في أول اتصال بين أحد المقربين من رئيس السلطة
الفلسطينية محمود عباس، ومسؤولي الاستخبارات في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، التقى رئيس المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج مسؤولين أمنيين أمريكيين كبارا، فيما يعكس وفق مختصين فلسطينيين جهود القيادة الفلسطينية لفتح نافذة تواصل مع البيت الأبيض.
عباس يطارد ترامب
وتمت الزيارة دون الإعلان عنها، إلا أن مسؤولا أمنيا أمريكيا كشف أمر الزيارة لوكالة "أسوشييتد برس"، حيث أوضح أن "فرج التقى بمسؤولين في وكالات الاستخبارات الأمريكية في واشنطن خلال اليومين الماضيين".
ولم يتم الكشف عن أهداف الزيارة أو مضمون تلك الزيارة التي تأتي في وقت يطارد فيه الرئيس عباس؛ ترامب، من أجل التواصل معه دون جدوى. وتساءل موقع "المصدر" الإسرائيلي: "هل يتجاهل ترامب عباس عمدا، في الوقت الذي أجرى فيه مكالمتين مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو؛ استعدادا للقاء قريب في واشنطن في 15 الشهر الجاري؟".
اقرأ أيضا: عباس يطارد مكالمة مع ترامب بلا جدوى.. نتنياهو شيء آخر
ورأى الكاتب والمحلل السياسي، زهير الشاعر، أن "زيارة اللواء فرج الذي يحظى بثقة كبيرة من الرئيس عباس؛ تأتي لمحاولة فتح الأبواب الموصدة في وجه القيادة الفلسطينية، وبذل المزيد من الجهود الرامية لفتح قنوات تواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، بعد أن باءت جميع محاولات الرئيس عباس بالتواصل مع الرئيس ترامب بالفشل"، كما قال.
لن يتحقق المرجو
وأضاف لـ"
عربي21": "يسعى اللواء المعروف بهدوئه وذكائه وإلمامه بالتحديات التي تواجه المنطقة؛ إلى إطلاع الإدارة الأمريكية الجديدة على أهمية الحوار مع السلطة، وتوضيح المخاطر التي تحيط بالمنطقة إضافة لأهمية دور السلطة في التعاون الأمني".
وأوضح الشاعر أن "زيارة اللواء فرج أتت بتكليف من عباس مباشرة؛ لتعكس المخاوف المشروعة لدى القيادة الفلسطينية؛ من أن دورها انتهى، وأن هناك توجهات ورؤية جديدة لدى إدارة ترامب ربما بتجاوز دورها".
ورجّح الكاتب أن لا تحقق الزيارة "المرجو منها لدى القيادة الفلسطينية في الوقت الحالي، ولكنها تأتي في سياق المحاولة على الأقل لإيصال وجهة نظر الجانب الفلسطيني قبل اللقاء المرتقب يوم 15 شباط/ فبراير في البيت الأبيض، بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، على حد قوله.
اقرأ أيضا: من هو خليفة محمود عباس وفق التقديرات الإسرائيلية؟
من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي، فايز أبو شمالة، أن هذا "اللقاء الأمني يعكس استخفاف إدارة ترامب بالقيادة السياسية الفلسطينية برئاسة عباس"، مضيفا: "الإدارة الأمريكية بذلك تؤكد أن التعاون مع المسؤولين الفلسطينيين ينحصر في الجانب الأمني فقط، وأن دور السلطة لا يتعدى المشاركة الأمنية دون أي مكانة سياسية".
تقلص مكانة السلطة
وأضاف لـ"
عربي21": "لقاء رئيس المخابرات الفلسطينية بمسؤولين أمريكيين؛ خطير جدا جدا، وله ما بعده من مواقف وقرارات وسياسة أمريكية تتحكم بمفاصل العمل السياسي الفلسطيني"، بحسب تعبيره.
وقال أبو شمالة: "يعمل سيف السياسة الأمريكية على تحقير السياسة الفلسطينية إلى حد حشرها في تنفيذ مهمات أمنية فقط"، ورأى أن "الإدارة الأمريكية بهذا الموقف؛ تكون هي الممثل الشرعي والوحيد للحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي لا ترى وجودا للسلطة الفلسطينية إلا من خلال التنسيق الأمني".
وأشار الكاتب السياسي، إبراهيم المدهون، إلى أن "اللواء فرج صاحب الطموح؛ هو الرجل رقم واحد، والحاكم الميداني المسيطر على مقاليد الأمور في الضفة الغربية المحتلة، والمنسق الأساسي مع الاحتلال في إدارة وضبط الضفة".
ونبه المدهون، في حديثه لـ"
عربي21"، إلى أن "إسرائيل تنظر إلى السلطة؛ على أنها سلطة أمنية وليست سياسية، ومن هنا تكون الأولوية دائما بالنسبة للقادة الأمنيين وليس السياسيين؛ وهو ما أوصل فرج لهذه المكانة المتقدمة في ظل تقلص مكانة الرئاسة الفلسطينية".
وأوضح الكاتب أن "هناك تطابقا ما بين الرؤية الأمريكية والإسرائيلية التي تعتبر أن السلطة كيانا أمنيا؛ وليس سياسيا يسعى إلى تعزيز إقامة الدولة الفلسطينية، ومن هنا تمثلت الأولوية الأمريكية بلقاء الواجهة الأمنية الفلسطينية المتمثلة في اللواء فرج"، كما قال.