أكد خبير عسكري إسرائيلي؛ أن الخطر من الرد السوري وربما الروسي في أي هجوم قادم على
سوريا "ازداد".
وقال الخبير في الشؤون العسكرية؛ الإسرائيلي ألون بن دافيد؛ "أحداث ليلة الجمعة الماضي تبشر بعهد جديد في العلاقات بين إسرائيل وسوريا؛ ليس بسبب الرد السوري على الهجوم، بل بسبب القرارات التي اتخذت من طرفنا"؛ متوقعا أن "زيادة الخطر من الرد السوري أو الروسي في المرة التالية التي ترغب فيها إسرائيل مهاجمة إرسالية سلاح في سوريا".
وأشار بن دافيد في مقال له نشر في صحيفة "معاريف" العبرية اليوم؛ إلى أن "كل شيء سار بشكل سليم في هجوم الجمعة؛ سواء الهدف (شحنة سلاح متطور مخصص لحزب الله، أم الرد السوري؛ أو عدم نجاح المضادات الأرضية السورية؛ التي أطلقت صلية غير ناجعة من صواريخ مضادة للطائرات لم تشكل خطرا على طائراتنا".
ونوه الخبير؛ إلى أن "الجيش الإسرائيلي يدعي أن أحد الصواريخ، من طراز SA-5 شق طريقه جنوبا وهدد بالسقوط في الأراضي الإسرائيلية (فلسطين المحتلة)؛ وعليه فقد تقرر تفعيل الصافرة في الغور وبشكل استثنائي جدا أيضا أطلقت منظومة سلاح حيتس (أورو) صاروخا في تفعيل يعتبر سابقة تقريبا".
وأضاف بن دافيد؛ "هذا الحدث غريب؛ لأن الصواريخ المضادة للطائرات، حتى الكبيرة والثقيلة جدا مثل SA-5، لا تهدد بالضرب على الأرض؛ في حالة أنها لم تضرب الطائرة"، موضحا أنها "مبرمجة لان تعلو وتدمر نفسها على مسافة عالية جدا منعا لضرر مصادف؛ كما أن منظومة حيتس تعرف كيف تشخص كل أنواع الصواريخ في المنطقة؛ فالصورة وتفاصيل الطيران المميز لكل صاروخ تظهر على الشاشة؛ كما لا يفترض بها أن تعترض صواريخ مضادة للطائرات".
وكشف الخبير العسكري؛ أن "كل منظومات الدفاع الإسرائيلية في مساء كهذا يحدث خلاله الهجوم في سوريا تكون متحفزة، وفي موقع التحكم لسلاح الجو يوجد أصحاب القرار الأكبر"، موضحا أن الأمر لا يعدو "واحدا من اثنين؛ إما أن يكون مطلقي الصاروخ السوري أطلقوه بقصد كي يسقط في إسرائيل، أو أن أصحاب القرار في إسرائيل اتخذوا وقاية أمنية عالية على نحو خاص حين قرروا اعتراضه".
وتابع: "هذا الحدث الغريب أثار بالطبع جملة من نظريات المؤامرة، التي ادعت بأن ما اعترض حقا هو صاروخ أرض-أرض وأن الجيش الإسرائيلي يخفي هذه الحقيقة"، مضيفا: "لو كان بشار الأسد أطلق مثل هذا الصاروخ نحو إسرائيل، فان هذا يعد إعلانا للحرب؛ والجيش الإسرائيلي ما كان ليخاطر في إخفاء مثل هذا الحدث؛ وبالطبع لا يمكن إخفاؤه؛ لأن مئات الأشخاص يشاركون في مثل هذا الحدث؛ كما أنه لا يوجد أي سبيل لإبقائه قيد الكتمان".
وأوضح أن طبيعة الرد الروسي على الهجوم الإسرائيلي وما نتج عنه "ليس واضحا"، مؤكدا أن في "إسرائيل يرون في هذا الهجوم خطوة ضرورية لمنع تعاظم قوة
حزب الله؛ في ذات الوقت؛ فإن إسرائيل ملزمة بالافتراض بأنه على كل قافلة تهاجم توجد قافلة تنجح في الانتقال إلى لبنان وتجلب معها سلاحا متطورا".