نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن التحقيق الذي كشف ملابسات الطائرة من دون طيار التي انفجرت قبل ثلاثة أشهر، والتي أصابت جنديين فرنسيين بجروح خطيرة بالقرب من مدينة
الموصل، حيث تبين لاحقا أنها سلاح
تنظيم الدولة الجديد.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الطائرة دون طيار التابعة لتنظيم دولة سقطت نتيجة لعطب مفاجئ في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2016، في شمال
العراق، بالقرب من خطوط قوات البشمركة، العاملة ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة.
وأضافت الصحيفة أنه تم نقل الطائرة إلى مبنى صغير لمعاينتها والتأكد من هويتها، لكن هذه الطائرة انفجرت وأدت إلى مقتل رجل كردي، وإصابة جنديين فرنسيين من قوات "الكوماندوز" الخاصة بجروح خطيرة، وإلى جانب عناصر من البشمركة.
وتجدر الإشارة إلى أن منظمة "سهان" للأبحاث، التي يقع مقرها في نيروبي والمتخصصة في الصراعات، هي التي تولت عملية التحقيق في حيثيات وأسباب هذا الانفجار، استنادا على فحص وتحليل بقايا مكونات هذه الطائرة المتفجرة.
ونقلت الصحيفة عن غريك كولين، الباحث في المنظمة، قوله إن "مقاتلي البشمركة أفادوا بأن صوت الانفجار كان يشبه الصوت الذي يحدثه تفجير قذائف هاون من عيار 120 مليمترا"، مضيفا أن "المكونات المتفجرة كانت تختفي داخل الأسلاك والبطاريات المجمعة".
وأفادت الصحيفة بأن المحققين يؤكدون أن "الطائرة الصغيرة المفخخة لا تشكل خطرا كبيرا على المستوى العسكري التكتيكي"، لكنها، "قد تثير مخاوف وتوترات في صفوف قوات التحالف، فضلا عن أنها قد تكون لها تأثيرات نفسية خطيرة على التحالف".
وأضافت الصحيفة أنه بالإضافة إلى أن محققي سهان كانوا قادرين على المقارنة بين
الطائرات دون طيار التي انفجرت بنموذج مماثل، فقد تمكنوا من الكشف عن أن "هذه الطائرة هي من طراز إكس 8، ومصدرها الشركة التجارية الصينية سكايووكر، ويباع هيكلها على شبكات الإنترنت بأقل من 150 يورو. أما إذا كانت مجهزة بكاميرات المراقبة وبنظام الملاحة، فسيصل سعرها إلى 1500 يورو".
وأشارت الصحيفة إلى أن المصور الخاص بصحيفة "لوموند"، لوران فان دير ستوكت، تمكن من رصد إحدى هذه الطائرات المقاتلة الصغيرة عند مدخل الموصل، أثناء تقدم وحدات القوات الخاصة العراقية، وقد بلغ طول جناحيها قرابة الـ1.20 متر. ورصدت عدسة هذا المصور إحدى الطائرات وهي تخترق سيارة إحدى الوحدات القتالية، ثم انفجرت داخلها.
وأضافت الصحيفة أن هذه الطائرات التي يتم التحكم فيها عن بعد، لها تأثير نفسي وتكتيكي على المقاتلين الذين يختبئون وراء المباني. وفي هذا الصدد، يقول لوران فان دير ستوكت، إن "الطائرات دون طيار التابعة لتنظيم الدولة، أو لمجموعات مختلفة من الجيش العراقي أو لحلفائهم، أو حتى التابعة للصحفيين، تغزو ساحة المعركة في الموصل، ما يثير ارتباك الجيوش نظرا للضجيج المتواصل الذي تحدثه فوق رؤوسهم".
وأوضحت الصحيفة أن القوات العراقية دمرت العديد من طائراتها، لأنها كانت غير قادرة على التمييز بينها. وعثرت قوات البشمركة على عبوات ناسفة ومتفجرات محلية الصنع، فضلا عن جثث مقاتلي تنظيم الدولة، وهو ما أثار مخاوف الباحث كولين.
وبيّنت الصحيفة أن كولين استخلص بعد بحوث طويلة أنه "في المدن التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، يقوم عناصره بإنتاج هذه الأجهزة والمتفجرات عن طريق تجهيز سلسلة لوجيستية من ورش العمل المدروسة بشكل جيد للغاية، والتي يعمل فيها بعض من عناصره أو من الأسرى"، مشيرا إلى أنهم "يتبعون منهج تايلور لضمان إنتاج هذه الأجهزة المتفجرة".