دعا رئيس حزب الوسط الإسلامي في
السودان يوسف الكودة، حكومة بلاده للتطبيع مع
إسرائيل بدون شروط، باعتبار أن الخرطوم "خسرت ماديا ومعنويا بانتهاك سيادتها بالقصف الجوي المتكرر".
وقال الكودة في محاضرة بعنوان: "العلاقة مع إسرائيل .. البعد الديني"، نظمها مركز "طيبة برس" (غير حكومي)، بالتعاون مع "منتدى مراجعات النهضة والحوار"، (قال) إن "مقاطعة إسرائيل ارتدت إلى صدورنا، ولا مانع في إقامة علاقة مع أي جهة من الجهات طالما أنها لم تتدخل في شأنك الخاص".
وأضاف رجل الدين، المعروف بإثارته الجدل في السودان: "نريد أن يناقش الناس حاليا موضوع العلاقة مع إسرائيل، ونحن تعبنا ودفعنا الكثير من الثمن في سبيل القضية الفلسطينية بطريقة خاطئة".
وأشار الكودة إلى أنه "لا مانع شرعا من تغيير موقف
المقاطعة ودراسة موقف الدخول في علاقة مع إسرائيل".
وتابع: "المراقب يلاحظ أن إسرائيل على استعداد لإيجاد علاقة، والآن الدول التي تقيم علاقات مع إسرائيل لديها مواقف أقوى، للمطالبة بالحقوق الفلسطينية".
وأوضح الكودة أن "المقاطعة موقف يراد منه الوصول إلى غاية، ولكننا لم نصل إلى تلك الغاية، بل لم تتضرر إسرائيل وتضررنا نحن، والأمر واضح، لذلك أقول لماذا لا نقترح إعادة النظر في ذلك الموقف واستبداله بآخر، ما الذي يمنع؟".
وزاد: "هل حدثتنا السيرة النبوية عن القتال فقط؟ السيرة حدثتنا عن المداركة، والموادعة والمهادنة والمعاهدة، ولماذا نحن لا نعرف غير القتال، والجهاد؟".
ولفت إلى أن "المقاطعة موقف وليست مبدأ، والمبادئ لا تتغير ولكن المواقف تتغير وتتعدل".
الكودة، أشار في حديثه خلال المحاضرة إلى أن "السودان خسر ماديا ومعنويا"، في إشارة إلى الغارات المتكررة المنسوبة لإسرائيل على السودان.
ويوصف الكودة في السودان بأنه "مثير للجدل" لتناوله قضايا "مسكوت عنها"، لاسيما في الوسط السلفي كـ"الغناء والموسيقى والمعازف والتي تعد من المحاذير لهذا التيار".
ولا يقيم السودان علاقات مع إسرائيل التي اتهمتها الخرطوم في 2012 بقصف مصنع اليرموك لصناعة الذخيرة بضاحية أبو آدم جنوبي العاصمة، قبل أن توجه له ضربات تسببت في مقتل مواطنيْن اثنين وإصابة ثالث بجروح بالغة الخطورة، كما أشعلت النيران في جوانب المجمع.
ويعيد هذا الهجوم إلى الأذهان أحداثا سابقة وجه فيها السودان تهما لإسرائيل بخرق أجوائه وشن هجمات على أهداف داخل أراضيه، حيث اتهمت الخرطوم إسرائيل بالوقوف وراء غارة جوية استهدفت سيارة في أيار/ مايو 2011 بمدينة بورتسودان وأوقعت قتيلين.
كما لم تؤكد سلطات الاحتلال أو تنف المسؤولية عن غارات مماثلة في كانون الثاني/ يناير 2009 بالسودان استهدفت قافلة شاحنات يشتبه في أنها كانت تهرب أسلحة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل نحو 119 شخصا.