سياسة دولية

كيف استفاد منفذ هجوم "الملهى" من احتفالات إسطنبول؟

هجوم إسطنبول أسفر عن مقتل 39 شخصا وإصابة 65 آخرين-أرشيفية
على وقع الأجواء الاحتفالية الصاخبة التي عاشتاها مدينة إسطنبول أمس احتفالا برأس السنة، كان مسلح يفرغ رصاص بندقيته بالمحتفلين في أحد الملاهي الليلة وسط المدينة، مستغلا بذلك الأجواء العامة التي عجت بها المدينة، فأوقع العشرات من المحتفلين بين قتيل وجريح، ثم انسحب من المكان دون أن يقبض عليه حتى الآن.
فكيف استغل المنفذ أجواء الاحتفال وغادر المكان؟

حلقة واحدة
وعلق الخبير العسكري والأمني أحمد الحمادي على عملية التنفيذ بتأكيده أن العملية ليست عملية "مقطوعة"، مشيرا أنها بحاجة إلى استطلاع، ورصد، ورأس مدبر، وأموال قائلا :"المنفذ يحتاج إلى عدد من الأشخاص لخدمته ومساعدته، ولا يمكن إغفال أن المنفذ له ارتباط بالخارج فهناك أجهزة مخابرات توجه هذا العمل، ومن نفذ الهجوم ليس إلا حلقة واحدة من سلسلة حلقات جري ترتيبها واستغلالها".

ولفت الحمادي في حديث مع "عربي21" أن أي شخص يستطيع استغلال هذه الأجواء الاحتفالية في رأس السنة، عبر التنكر بأي لباس والدخول إلى أي مكان .. وقال" لا يمكن لقوات الأمن تفتيش هذا العدد الهائل من المحتفلين في أي مسرح، لأن أي إجراء أمني سيأخذ وقتا طويلا وسيؤدي إلى سخط المحتفلين" .

وعن اختيار مسرح الجريمة قال الحمادي " لم يختر المنفذ ثكنة عسكرية أو فرع أمني أو مؤسسة عامة لها أهمية، وإنما فضل مكان احتفال شعبي يسهل الاندساس داخله والتنكر والتنفيذ بفعل أن المراقبة الأمنية تكون أقل".

وأشار الخبير "أن استخدام الرشاش يعطي انطباع أن المنفذ الأقوى ويستطيع أن يهاجم كما يريد ويدخل سلاح غير "الحزام الناسف" ويكون بذلك لديه ثقة أكبر في التنفيذ، وأخذ زمام المبادرة فهي تمثل عملية تحدي" .

أكثر من 100 ألف كاميرا
وأضاف "المنفذ استخدم أكثر من 150 طلقة حتى استطاع أن يقتل ويجرح هذا العدد من الأشخاص، ما يدل أنه كان يستبدل خزنات السلاح بكل أريحية، وما ساعد في ذلك عدم تغطية مثل هذه الأماكن العامة أمنيا بشكل كافي وهذا ما يفسره عدد الضحايا  الكبير".


وعن فرار المنفذ من مسرح الجريمة إلى الآن، توقع الحمادي أن يتم ضبطه خلال فترة وجيزة بفعل وجود أكثر من 100 الف كاميرا مراقبة في إسطنبول، تستطيع تحديد وجهة المنفذ والمكان الذي اختبأ فيه.

وتابع :"تستطيع الجهات المختصة التركية من خلال التعرف على نواة الطلقة التي استقرت في أجساد المصابين والقتلى تبين أنواع السلاح والمسافة وربما مصدر السلاح أيضا، فالتنفيذ هو آخر حلقة والسلطات المختصة ملقى على عاتقها مراقبة الكثير من الأمور، كالسحوبات المالية وأجهزة الاتصال المستخدمة وبعض الأمور الفنية الأخرى.

 أصحاب المصلحة
وحول الجهة التي تقف وراء الهجوم قال الخبير،: " تركيا دولة مستهدفة من عدة أطراف كالنظام السوري، وايران، والمنظمات الإرهابية، مثل "بي كا كا" وغيرها، فهؤلاء هم أصحاب المصلحة في إحداث إشكال أمني وضرب السياحة، وإظهار الجانب التركي بمظهر ضعيف أمنيا وغير قادر على السيطرة .

وأسفر هجوم مسلح استهدف ناديا ليليا بمنطقة "أورطه كوي" في مدينة إسطنبول، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، عن مقتل 39 شخصًا وإصابة 65 آخرين.