مع ضعف المعروض من فرص العمل في
مصر؛ تغيرت توجهات خريج الجامعة ليصبح حلمه الأول هو أداء الخدمة العسكرية كضابط احتياطي، وذلك لما يحصل عليه الضابط من راتب شهري أضعاف أقرانه بالقطاع الخاص أو الحكومة، ما دفع البعض للبحث عن "واسطة" من العسكريين لأداء الخدمة كضباط احتياطي، حسب الأهالي.
وتشهد رواتب ضباط الجيش منذ الانقلاب العسكري على أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا محمد مرسي منتصف 2013؛ زيادات متواصلة رغم تراجع أداء الاقتصاد، وما تعيشه البلاد من أزمات على خلفية تغول سعر الدولار على الجنيه المصري ليصل إلى 18 جنيها مقابل الدولار بالبنوك.
6 زيادات في عهد السيسي
وأقر قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى زيادة رواتب ومعاشات العسكريين ست مرات خلال ثلاث سنوات كان آخرها في آذار/ مارس الماضي، في الوقت الذي يطالب فيه المصريين بالتقشف في ظل مضاعفة الضرائب ورفع أسعار الوقود والسلع والخدمات الأساسية وتقليل مخصصات الفقراء من الدعم، ووقف التوظيف بأجهزة الدولة بل وتوجه الانقلاب نحو تقليل أعداد الموظفين بالقطاع الحكومي.
وزادت بنفس الوتيرة رواتب الضباط الاحتياط الذين يقضون مدة خدمة تقترب من العامين ونصف، يحصل في 16 شهرا منها على راتب بين 4500 – 5000 جنيه، فيما يستفيد الضباط الاحتياط مما توفره القوات المسلحة من خدمات صحية وتعليمية في مستشفيات ومعاهد النظم والمعلومات واللغات التابعة للقوات المسلحة حتى بعد انتهاء الخدمة.
وأعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء (حكومي) في أيار/ مايو الماضي، أن معدل البطالة في مصر بلغ نسبة 12.7% من إجمالي قوة العمل في الربع الأول من 2016، وأن معدل البطالة بين الشباب بلغ 27.3%، فيما بلغ معدل البطالة للشباب من حمـلة المؤهلات 36.1% من إجمالي قوة العمل.
80 ألف جنيه
ويقول الشاب محمود عبد الحميد، 22 عاما، خريج كلية الخدمة الاجتماعية 2016: "حلمي بعد التخرج هو الالتحاق بالخدمة العسكرية كضابط احتياطي وليس عسكريا، وذلك في ظل انعدام فرص العمل بالقطاع الخاص ووقف التعيين الحكومي".
وأضاف عبد الحميد لـ"
عربي21": "بحسبة بسيطة لفترة خدمتي كضابط احتياط سأحصل على ما يقارب 80 ألف جنيه؛ يمكن استغلالها في مشروع صغير أو في نفقات الزواج، ولذا أبحث عن وساطة ضابط بالجيش لقبولي في كشف الهيئة".
شهادة خبرة
أما أمير محمد، 23 عاما، خريج كلية الهندسة قسم كهرباء 2016، فيقول إن "الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة؛ تضطرني للبحث عن عمل بشكل يومي، فلا أجد، وأرى كثيرا من زملائي بلا عمل وخاصة بعد توقف عدد كبير من المصانع عن الإنتاج مع تواصل أزمة ارتفاع الدولار".
وأضاف محمد لـ"
عربي21": "لم أجد بدا من الحصول على أية مكاسب من أداء الخدمة العسكرية كضابط احتياطي، لما لها من مميزات مادية تفوق أقراني من العاملين بالمصانع والشركات، إضافة إلى أنها فرصة جيدة لزيادة درجتي العلمية حيث يُسمح للضباط الاحتياط بالدراسات العليا أثناء الخدمة فأستطيع أن أسجل الماجستير، كما أن ممارسة تخصصي بمؤسسات الجيش يعطيني خبرة وشهادة تمنحني فرصة عمل جيدة بالقطاع الخاص".
فوائد بالجملة
ويقول أحمد سمير، 22 عاما، خريج السياحة والفنادق: "حاولت الالتحاق بالكلية الحربية بعد الثانوية العامة ولم تكتمل المحاولة، وأعتقد أن خدمتي كضابط احتياطي تمنحني فرصة أخرى لدخول أكاديمية الضابط المتخصصين وأحصل على جميع امتيازات الضابط العامل".
وأضاف سمير لـ"
عربي21": "سمعت من زملائي أن فرصتي كضابط احتياطي في الحصول على وظيفة بعد الخدمة أفضل من الآخرين، حيث أن خدمتي بالقوات المسلحة كضابط تمنحني الأفضلية عند التعيين في الوظائف العامة".
ويتابع سمير بقوله: "مجال دراستي بالسياحة والفنادق يحتاج إلى زيادة ما لدي من حصيلة لغوية وتعلم لغات جديدة، وهو ما يكلف كثيرا، ولكن يمكنني الدراسة في معهد اللغات التابع للقوات المسلحة أو الحصول على دورات إضافية في الحاسب من معهد نظم المعلومات".
كلية الضباط الاحتياط
وأنشأت كلية الضباط الاحتياط في عهد الرئيس جمال عبد الناصر في تشرين الأول/أكتوبر 1957 بمدينة فايد بمحافظة الإسماعيلية، وكان للضباط الاحتياط دور رائد في حرب 1973 حيث كان يمثل الضباط الاحتياط 20 بالمئة من قوة الجيش المصري آنذاك الذي فاق عدده المليون نسمة.