سقط قتلى وجرحى في
اشتباكات اندلعت في العاصمة الليبية
طرابلس، مساء أمس الخميس وتواصلت صباح الجمعة، بين عدة كتائب مسلحة، بدأت في محيط منطقة قصور الضيافة، ثم اتسعت لتشمل عدة أحياء من العاصمة.
وعرفت مناطق سيدي المصري، وزاوية الدهماني، وعين زارة، والهضبة، وأبو سليم، وطريق المطار، اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة.
وجاءت هذه المعارك في أنحاء مختلفة في طرابلس، بين "لواء الصمود"، المكون من كتائب تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية، أبرزها "الحرس الوطني" و"الفرقة الأمنية السادسة"، من جهة، وكتائب تابعة للداخلية تضم "قوة الردع الخاصة" و"الأمن المركزي أبو سليم" و"كتيبة ثوار طرابلس".
وأغلقت محلات مناطق هذه الاشتباكات أبوابها، والطرق المؤدية إلى مناطق النزاع بين الكتائب المسلحة، في الوقت الذي انتشرت فيه سيارات تحمل مختلف أنواع الأسلحة. مع سقوط قذائف عشوائية على منازل المدنيين، تسببت في أضرار في عقارات ومنقولات المواطنين.
وقالت مصادر من الحرس الوطني الذي يسيطر على قصور الضيافة: "إن الاشتباكات اندلعت على خلفية اعتقال أحد أفراد الحرس وتسليمه لقوة الردع الخاصة"، بينما تدعي كتيبة "ثوار طرابلس" أن أحد منتسبيها قتل على يد قوة الحرس.
خريطة المسلحين
تتكون قوة الحرس الخاصة من مسلحين معارضين لاتفاق الصخيرات السياسي، وللحكومة المنبثقة عنه، وهي التي مكنت أعضاء من المؤتمر الوطني العام وحكومة الإنقاذ الوطني من السيطرة على مقر المجلس الأعلى للدولة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وتتحالف مع قوة الحرس الخاصة في هذه الاشتباكات الفرقة الأمنية السادسة، التي تتمركز في منطقة زاوية الدهماني شمال العاصمة طرابلس.
في الجهة المقابلة من الاشتباكات، تحالفت قوة الردع الخاصة، بقيادة عبد الرؤوف كارة، والفرقة الأمنية الأولى، بإمرة هيثم التاجوري، والأمن المركزي أبو سليم، بقيادة عبد الغني الككلي، ضد قوة الحرس الخاصة والفرقة الأمنية السادسة.
واستولت قوة الردع الخاصة على فندق المهاري، ومقر وزارة الخارجية والتعاون الدولي، ومقر الفرقة الأمنية السادسة، ونشرت في المنطقة المحيطة بهما آليات ومسلحين.
ولم يصدر أي بيان رسمي من مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني، أو وزارة داخلية حكومة الوفاق، أو المجلس الأعلى للدولة، يوضح أسباب اندلاع هذه الاشتباكات، أو الإجراءات الأمنية المزمع اتخاذها.
مجلس النواب يستنكر
من جانبه استنكر رئيس مجلس النواب عقيلة صالح في بيان له الجمعة، اشتباكات العاصمة طرابلس بين "المليشيات المسلحة"، مطالبا إياها بوقف الاقتتال والاشتباكات التي أربكت الحياة المدنية، وبتسليم أسلحتها والانسحاب من العاصمة.
ودعا صالح من سماهم "الحكماء والعقلاء بمدينة طرابلس" إلى نهي أبنائهم المنخرطين في هذه المليشيات، عن ترويع المواطنيين، وفض هذه النزاعات، والسماح لقوات الجيش التابع لمجلس النواب، بالدخول إلى العاصمة وتأمينها.