يتصاعد التوتر بين "لواء ثوار
الرقة" و"قوات حماية الشعب" الكردية، في مناطق ريف الرقة الشمالي، على خلفية حملة اعتقالات طالت العديد من قادة اللواء، بعد ازدياد حدة الخلافات بينهما حول قيادة المعركة ضد تنظيم الدولة في الرقة، رغم أن الجانبين ينتميان لقوات
سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا، وتشكل
الوحدات الكردية عموها الفقري.
وقال الناشط الإعلامي خليل رمضان، في حديث خاص لـ"عربي21"، إن عدة عناصر تابعين للوحدات الكردية، شنوا هجوما يوم الجمعة الماضي على مقرات ومنازل قياديين في لواء ثوار الرقة بقرى بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، حيث تم اعتقال العديد من قيادات اللواء، أبرزهم الشيخ خليل العرودة المرندي، وأبو عمار الديري، والمتحدث باسم اللواء، النقيب أبو القاسم الشمري، بالإضافة إلى تسعة عناصر آخرين، كما تم الاستيلاء على ثلاثة مقرات للواء في قرى صخرة علي العمر، والشركراك، والفاطسة.
وأضاف أن الهجوم على مقرات ثوار الرقة جاء بسبب الخلاف بين الجانبين بشأن قيادة المرحلة الثانية من معركة الرقة ضد تنظيم الدولة، إذ يرفض قائد لواء ثوار الرقة، أبو عيسى، تسليم قيادة المعركة للوحدات الكردية، الأمر الذي تسبب في غياب اللواء عن المشاركة في المرحلة الأولى من عملية "غضب الفرات"، لافتا إلى أن الهجوم يأتي في إطار الضغط على اللواء للانصياع الكامل لأوامر الوحدات الكردية، تمهيدا للقضاء عليه في حال لم يفعل ذلك، وفق قوله.
وأشار رمضان إلى إعلان لواء ثوار الرقة مؤخرا المشاركة بجانب قوات سوريا الديمقراطية في المرحلة الثانية من معركة "غضب الفرات"، بعد عقده اتفاقا مع الوحدات الكردية؛ يتضمن تسليمه قيادة وإدارة معركة الرقة، إلا أن الوحدات لم تلتزم بالوعود التي قطعتها، ما دفع قيادة اللواء إلى اتخاذ قرار الانسحاب مجددا.
من جانبه، قال الشيخ العشائري فيصل عبد العزيز حمادة، في حديث خاص لـ"عربي21"، إن "مليشيا قوات الحماية الشعبية الكردية، تسعى للتخلص من لواء ثوار الرقة بعد تحقيق قواته شعبية واسعة بين أهالي الرقة، بعكس الفصائل العربية الأخرى التي يهيمن عليها حزب صالح مسلم، حيث تحاول هذه المليشيا إجبار قيادة اللواء على الإذعان لأوامرها عبر محاولة حصاره والضغط عليه، لتحويله إلى مجموعة صغيرة، كتلك التي شكلت لاستخدام أسمائها العربية في معركة الرقة، التي يحاولون إقصاء اللواء عن قيادتها".
وأضاف: "نحن كعشائر عربية في الرقة نعلن أن دخول أي قوات للرقة مرفوض، ولا نقبل بها ولا نريدها؛ لأننا كعشائر الرقة نريد أن يدخلها أبناؤها تجنبا لحدوث أي انتهاكات بحق سكانها من قبل عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي (بي يي دي)"، وفق قوله.
وتابع الشيخ حمادة: "لدينا قادة عسكريين ومقاتلين من جميع أبناء مدينة الرقة، وأي قوة عسكرية ستدخل الرقة ستكون من أهلها حصرا، ونرفض أي قوات أخرى سواء من الوحدات الكردية أو غيرها".
من جهته، أشار الصحفي الكردي شيفان العلي، إلى أن وقوف لواء ثوار الرقة إلى جانب الوحدات الكردية بوجه تنظيم الدولة "ساهم في تحرير مناطق واسعة"، معتبرا أن "أي توتر أو نزاع بين هاتين القوتين سيصب في صالح التنظيم الذي يعاني من حالة انهيار وهزيمة مستمرة، كما أنها ستؤخر عملية القضاء على العدو المشترك للطرفين في مدينة الرقة"، على حد قوله لـ"عربي21".
يذكر أن قوات الحماية الشعبية الكردية التي تقود ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية، كانت قد حاصرت لواء ثوار الرقة في أواخر شهر كانون الأول/ ديسمبر 2015، بشمال مدينة الرقة، على خلفية اتهامها بعمليات تطهير عرقي في المنطقة.