نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا لمراسلها في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، تكشف فيه عن أن مقاتلي
تنظيم الدولة في
العراق وسوريا أقاموا معسكر تدريب داخل
نفق.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن تنظيم الدولة استطاع تحويل نفق أنشئ لخطوط السكك الحديدية إلى معسكر تدريب، وجهزوه بملعب للرماية والهجوم وقاعات تدريس، لافتا إلى أن القوات العراقية التي تقدمت في الجزء الغربي من مدينة
الموصل اكتشفت المعسكر بعدما سيطرت على المنطقة.
ويلفت الكاتب إلى أن القوات العراقية دخلت النفق عندما كانت تحضر للسيطرة على مطار الموصل الواقع في الجزء الجنوبي الغربي من المدينة، حيث اكتشف منذ ذلك الوقت أن التنظيم جهز المعسكر بعيادة طبية وملعب رماية وحتى صحيفة ناطقة باسم التنظيم في النفق، الذي يمتد على طول كيلومتر، وتم تدعيم حمايته بأكياس الرمل، وزينت جدرانه بأعلام تنظيم الدولة وشعاراته.
وتورد الصحيفة أن ضابطا في الشرطة الفيدرالية زعم أن التنظيم تخلى عن المعسكر، الذي بذل فيه جهدا، وحصنه بالسلاح، دون مقاومة.
ويفيد التقرير بأن النفق يقع تحت قرية البوسيف، وهو جزء من مشروع سكة حديد الموصل بغداد، لافتا إلى أن القوات العراقية عثرت في داخل النفق على ملعب حواجز وممر للحبال وعجلة سيارات وبرميل ومكان للرماية ولوحة للأهداف.
وينقل سبنسر عن ضابط آخر، قوله لوكالة أنباء "رودا" التركية، إن النفق مجهز بالطاقة الكهربائية، ومعد بشكل كامل دون وجود أي نواقص، وأضاف أن النفق ربما استخدم لتدريب المقاتلين الأجانب، مشيرا إلى أن قوات التدخل السريع في الشرطة الفيدرالية وقوات مكافحة الإرهاب شنت هجوما على الجزء الغربي من الموصل في الأسبوع الماضي.
وتبين الصحيفة أن القوات تقدمت أسرع مما كان متوقعا، مع أن الجزء الغربي، وهو المدينة القديمة، ذا الكثافة السكانية العالية، والمعمار القديم، والأحياء المتلاصقة، والشوارع الضيقة، قد يعوق التقدم قليلا.
وبحسب التقرير، فإن الجهاديين ردوا على الهجوم، رغم أن عددهم أصبح قليلا، واستخدموا أبناء المدينة والأطفال في عملياتهم الانتحارية، التي أصبحت توقعهم في المواجهات التي يحاولون من خلالها إبطاء تقدم القوات المهاجمة.
ويورد الكاتب نقلا عن تشارلي وينتر، الذي يقوم بمراقبة عمل الجماعات الجهادية، قوله إن ثلثي العمليات الانتحارية التي نفذت في غرب الموصل الأسبوع الماضي قام بها أطفال، منوها إلى أن ذلك دلالة على أن عدد المقاتلين يتناقص.
وتذكر الصحيفة أن هناك تقارير تقول إن التنظيم بدأ يعتمد على الأسلحة الكيماوية، حيث يقول مدير منطقة الشرق الأوسط في منظمة الصليب الأحمر الدولية روبرت مارديني: "استقبل المستشفى خلال اليومين الماضيين خمسة أطفال وامرأتين تظهر عليهم علامة التأثر بالغاز الكيماوي".
وينقل التقرير عن الخبير البريطاني السابق في الأسلحة الكيماوية هاميش دي بريتون، الذي يعمل الآن مع البيشمركة الكردية، قوله إن هناك على ما يبدو استخدام لغاز الخردل.
وينوه سبنسر إلى أنه يعتقد أن التنظيم قام بتجربة إنتاج غاز الخردل في جامعة الموصل، الواقعة في الجزء الشرقي من المدينة، مع أن الإنتاج يتركز الآن في مدينة الرقة، شرق سوريا.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول دي بريتون إن استخدام السلاح الكيماوي قد يكون المحاولة الأخيرة لإنقاذ أنفسهم، أي الجهاديين، خاصة أن رئيس النظام السوري بشار الأسد استخدمه ضد المدنيين في الغوطة الشرقية في عام 2013، وأضاف أن "استخدام السلاح الكيماوي أصبح اليوم، وللأسف، أمرا عاديا".