إسرائيل دعت 26 نجما من هوليوود لزيارتها.. فكيف ردوا؟
القدس المحتلة- أ ف ب23-Feb-1712:46 AM
شارك
دي كابريو- أرشيفية
عرضت إسرائيل العام الماضي على عدد من النجوم الكبار في هوليوود، بينهم ليوناردو دي كابريو ومات ديمون وغيرهم، رحلات فاخرة مجانية إلى الدولة العبرية، لكن لم يلبّ أحد من هؤلاء الدعوة حتى الساعة.
ويعتبر نشطاء مؤيدون للفلسطينيين أنهم حققوا انتصارا؛ إذ يبدو أن النجوم الـ26 الذي رشحوا لنيل الأوسكار العام الماضي لم يوافقوا على القيام بالرحلة التي تشمل جولات خاصة تقدر كلفتها بـ55 ألف دولار أمريكي.
وكان عرض الرحلة إلى إسرائيل جزءا من مجموعة من الهدايا التي قدمتها شركة تسويق، خلال حفل الأوسكار العام الماضي، وتبلغ قيمة كل هدية مئتي ألف دولار، تشمل الرحلة وهدايا أخرى، مثل ورق حمام باهظ الثمن، ما أثار ردود فعل غاضبة.
واتهمت منظمات مؤيدة للفلسطينيين إسرائيل بمحاولة استغلال المشاهير؛ لضمان تغطية إعلامية إيجابية؛ من أجل التقليل من أثر ما تقوم به من انتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقبل أيام من حفل الأوسكار المقبل في 26 شباط/ فبراير، لا يبدو أن أيا من المرشحين للأوسكار العام الماضي قام بزيارة إسرائيل.
وأوضحت الشركة صاحبة الفكرة أن نجمة فيلم "ذا هانغر جيمز" الأمريكية، جنيفير لورانس، أرسلت والديها بدلا منها للقيام بالزيارة.
ويقول يوسف منير، من "الحملة الأمريكية لحقوق الفلسطينيين" التي قادت حملة إعلامية ضد زيارة نجوم هوليوود مع منظمة "جويش فويس فور بيس" (الصوت اليهودي من أجل السلام) الأمريكية: "هذا نجاح. أنا سعيد للغاية بأنه لا يوجد أي دليل على أنهم ذهبوا (إلى إسرائيل). أعتقد أنه من الواضح أن هدف استغلال الممثلين لتجميل صورة إسرائيل فشل". ورفضت وزارة السياحة الإسرائيلية التعليق على ذلك أو تأكيد أسماء النجوم الذين قبلوا العرض.
"قيمة هائلة"
وقبل أن يحصد ليوناردو دي كابريو جائزة أفضل ممثل عن فيلم "ذي ريفننت" العام الماضي، أعلنت وزارة السياحة الإسرائيلية أن المرشحين في خمس فئات في الأوسكار، بالإضافة إلى مقدم الحفل كريس روك، سيحصلون على رحلات خاصة بهم تشمل السفر في الدرجة الأولى والنزول في فنادق فاخرة.
وأعلن مسؤولون إسرائيليون وقتها أنهم يرغبون في إظهار "صورة إسرائيل الحقيقية".
وقال المدير العام لوزارة السياحية الإسرائيلية، عمير هاليفي، في حينه: "لكل واحد من هؤلاء المشاهير ملايين المتتبعين. كل مشهور قد يأتي لزيارتنا بإمكانه نشر صورة ذاتية له من مكان ما عبر الإنترنت، ولهذا الأمر قيمة هائلة".
وقام نشطاء مؤيدون للفلسطينيين في الولايات المتحدة بوضع إعلانات في صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" تحث الممثلين على عدم القيام بالزيارة.
ثم قام النشطاء بمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العادية. ويقول منير إنه لا دليل "حتى الآن" بأن أيا منهم زار إسرائيل.
ويقول سام جي من موقع "اكسبلورايزرائيل دوت كوم"، التي قدمت الفكرة، إن جنيفر لورانس قدمت الرحلة لوالديها كهدية عيد ميلاد، وقدما إلى إسرائيل.
وكان الممثل مارك ريلانس -الذي حاز على جائزة أفضل ممثل مساعد، والمنتقد لسياسات إسرائيل- أكد العام الماضي أنه لن يقوم بزيارة للدولة العبرية.
وتقول المتحدثة باسم "الصوت اليهودي للسلام"، جارانتي سوسنوف، إن هذا الموقف يأتي في إطار حملة واسعة للمقاطعة الثقافية.
وتضيف: "أثارت حملتنا ضجة. وقمنا بالإخلال بالترويج ل+علامة إسرائيل+ كأمر طبيعي"، مشيرة إلى أن الحملة "ذكّرت نجوم هوليوود بأن هناك تكلفة اجتماعية لربطهم بالاحتلال العسكري".
انتقال إلى "اليسار"
ويقول الباحث في العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية، دان روتيم، إن إسرائيل أرادت استغلال النجوم "كطريقة لكسر الانطباع بأن هناك نوعا من العزلة أو المقاطعة".
ويخضع الموسيقيون الذين يقدمون حفلات في إسرائيل لضغوط من حركة المقاطعة، وسحب الاستثمارات، وفرض العقوبات على إسرائيل "بي دي أس"، مع وجود مغني "بينك فلويد" روجر واترز بين الداعمين للحركة.
وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت سلسلة من الفرق الغنائية، بينها "راديوهيد"، أنها ستعقد حفلات غنائية في إسرائيل، ما دفع صحيفة "هآرتس" اليسارية الإسرائيلية للتساؤل إن كانت حركة مقاطعة إسرائيل تفشل.
وأثير الجدل مرة أخرى الأسبوع الماضي، بعد أن رفض عدد من لاعبي كرة القدم الأمريكية القدوم في رحلة إلى إسرائيل، بينما انضم خمسة من أصل 11 فقط إلى الرحلة بعد مباراة "سوبر بول".
وكان مايكل بينيت من فريق "سياتل سيهوكس" صرح قائلا: "لن يتم استغلالي" من جانب إسرائيل.
وأكد بينيت في بيان: "عندما أتوجه إلى إسرائيل-وأنا أخطط للذهاب- فإنني لن أرى إسرائيل فقط، بل الضفة الغربية وقطاع غزة، لأرى كيف يعيش الفلسطينيون الذين يسمون هذه الأرض وطنهم".
وزار الممثل الأمريكي تشاك نوريس إسرائيل هذا الشهر، والتقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
إلا أن روتيم يشير إلى أن الدولة العبرية تبحث عن جذب شخصيات أمريكية يسارية من الديمقراطيين كغالبية ممثلي هوليوود.
وتراجعت شعبية إسرائيل لدى الديمقراطيين في الولايات المتحدة. وبحسب مركز "بيو" للأبحاث، فإن نسبة الديمقراطيين -الذين يتعاطفون مع الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين- تضاعفت تقريبا منذ عام 2014. وفي عام 2016، دعم 40% منهم الفلسطينيين مقابل 33% كانوا يدعمون الإسرائيليين.
ويقول روتيم: "لم يعد اليسار واليمين في الولايات المتحدة ينظران إلى إسرائيل من المنظور ذاته".