بدأت قوات النظام السوري حملة برية في ريف
حلب؛ تهدف إلى عزل العديد من المدن والبلدات والقرى في الريف الشمالي، وقطع طرق الإمداد عن هذه القرى، عبر خطة للسيطرة على العديد من التلال والجبال في ريفي حلب الغربي والشمالي.
وشنّت قوات النظام هجوما واسعا على جبهات الريف الغربي لمدينة حلب في 3 آذار/ مارس الجاري، وحاولت السيطرة على جبل شويحنة؛ سعيا منها للوصول إلى جبل معارة الأرتيق، الذي يشرف على معظم طرق الإمداد الواقعة بين ريفي حلب الشمالي والغربي، ومنه تستطيع قوات النظام السوري رصد طرق الإمداد لكثير من القرى والبلدات والمدن.
وفي السياق، فشلت قوات النظام في عدة محاولات للوصول إلى جبل شويحنة ومعارة والراشدين، وغيرهما من المناطق غربي مدينة حلب، كما فشلت في التقدم في حي جمعية الزهراء غربي مدينة حلب (آخر معاقل المعارضة في حلب المدينة).
من جهة أخرى، تهدف قوات النظام السوري، المدعومة بمليشيات أجنبية، إلى السيطرة على عدة مناطق، أهمها عندان، وكفرحمرة، وحريتان، والليرمون، ومعارة، وحيان، وبيانون، وذلك للسيطرة على أوتستراد غازي عنتاب، الواصل بين مدينة حلب وبلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب. ومن البلدتين يمكن الوصول لمدينة عفرين على الحدود السورية التركية.
بدوره، قال عضو المكتب الإعلامي لهيئة تحرير الشام، أحمد حماحر، إن قوات نظام الأسد ومليشياته حاولت التقدم على جبهات الريف الغربي، إلا أنّ الفصائل في الشمال والغرب استطاعت أن تتصدى لتلك المحاولات، وتقتل عشرات العناصر والضباط في منطقتي جبل شويحنة والراشدين، بالإضافة إلى أسر عناصر آخرين أثناء المعارك الجارية.
وأضاف حماحر لـ"عربي21" أن الاشتباكات في تلك المنطقة لم تكن بشكل قريب أو مباشر، بل كانت عن طريق الرشاشات الثقيلة والمدفعية والرصد، أثناء تقدم المجموعات في تلك المنطقة؛ بسبب طبيعتها الجغرافية الجبلية، "واستطعنا إيقافهم بالرغم من مئات القذائف المدفعية والفراغية من الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام"، كما قال.
وتأتي هذه الهجمة الكبيرة لنظام الأسد وسط استمرار الخلافات بين فصائل المعارضة في إدلب وريف حلب، وذلك بعد اشتباكات عنيفة بين حركة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام في معسكر المسطومة في ريف إدلب، حيث تعدّ هذه الخلافات بين الفصائل من أهم العوامل التي تُرجح استمرار تقدم قوات النظام السوري ومليشياته، دون وجود توافق بين فصائل المعارضة على قيادة واحدة في ريف حلب، وإدلب وريفها، حتى الآن.
وقال ناشطون إنّ حشودا كبيرة من قوات النظام ومليشياته تصل إلى جبهات الريفين الغربي والشمالي لحلب، كما نقل بعضهم أنّ النظام السوري أبلغ فريقا من الأمم المتحدة متواجدا في حي جمعية الزهراء بضرورة مغادرة المنطقة؛ بسبب الأعمال العسكرية.
وتعدّ مدن الريف الشمالي في حلب من أكبر الحواضن الشعبية للثورة السورية في الشمال السوري، وتعرضت هذه المدن والقرى لهجمات برية وجوية كبيرة؛ ما أدى إلى تدمير نسبة كبيرة من منازلها.
يذكر أنّ قوات النظام استطاعت فصل الريف الشمالي في حلب إلى قسمين، في شباط/ فبراير 2016، بعد السيطرة على قرية رتيان وفتح طريق إلى بلدتي نبل والزهراء المواليتين لنظام الأسد، وبذلك تمكن نظام الأسد من عزل قرى كبيرة عن أخرى في الريف الشمالي، ويعود الآن ليبدأ محاولة جديدة لعزل ما تبقى منه عن الريف الغربي، والسيطرة على أوتستراد غازي عنتاب الدولي.