أثار الرفض الروسي لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب التي وصف فيها
إيران بـ"الدولة الإرهابية الأولى في العالم"، التساؤل حول طبيعة العلاقة بين موسكو وواشنطن في ظل تصعيد للأخير ضد إيران الحليف الأبرز لروسيا في الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من التصريحات الإيجابية بين رئيسي البلدين فلادمير
بوتين ودونالد ترامب عقب تولي الأخير إدارة الولايات المتحدة الأمريكية، فإن إيران قد تمثل حجرة عثرة في تقارب محتمل بين البلدين.
ويرى مراقبون في حديث لـ"
عربي21" أن "واشنطن بإدارتها الجديدة تسعى إلى تنبيه إيران إلى أن لا تذهب بعيدا في علاقتها مع
روسيا، فيما اعتقد آخرون أن إيران قد تكون أوكرانيا ثانية التي قد تعكر العلاقة بين روسيا وأمريكا في ظل إدارة ترامب.
وقال وسام الكبيسي المحلل السياسي المستشار في مؤسسة أبعاد البحثية في حديث لـ"
عربي21" إن "أمريكا الآن تريد أن تبقى ممسكة في كل الأوراق بالمنطقة بما في ذلك أوراق الضغط على روسيا من جهة وعلى إيران من جهة".
وأوضح أن "واشنطن لا تسمح بتقارب أكبر بين هذين البلدين من أجل أن لا تستخدم موسكو وطهران هذا التقارب بالضد من المصالح الأمريكية قس منطقة الشرق الأوسط".
إيران تخدم من في المنطقة؟
وأضاف الكبيسي: "علينا أن لا نذهب بعيدا بأن ما يطلقه ترامب من تصريحات ضد إيران، على أنها بالضرورة تكون في سياق إعادة التموضع في العلاقة الأمريكية- الإيرانية أو أن هناك سعيا لمنع إيران من أن تلعب أي دور في المنطقة".
وأوضح أن "واشنطن تسعى إلى جعل إيران تلتزم بالدور المناط بها في المنطقة، بمعنى أن المشروع الأمريكي سمح لإيران أن تحقق بعض المكاسب، لكنها في نفس الوقت يجب عليها (إيران) أن تكون أداة من أدوات المشروع الغربي بالمنطقة".
ولذلك فإنه، بحسب المحلل السياسي العراقي، "على إيران أن لا تتجاوز الخط الأحمر المرسوم لها، وتتحول من لاعب مهم في الشرق الأوسط، إلى لاعب وحيد كما حصل عهد أوباما الذي كان تمييعيا بنسبة كبيرة مع إيران، لأن مصالح أمريكا ستتأثر".
وبحسب رأي الكبيسي فإن "هناك تخادما إيرانيا مع المشروعين الأمريكي والروسي في المنطقة، الآن أمريكا تقول لإيران بأنه لا ينبغي أن يذهب التخادم مع روسيا إلى حد ممكن أن يضر بالمصالح الأمريكية في المنطقة".
هل تفرط روسيا بإيران؟
من جهته استبعد أستاذ العلوم السياسية الدكتور أحمد سعيد نوفل في حديث لـ"
عربي21" أن "تفرط روسيا في علاقتها مع إيران مقابل تحسين علاقتها مع أمريكا برئاسة ترامب".
ولفت إلى أن "العلاقة الودية الخاصة بين ترامب وبوتين من الممكن أن توظف مستقبلا في عدم التصعيد الأمريكي ضد إيران، وبذلك فإن روسيا ستلعب دور الوسيط بين الجانبين".
لكن نوفل أعرب عن اعتقاده بأن علاقة واشنطن الآن يمكن أن تتبدل في أي لحظة مع أوروبا ودول الخليج، ولا نستطيع أن نضمن مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة في أن تستمر كما كانت منتقدة لروسيا.
وأشار إلى أن العديد يتوقعون مفاجآت كثيرة في عهد ترامب مع الصين ودول حليفة للولايات المتحدة الأمريكية، لأننا نشهد الآن "مرحلة انتقالية" جديدة من الممكن أن تؤدي إلى تدهور العلاقات الدولية.
ودعا نوفل إلى عدم الرهان كثيرا على العلاقات الخاصة التي تربط أمريكا في عهد ترامب مع روسيا بوتين، لافتا إلى أنه من الممكن أن تستمر أو يطرأ عليها مستجد يوتر العلاقة بينهما كما حصل في موضوع أوكرانيا.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال الاثنين، في مقابلة مع محطة "فوكس نيوز" الأمريكية إن إيران هي "الدولة الإرهابية الأولى" في العالم، منتقدا في الوقت ذاته إدارة سلفه أوباما لتوقيعه الاتفاق النووي مع إيران.
وعلى إثر ذلك قال المتحدث باسم الكرملين الروسي، الإثنين، إن بلاده لا تتفق مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي وصف فيها إيران بأنها دولة إرهابية.
وأضاف ديمتري بيسكوف أن الخلافات الموجودة بين روسيا والولايات المتحدة يجب ألا تكون حائلا دون بناء علاقات أساسها المنفعة المشتركة بين جميع الأطراف، لافتا إلى أنه "ليس سرا أن وجهات نظر موسكو وواشنطن تقف على طرفي النقيض في الكثير من القضايا الدولية".
إلى ذلك قال السفير الروسي لدى إيران ليفان جاجاريان، الإثنين، إن موسكو قلقة من تصعيد الخطاب بين الولايات المتحدة وإيران وأنها ستفعل ما بوسعها للحد من التوتر بين البلدين، مشيرا إلى أن "إيران لم تطلب من موسكو التوسط لدى واشنطن نيابة عنها".