كندا والبرازيل وبلجيكا والنرويج (لا ترتبط مع تركيا باتفاقيات إعادة تسليم المتهمين في جرائم).
كما أشار إلى إدارة المنظمة الإرهابية حوالي 150 مدرسة أمريكية، داعيا السلطات المعنية بذلك إلى مراقبة حركة الأموال بين تلك المدارس والمؤسسات الأخرى، والتحقق من كيفية إنفاق الدعم الذي تحصل عليه المدارس من الحكومة الأمريكية.
وفي وقت سابق اليوم، أوضح بوزداغ أن القضاء الأمريكي هو الذي سينظر في طلب توقيف غولن بشكل مؤقت، وسيعلن عن قراره في هذا الخصوص عقب دراسة الأدلة التي قدّمتها تركيا.
وكان وزير العدل التركي توجّه أمس الأربعاء إلى العاصمة الأمريكية واشنطن للقاء نظيرته الأمريكية لوريتا لينش، واستمر اللقاء الذي جمعهما في مقر وزارة العدل الأمريكية بالعاصمة واشنطن قرابة ساعة و35 دقيقة، تناولا خلاله عددًا من القضايا، علاوة على مسألة تسليم غولن.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول، منتصف تموز/ يوليو الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "فتح الله غولن"، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة صوب البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة اسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.
ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.