فتحت تحذيرات رئيس الوزراء
العراقي حيدر
العبادي، السبت، من أن يتحول التنافس الانتخابي المقبل إلى السلاح، باب التساؤل واسعا حول ما إذا كان العراق مقبلا على انقسام غير تقليدي في أوجه الصراع السياسي لمرحلة ما بعد تنظيم الدولة.
وحذر رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي في مؤتمر "حوار بغداد" الذي جمع معظم التشكيلات السياسية في العراق، السبت، من تحول التنافس الانتخابي المقبل إلى السلاح، مؤكدا أن حكومته بالتعاون مع الكتل ستحول دون ذلك.
وشدد على أن من أولويات حكومته في مرحلة ما بعد تنظيم الدولة هو حصر السلاح بيد الدولة لا بيد الأحزاب، وعدم السماح بعودة الحالات والمظاهر الشاذة التي كانت سائدة في العراق في مرحلة ما قبل احتلال تنظيم الدولة للمدن.
وتمتلك معظم التشكيلات السياسية الشيعية في العراق، فصائل مسلحة منضوية تحت مليشيات الحشد الشعبي، التي تشكل بفتوى من المرجع الشيعي علي السيستاني للتصدي لتنظيم الدولة بعد سيطرته على ثلث العراق في حزيران/ يونيو 2014.
الصراع الـ"شيعي-شيعي"
من جهته، رأى الباحث في العلاقات الدولية عمر عبد الستار في حديث لـ"
عربي21" "وجود صراع شيعي-شيعي حاولت
إيران إدارة أزمته حتى لا يخرج عن السيطرة طوال الفترة الماضية، لكن في مرحلة ما بعد استعادة الموصل، قد لا تعطيها تحالفاتها ولا مواردها هذه القدرة".
وأضاف، أنه في "العشرة الأيام الأولى من العام الحالي شهدت بغداد أكثر من عشرة تفجيرات من سامراء إلى النجف مرورا ببغداد، ثم تلاها تصريح لمليشيات بدر بقيادة العامري يطلب فيه إشراك الحشد الشعبي في استلام ملف أمن بغداد".
ولفت إلى أن "هذا الطلب عقب التفجيرات يشكك في من يقف وراءها.. وأن تصريحات العبادي بعد ذلك التي قال فيها إن الدماء لا تصلح للتسقيط السياسي، يؤكد وجود شق بين الأطراف الشيعية"، بحسب تعبير عبد الستار.
وأوضح أن العامري أقرب للمالكي منه للعبادي وهذا الشق بدأ يكبر بين الطرفين (الشيعي-الشيعي)، لافتا إلى أن تحالفات الانتخابات المقبلة ستكون مختلفة وأن "التسوية السياسية" ستؤجل.
العراق منقسم لـ"فسطاطين"
وعلى صعيد الاصطفافات المقبلة وتشكيلة التحالفات في الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في 2018، قال البرلماني السابق عمر عبد الستار، إن "المرحلة المقبلة سيكون فيها فسطاطان، الأول: بغداد أربيل كردي شيعي سني يكون الأقرب إلى
تركيا، والثاني: بغداد سليمانية وهو أيضا كردي شيعي سني الأقرب إلى إيران".
وأوضح، أن "الفسطاط الأول" سيجمع سياسيين بعيدين عن محور ولاية الفقيه وعلى رأسهم: مسعود البارزاني، وحيدر العبادي، ومقتدى الصدر، وأسامة النجيفي، وصالح المطلك، وخميس الخنجر، ورافع العيساوي.
أما "الفسطاط الثاني"، بحسب وصف عبد الستار، فسيكون على رأسه حزب جلال الطالباني ونوري المالكي وهادي العامري وشخصيات من السنة، على حد قول عبد الستار.
وتابع بأن "علاقة تركيا بإيران برغم وجود تنافس بينهما فإن هناك استقرارا لا ينزلق إلى حرب ولا يفضي إلى تحالف بينهما"، وأن "أحد الخيارات المرجحة في الانتخابات العراقية المقبلة هو الذهاب إلى هذين الفسطاطين".
إلى ذلك، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الجمعة، "الثوار والمصلحين" إلى تبني مطلب تغيير مفوضية الانتخابات، فيما طالب بوضع قانون "صارم" بهدف وصول المستقلين "الحقيقيين" للمفوضية.
وقال الصدر في تعليق له حول عمل "لجنة الخبراء" التي قرر البرلمان تشكيلها لتغيير أعضاء مفوضية الانتخابات، إن "تغيير المفوضية يجب أن يكون مطلبا شعبيا وهذا ما يجب على الثوار المصلحين المطالبة به مع باقي الأمور".
وأضاف الصدر: "يجب أن يتم وضع قانون صارم على لجنة الخبراء هذه بحيث يصل المستقلون الحقيقيون إلى سدة المفوضية وخلافه يجب معاقبتهم قانونيا، ولا بأس أن يكون هناك إشراف أممي في حال بدأت الانتخابات بكل أقسامها".