زلّ لسان الإعلامية الموالية لرئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي،
أماني الخياط، وبدلا من أن تقول إن
المصريين فوضوه لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل، قالت إن التفويض كان من الشعب والجماهير للدولة للعنف والإرهاب المحتمل، الأمر الذي أثار جدلا واسعا.
وعلقت الخياط، لدى تقديمها برنامج "مباشر من العاصمة"، عبر فضائية "أون لايف"، مساء الأربعاء، على تصريحات السيسي لعمرو أديب، مساء الاثنين، بأن مصر أرسلت 41 كتيبة من الجيش، قوامها بين 20 و25 ألف عنصر إلى سيناء، بالقول: "نفك يعني إيه 41 كتيبة؟ كم ألف؟".
واستدركت: "بس المغزى هنا مهم قوي.. المغزى، فيما أتصور، هو أن الدولة (السيسي) لما قبلت تفويض الشعب والجماهير اللي نزلت في 30/ ستة (30 يونيو 2013)، ووافقت على التفويض للإرهاب المحتمل".
واستدركت ثانية: "للعنف والإرهاب المحتمل.. فالدولة مش هتقدر ترجع في كلامها، ومش هتقدر تشتكي، ومش هتقدر تقول التكلفة لكن حجم اللوجستيات من إعاشة وتسليح وإجازات وتأمين، وكل ظروف الحياة دي لـ41 كتيبة غير باقي حدود الدولة".
واستطردت "دي تكلفة لما يتحمل الجيش هذه التكلفة المادية يبقى المطلوب منا إحنا ظهير الدولة، اللي أصدر التكليف، إننا مش كل شوية نستجيب لبكائيات السكر والزيت والأرز، وده الفرق بين الحالة في عام 67 والحالة دلوقتي".
وانطلقت الخياط، المعروفة في تسريبات مدير مكتب السيسي، عباس كامل، بأنها "البِت أماني"، بعد هذه المقدمة، إلى القول إن من يشكو من الغلاء وقلة الموارد هو داعم لـ"
الإرهاب".
وحذرت من أن حديث الإعلاميين عن قضايا الغلاء والتضخم والفساد، هو حرب على الدولة، قائلة: "أعتقد أنها آخر مرة الرئيس هيتكلم فيها عن الإعلام.. ويقولها في ثلاثة حروف (لا)".
وأضافت أن من يشكو الغلاء هو داعم للإرهاب، مردفة: "المجتمع عليه مسؤوليات ولازم يتحملها.. كلفتوني ونتيجة الحرب دي بتفرض علينا كلنا.. هنقعد نعيط على أكل وعلى شُرب يبقى إحنا بنخدّم على الآخر".
وأردفت: "عشان كدة عايزاكم تبصوا على الصور اللي ظهرت بعد تفجير العريش والمساعيد وتشوفوا المصريين اللي بيتحملوا.. اللي بلكونته وقعت.. واللي حيطة بيته مش موجودة.. ده هو تحمل المجتمع وشراكته في الحرب على الإرهاب".
وتابعت: "تيجوا نقولها باللغة الواضحة والصريحة؟ دي شراكة المصريين اللي هما ظهير هذه الدولة اللي رفضوا مشروع الأهل والعشيرة والتنظيم الدولي ومن خلفه الحكومة العالمية دول اللي موافقين يدفعوا الثمن".
وزعمت أن هذه الأيام هي أيام نشطة للجماعات الإرهابية والإخوان واللجان الثورية لنشر الفوضى، مدعية أن اليساريين والسلفيين توحدا بعضهما مع بعض.
تصريحات وردود فعل
وكان السيسي أدلى بتصريحات غير مسبوقة في مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب مساء الاثنين 9 كانون الثاني/ يناير الحالي ببرنامج "كل يوم"، عبر فضائية "OnE"، قال فيها: "لدينا 41 كتيبة في سيناء تضم من 20 إلى 25 ألف مجند وضابط".
وجاءت تصريحات السيسي تعقيبا على مصرع تسعة مجندين وإصابة عشرة آخرين، إثر هجوم استهدف كمين "المطافي" في العريش، صبيحة يوم الاثنين، وذكّر السيسي المصريين في تلك التصريحات بمزاعمه بتفويضهم له في مواجهة "العنف والإرهاب المحتمل"، في 24 تموز/ يوليو 2013، وأنهم من كلفوه بهذه المهمة.
وأثارت هذه التصريحات موجة من الجدل داخل المجتمع الإسرائيلي، نظرا لأن العدد الذي ذكره السيسي للجنود المصريين في سيناء يفوق العدد الذي تنص عليه اتفاقية "كامب ديفيد مصر"، فيما قلل معلقون إسرائيليون من خطورة هذه القوات مؤكدين أن لا تشكل تهديدا على تل أبيب، وأنها "حليف" يحارب الإرهاب الذي يمكن أن يتسرب على إسرئيل.
السيسي وصناعة "الإرهاب"
لكن مؤسس ومدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، بهي الدين حسن، علق على تصريحات السيسي، عبر حسابه على "تويتر" بقوله: "لم يكن السيسي مقنعا حتى لنفسه في تبريره لاستمرار الفشل الفاضح الدامي في مكافحة الإرهاب، بعد أن نحَّى جانبا أسئلة الناس كل يوم في مصر".
ومتفقا مع حسن، قال القيادي بحركة 6 أبريل، شريف الروبي، عبر حيابه بموقع "فيسبوك": "حقيقي بدل ما السيسي يعمل مداخلة تليفونية مع عمرو أديب على الأوربت مرة وعلى أون تى في مرة.. يدخل سينما يشاهد فيلم "مولانا"، وهو هيعرف من الإرهاب، ومين بيصنع الإرهاب، والدولة ماشية إزاي، وهيتأكد أن هو والنظام الحالي والأمن، وأن مصر أكبر دولة صانعة للإرهاب، مش أكبر دولة تحارب الإرهاب".
اجتماع ومذبحة
إلى ذلك، عقد السيسي، مساء الأربعاء، اجتماعا ضم كلا من وزيري الدفاع والداخلية، ورئيس الأركان، بالإضافة إلى عدد من كبار قادة القوات المسلحة والشرطة، أكد فيه أن الدولة (الحكومة) ستتكفل بتقديم الرعاية اللازمة لأسر ضحايا العمليات الإرهابية من رجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين
وبحسب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة: "تم خلال الاجتماع بحث تطورات الأوضاع الأمنية، لاسيما في شمال سيناء، والتدابير والخطط الأمنية، التي تنفذها القوات المسلحة والشرطة لمحاصرة البؤر الإرهابية، وملاحقة والقبض على العناصر الإرهابية".
ويُذكر أنه بالتزامن مع هذا الاجتماع، قام مسلحون مجهولون، مساء الأربعاء، بقتل أربعة من عناصر الشرطة المصرية، من بينهم ضابط، وأصابوا آخر، واستولوا على مدرعة، إثر هجوم على قوة تأمين لمستشفى حكومي بمحافظة سيناء، شمال شرقي البلاد، وفق مصدر أمني.