في ما يشكل دفعة جديدة للواء الليبي خليفة
حفتر، أعلن وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، أن اجتماع الاتحاد الأوروبي الأخير ناقش مسألة إسناد دور في الحكومة الجديدة المدعومة من الأمم المتحدة؛ لحفتر، وسط تخوفات من سيطرته على هذه الحكومة.
ويأتي هذا، بينما كشف مصدر في الخارجية
المصرية أن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، طلب خلال لقاء مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، من قادة الإمارات التشديد على حفتر، ومطالبته بضرورة تهدئة الأجواء، وعدم الإقدام على أي خطوة من شأنها التصعيد وتأجيج صراع جديد في المنطقة.
وبحسب ما نقتله صحيفة "العربي الجديد" عن المصدر المصري، فإن "حفتر أبدى اعتراضا على الجهود المصرية الرامية لتنظيم لقاء مشترك بينه وبين رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، في مصر، بوساطة روسية، متمسكا بحسم الصراع عسكريا".
لكن جونسون قال في تصريحات نقلتها صحيفة التايمز البريطانية، الثلاثاء، إنه جرى الحديث بين الأوروبيين "حول الحاجة لتوحيد الشرق والغرب، والعمل استنادا إلى الاتفاق السياسي الليبي".
من جهتها، أكدت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أن "الاتحاد الأوروبي مستعد لتسهيل عملية التقارب بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج والجنرال خليفة حفتر، لكن مع استمرار دعم
حكومة الوفاق الليبية"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الإيطالية "آكي" مساء الاثنين الماضي.
وأثارت هذه التصريحات المتزامنة من قبل مسؤولين أوروبيين ومصريين، عدة تساؤلات عن دلالاتها في هذا التوقيت، وعما إذا أصبح وجود حفتر في المشهد السياسي أمرا واقعا، وما إذا كان حفتر سيقبل، أساسا، بمجرد منصب وزير دفاع في الحكومة المنتظرة، إلى جانب التساؤلات عن تحفظ بعض الأطراف الإقليمية والمحلية عليه.
تسوية سياسية
وقال الضابط الليبي في طرابلس، العقيد عادل عبد الكافي، إن "كل داعمي حفتر الآن تأكدوا أنه غير قادر على الحسم العسكري، ومن ثم اتجهوا جميعا إلى التسوية السياسية، وبعضهم تراجع فعليا عن دعمه، ومنهم مصر التي التقت في الفترة الأخيرة بعدة أطراف منهم مناوئين لمشروعه"، وفق قوله.
وأضاف لـ"عربي21": "بخصوص الدعم الأوروبي، أو الضغوطات على حفتر وكبح جماحه، فما هي إلا مجرد مناورات سياسية من أجل الضغط على الجميع لتحقيق الحل السلمي بعيدا عن الاشتباكات العسكرية"، معتبرا أنه "لو توقف الدعم عن حفتر سياسيا وعسكريا سيتوقف رغما عنه، وربما يغيب عن المشهد نهائيا".
من جهته، رأى، أستاذ القانون الدولي بجامعة الزقازيق المصرية، السيد أبو الخير، أن "حفتر شبيه بالسيسي"، مضيفا لـ"عربي21": "تم تحديد دور لكل منهما من قبل الغرب ليلعبه في بلاده ومحيطه الإقليمي، ونجح الانقلاب فل مصر بنسبة كبيرة، بخلاف
ليبيا، ومن ثم فالهدف واحد والمحرك واحد، فلا غرابة من هذا الدعم للجنرال الليبي"، حسب تعبيره.
وقال: "هذه التصريحات الأوروبية وما قابلها من تصريحات مصرية؛ هي في حقيقتها أوامر من قبل الغرب، وتكليفات يجب تنفيذها في هذا التوقيت، لكني استبعد تراجع مصر في دعم مشروع حفتر".
دور فاعل
لكن أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة عمر المختار الليبية، رمضان بن طاهر، أكد أن "المعلن الآن، سواء من المبادرة البريطانية أو المصرية، هو دعم التوافق والمصالحة من خلال إعطاء حفتر دورا فاعلا، وحصة في النظام الجديد الذي سيتشكل، بعد التأكد أن الحلول العسكرية لن تنجح في الحسم".
واستدرك، في حديثه لـ"عربي21"، بالقول: "لكني أكاد أجزم بفشل كل المبادرات المطروحة من الداخل والخارج، لثلاثة أسباب: فشل حكومة السراج في إقناع المعارضين لها ووضع قواعد أساسية لإنهاء حالة الحرب، وإصرار كل طرف من أطراف الصراع على إقصاء الآخر، وكثرة التدخلات الإقليمية والدولية، والتي ليس من مصلحتها دعم الاستقرار، وبعضها يريد تدمير البلاد وإضعاف ليبيا وتقسيمها"، بحسب قوله.
مصر تتراجع
أما الكاتب الصحفي الليبي، عبد الله الكبير، فقد رأى أن "كل الأطراف الإقليمية والدولية تقريبا تريد حلا سياسيا للأزمة الليبية، وأن يكون لحفتر دور في هذا الحل، خاصة أن الأخير ليس بوسعه هزيمة خصومه عسكريا".
وبخصوص الدور المصري وتراجعه في دعم حفتر، قال الكبير لـ"عربي21": "فعليا دور مصر شهد تغيرا ملحوظا باتجاه دفع حفتر إلى قبول تسوية سياسية، لكنها أيضا تسعى لضمان سلطات واسعة له في المشهد السياسي والعسكري الليبي"، وفق تقديره.