لاقت الدعوات التي أطلقتها قيادات من الصف الأول في حركة حماس، لعقد مؤتمر عام يضم كل ممثلي الهيئات القيادية للحركة، بهدف إعادة النظر في النظام الأساسي والانتخابي المعمول به في الحركة قبيل إجراء
الانتخابات الداخلية، ردات فعل متباينة.
وكان نائب رئيس كتلة حماس البرلمانية في المجلس التشريعي
الفلسطيني، يحيى موسى، قد دعا الحركة إلى "عدم الاستعجال في إجراء انتخاباتها القادمة قبل إجراء مراجعة شاملة لنظامها الأساسي، بالشكل الذي يضمن مشاركة أوسع لعنصر
الشباب"، كما شدد على ضرورة أن تكون "المنافسة بين المرشحين على أساس البرامج المطروحة وليس الأشخاص".
ولاقت هذه الفكرة ترحيبا وتأييدا من قبل المستشار السابق لنائب رئيس المكتب السياسي للحركة، أحمد يوسف، الذي عبّر عن تأييده ودعمه لهذا الطرح.
تجديد النظام الأساسي
وقال موسى لـ"عربي21"، إن هدف الدعوة التي أطلقها تأتي في "إطار التجديد لنظام الحركة الأساسي، ليكون أكثر ملاءمة لمتطلبات المرحلة التي تعيشها القضية الفلسطينية"".
وأضاف: "على مستوى التحديات الداخلية، لا يزال ملف الانقسام الفلسطيني على حاله منذ عشر سنوات، وتحديات الحركة الخارجية المتمثلة بالعلاقات مع دول الجوار لا ترقى للمستوى المأمول، في ظل تسارع الأحداث وتغيير الأنظمة السياسية التي شهدتها المنطقة العربية في السنوات الأخيرة".
ولفت موسى إلى أن "النظام الأساسي المعمول به داخل حماس، الذي ينص على إجراء انتخابات الحركة الداخلية كل أربع سنوات لاختيار ممثليهم في الفترة القادمة، هو أكبر دليل على عمق الديمقراطية والانفتاح داخلها، مما يعزز البدء بتنفيذ المؤتمر العام للحركة خلال الفترة القادمة إذا وجدت الإرادة والعزيمة من قبل القيادة لتبني هذا الطرح"، هل حد قوله.
ورأى أن "اقتصار العملية الانتخابية على النقباء والرقباء منذ 30 عاما، وعدم وجود تمثيل للمرأة في المستوى القيادي الأول، يعتبر سببا رئيسيا وضروريا لقيام الحركة بهذه المراجعة لنظامها الأساسي في أسرع وقت ممكن قبل فوات الأوان".
يشار إلى أن مصطلحي "النقباء" و"الرقباء" يستعمل داخل حركة حماس لتوصيف المرتبة التنظيمية للعناصر المنتسبة إليها.
غياب دور الشباب
أما أحمد يوسف، فقد أشار من جهته، في حديث لـ"عربي21"، إلى أن "هنالك تغييبا لجيل الشباب في المستوى القيادي الأول لحركة حماس في السنوات الأخيرة"، كما قال.
وأرجع يوسف أسباب هذا "التغيب" لعنصر الشباب لمجموعة من العوامل، أبرزها أن "الرؤية السائدة في حماس، والمتمثلة بأن يكون عنصر القيادة من كبار السن أصحاب الخبرات الإدارية والأمنية المخضرمين من الجيل المؤسس للحركة، حرم الكثير من الشباب من تقلد مواقع قيادية في الصف الأول للحركة"، وفق تقديره.
واعتبر أيضا أن "السرية التامة والإجراءات الأمنية المشددة التي تتبعها الحركة في إجراء انتخاباتها كل أربع سنوات؛ يحرم الكثير من عناصر الحركة من الظهور إعلاميا، خوفا من تصفيتهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي".
وتستعد حركة حماس لإجراء انتخاباتها الداخلية في الربع الأول من العام القادم؛ لاختيار أعضاء المكتب السياسي، الذين يبلغ عددهم 12 عضوا، وهو أعلى جهاز قيادي داخل الحركة، ويترأسه حاليا خالد مشعل الذي لن يترشح لولاية جديدة.
أما مجلس الشورى فيبلغ عدد أعضائه 100 عضو على مستوى الداخل والخارج، ويتم اختيار 25 عضوا من المجلس بالتوافق بينهم، ليشكلوا هيئة استشارية بموازاة أعضاء المكتب السياسي، إضافة إلى الهيئات القيادية المصغرة داخل المناطق الفلسطينية والشتات، بحسب القانون الأساسي المعمول به في الحركة.
قيادات شابة
أما المتحدث الرسمي باسم الحركة، حازم قاسم، فقد رفض "ما يشاع" عن أن الحركة تغيب عنصر الشباب في صفوف قياداتها، قائلا: "حركة حماس ما زالت في ريعان شبابها، حيث لم يمض على تأسيسها سوى 30 عاما"، إضافة إلى أن "لديها آلاف العاملين من الشباب في صفوفها في مستويات قيادية على مستوى الحركة"، كما قال.
وأضاف قاسم لـ"عربي21" أنه "ليست هنالك أية لوائح داخل أنظمة الحركة تقف بين الشباب وبين تقدمهم في صفوف القيادة"، مستشهدا بأن "هنالك أعضاء لمجلس شورى حركة حماس ممن تقل أعمارهم عن 40 عاما".
ويتفق الكاتب المقرب من حركة حماس، وأحد مبعدي مرج الزهور سابقا، جمال عامر، مع سابقه بأن "الحركة لا تفرض أية قيود أو أنظمة صارمة ضمن لوائحها الداخلية تمنع وصول الشباب، ممن تنطبق عليهم مواصفات المرشح، أن يتقلدوا مناصب عليا في الحركة في مجلس الشورى، وحتى في المكتب السياسي".
لكن جمال تحدث عن "جهل الكثير من العناصر المنتسبة للحركة بمتطلبات الترشح للانتخابات التنظيمية، التي من أهمها الحصول على أصوات كافية وتزكية من الهيئات الانتخابية والشورية المصغرة، كشرط أساسي للترشح لانتخابات الحركة، وهذه المواصفات لا تنطبق على جيل الشباب المنتسب للحركة منذ سنوات قليلة"، وفق قوله.
وأضاف لـ"عربي21" أن "شخصيات كبيرة ومرموقة في حركة حماس تقلدت مناصب عليا وهي في سن مبكرة، مثل مشير المصري الذي مثّل الحركة في انتخابات المجلس التشريعي وهو في سن الثلاثين".